رام الله: ادان المفتي العام للقدس والديار الفلسطينية خطيب المسجد الأقصى المبارك الشيخ محمد حسين المخطط الإسرائيلي الخطير الذي صادقت عليه بلدية الاحتلال في القدس والمتمثل بتغيير معالم ساحة البراق ومنطقة باب المغاربة بقصد تهويدها وتسهيل تواجد اليهود فيها. وحذر حسين في بيان صحفي أمس من الآثار الخطيرة التي ستلحق بالمسجد الأقصى والوجود العربي والإسلامي في القدس جراء المخطط. وأشار إلى أن الاحتلال ماض في طمس كل أثر إسلامي وعربي في القدس وما حولها في إطار سياسة منظمة تفرض الأمر الواقع على الأرض عبر الإجراءات المباشرة وغير المباشرة ، لافتا الى منع المصلين من الوصول إلى الأقصى ، وحرق المساجد وهدم البيوت ومصادرة الأراضي ، وفرض الضرائب الباهظة على أبناء الشعب الفلسطيني. وحث المواطنين الذين يستطيعون الوصول إلى الأقصى على تكثيف توجههم إليه وتواجدهم في كل الصلوات وعدم الاقتصار على صلاة الجمعة. هذا وتعتزم سلطات الاحتلال الاسرائيلي على ماتسميه تجديد أجزاء من البلدة القديمة في القدسالمحتلة يتضمن فتح بوابة جديدة في جدران المدينة المقدسة وذلك للمرة الأولى منذ 112 عاماً إبان العهد العثماني. وقالت تقارير: إن الخطة هي جزء من مخطط أكبر من شأنه أن يغير معالم حائط البراق وسيتم فتح بوابة جديدة لدخول نفق سيتم حفره في الصخر تحت طبقات المدينة. ويظهر المشروع أن اسرائيل ماضية في مشاريعها التهويدية والاستيطانية في القدسالمحتلة وفي عموم القدس، والمخطط يمثل الحلقة الأخطر لأنه الحلقة الأقرب الى الحرم القدسي والبلدة القديمة التي تهودها اسرائيل من خلال الاستيلاء على منازل وعقارات عربية، بالإضافة الى حلقات استيطانية أوسع في محيط المستوطنات حول القدس وفي قلب الأحياء العربية. ويحاصر المخطط الاستيطاني الحرم القدسي الشريف الذي يعتبره كثير من الجماعات اليهودية المتطرفة بأنه الهيكل الثالث المزعوم، وهي تسعى لهدم المسجد الأقصى وبناء الهيكل مكانه. وحذر طالب أبو شعر وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية المقالة من تداعيات قيام سلطات الاحتلال بهدم أسوار المدينة القديمة في القدسالمحتلة وإنشاء الوحدات الاستيطانية التي تهدف الى إلغاء الوجود الفلسطيني في القدسالمحتلة. وقال أبو شعر: إن المخطط يهدف الى تهويد المدينة المقدسة بأسرها وتحويلها الى بؤر يهودية واستيطانية تحل محل منازل الفلسطينيين والمعالم والآثار المقدسية. وقال خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط في بيت الشرق: إن المخطط يستهدف ثلاثة عناصر رئيسية من الفكر الفلسطيني أولها التاريخي من خلال دمج منطقة سلوان وما تسميه اسرائيل مدينة داوود في العنصر الثاني أي الديني وهو حائط البراق الذي يعتبر وقفاً إسلامياً ومن ثم دمج هذين العنصرين في العنصر الثالث السياسي الذي يهدف الى جعل القدس عاصمة لإسرائيل. ونبه التفكجي من أن الاحتلال هدف من خلال هذا المخطط الى رفع وتيرة هجمته الشرسة على المدينة التي حافظت على طابعها العربي الإسلامي منذ آلاف السنين وذلك بتغيير معالمها جذرياً وابتداع معالم جديدة اسرائيلية. وحذر التفكجي من أن اسرائيل ضربت بعرض الحائط كل القوانين الدولية باعتبار أن اليونسكو تعتبر القدس منطقة تراث حضاري يجب المحافظة عليها لكن اسرائيل تريد النظر الى القدس حسب رؤيتها لها عام 2020 أي كعاصمة لها حصراً من خلال سياسة فرض الأمر الواقع. وطالب التفكجي بتحرك عربي في المحافل الدولية لمنع التهويد الاسرائيلي لأن القدس ليست مجرد مدينة تاريخية ومقدسة فقط بل هي رمز لكل شيء لدى العرب والفلسطينيين ولا يمكن قيام الدولة الفلسطينية دونها.