يتاكد يوما بعد بوما ان اسرائيل تسارع الخطى لتنفيذ مخطط 2010 ضد المسجد الاقصى سواء كان ذلك فيما يتعلق بمواصلة الحفريات فى اسلفة ومن كافة جوانبة او فيما يتعلق بالسماح للجماعات اليهويدية المتطرفة بتدنيسة على مراى ومسمع من العالم كلة. وهناك عدد من الامور التى تدق ناقوس الخطر حول السيناريو الكارثى السابق من ابرزها اعلان نتنايوهو بالتزامن مع افتتاح "كنيس الخراب " اول امس الاثنين ان الاستيطان سيتواصل فى القدسالمحتلة كما كان الحال فى السنوات ال42 الماضية فى اشارة الى تاريخ الاحتلال الاسرائيلى لم يكتف الاحتلال بما سبق بل إنه تحدي أيضا الغضب العربي والعالمي تجاه الإعلان عن بناء1600 وحدة استيطانية جديدة بالقدسالمحتلة عندما زعم في كلمة ألقاها أمام الكنيست الإسرائيلي أن بناء وحدات استيطانية يهودية جديدة في القدسالشرقيةالمحتلة لن يؤثر بأي شكل من الأشكال علي الفلسطينيين ولن يؤذيهم قط. قبل يومين في منتصف مارس وبعد أيام من ضرب إسرائيل عرض الحائط بموافقة لجنة متابعة مبادرة السلام العربية علي اقتراح أمريكي بإطلاق مفاوضات غير مباشرة بين تل أبيب والسلطة الفلسطينية وما أعقب ذلك من قيام نتنياهو وخلال زيارة نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن للمنطقة بإعطاء الضوء الأخضر لإقامة1600 وحدة استيطانية جديدة بالقدسالمحتلة فاجأت إسرائيل الفلسطينيين والعرب والعالم أيضا بالإعلان عن افتتاح' كنيس الخراب' اليهودي بجوار المسجد الأقصي المبارك. أن افتتاح الكنيس يأتي في سلسلة من الفعاليات التي أعلنتها إسرائيل للبدء بتهويد القدسالمحتلة وتصعيد الحملة علي المسجد الأقصي قائلة:' الفعاليات تتضمن افتتاح أكبر وأعلي كنيس يهودي في البلدة القديمة في القدسالمحتلة علي بعد عشرات الأمتار من المسجد الأقصي وتنظيم يوم عالمي من أجل بناء الهيكل الثالث المزعوم تتخلله دعوات إلي اقتحام المسجد الأقصي. ويشمل المخطط التهويدي للقدس في ظاهره تطوير البنية التحتية للرصف والإضاءة وزرع الحدائق لكنه يهدف في باطنه إلي طمس هوية المدينة وتزوير تاريخها وتغليفها برموز يهودية وتوراتية بحيث تكتسي البلدة القديمة حلة إسرائيلية يهودية. وستنفذ الأعمال التي ستستغرق بين24 و30 شهرا في طريق باب العامود وسوق خان الزيت وطريق الوأد وسوق العطارين وطريق حارة النصاري وطريق القديس متري وساحة عمر بن الخطاب وطريق الآلام وطريق الرسل وباب الغوانمة وعقبة دير الحبشة وطريق مار مرقص. وكشف المحامي الفلسطيني قيس ناصر عن وثائق المشروع التي تشير إلي أن أعمال الإنشاء والحفريات ستشمل أغلب شوارع وممرات وأحياء البلدة القديمة التي يبلغ عددها361 طريقا وتشغل نحو85 دونما أي نحو10% من مجمل مساحة البلدة القديمة قائلا:' يعتمد المشروع التهويدي علي وثيقة أعدها طاقم تخطيطي ببلدية الاحتلال في القدس وثق بها شوارع وممرات البلدة القديمة ووضعها الحالي. وأضاف حسب وثائق المشروع فإن أعمال التطوير ستطال أماكن فهمة للمسيحيين والمسلمين في البلدة القديمة حيث حدد الطاقم التخطيطي الإسرائيلي ضرورة تنفيذ الأعمال التي أوصي بها في كل شارع وحارة وزقاق. كما كشف الشيخ تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين ورئيس الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات في4 فبراير2010 عن مخطط إسرائيلي جديد يسمي ب'القدس2020' ويسعي إلي ضم الكتل الاستيطانية المحيطة بالقدسالمحتلة إلي المدينة وخفض الوجود الفلسطيني بها قائلا في بيان له:' تم رصد أكثر من15 مليار دولار لتنفيذ هذا المخطط كما حصل مؤخرا في بلدة العيسوية حيث تمت مصادرة أكثر من660 دونما من أراضي البلدة كما يسعي هذا المخطط لنقل أكثر من40 ألف مستوطن إلي القدسالمحتلة لتصبح القدس للإسرائيليين'. وأشار إلي أن هذا المخطط يسعي لخفض الوجود الفلسطيني في المدينة بحيث يصبح بحلول عام2020 أقل من12% ونسبة الإسرائيليين أكثر من88% مما يعني أن القدسالشرقية سيتم تفريغها بالكامل من سكانها الأصليين. وحذر التميمي من بناء مدينة دينية ذات طابع إسرائيلي علي أنقاض بيوت أهالي حي سلوان بالقدسالمحتلة المهددة بالهدم وأضاف أن بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة أكدت أنها ستقوم بهدم جميع المنازل في بلدة سلوان تحت ذريعة أنها غير مرخصة مما يعني تشريد مئات العائلات الفلسطينية. وتابع أن سلطات الاحتلال قامت بتجنيد كل إمكانياتها وطاقاتها علي كل الصعد والمستويات من أجل السيطرة علي البلدة فعدد البؤر الاستيطانية في بلدة سلوان يبلغ أكثر من60 بؤرة استيطانية تشمل معاهد دينية للمتطرفين الإسرائيليين ومنازل وساحات وعمارات وشققا ومواقف للسيارات معظمها يتركز في وادي حلوة في سلوان وأحياء أخري بنفس البلدة. وتابع قاضي قضاة فلسطين أن أكثر من سبعة أنفاق تم حفرها تحت سلوان منها ما يصل إلي سور المسجد الأقصي المبارك وحائط البراق مؤكدا أن الحفريات ما زالت جارية وأن الانهيارات المتتالية التي وقعت في شوارع سلوان هي دليل واضح علي ذلك. واختتم قائلا إن الاحتلال الإسرائيلي يهدف من هدم المنازل إلي تعزيز السيطرة الإسرائيلية علي المدينة ومقدساتها الإسلامية والمسيحية, خاصة البلدة القديمة والمسجد الأقصي المبارك تمهيدا لهدمه وإقامة الهيكل المزعوم مكانه. ويبقي الأمر الأخطر وهو دعوة وزير العلوم والتكنولوجيا الإسرائيلي دانيال هيرشكوفيتس في13 مارس إلي الإعلان عن ضم المسجد الأقصي المبارك إلي' التراث اليهودي' كما حدث مع الحرم الإبراهيمي في الخليل ومسجد بلال بن رباح في بيت لحم. ونقل موقع' نيوز ون' الإخباري الإسرائيلي عن هيرشكوفيتس القول في هذا الصدد: يجب أن يضم المسجد الأقصي إلي قائمة مواقع التراث اليهودي وإن لم يكن هناك إمكانية للإعلان عن المسجد الأقصي موقعا أثريا لليهود فيجب أن نقيم مكانه معبدا يهوديا مؤقتا'.