وكالات نفى رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سورية صحة المعلومات المتداولة إعلاميا عن انشقاق مسؤول فرنسي كبير وانضمامه الى القاعدة في سوريا وملاحقته من قبل قوات التحالف الدولي لقتله.
قال فهد المصري، المعارض السوري، ورئيس مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سوريا إن المعلومات التي وردت في الاعلام حول انشقاق مسؤول فرنسي كبير وانضمامه الى القاعدة في سوريا وملاحقته من قبل قوات التحالف الدولي لقتله غير دقيقة وعارية عن الصحة جملة وتفصيلا.
وأضاف "من السذاجة الاعتقاد باطلاق 47 صاروخ كروز بهدف التخلص من شخص ، هذا لا يحدث حتى في أفلام الأكشن". وشدد المصري على أن "الاستخبارات الخارجية والعسكرية الفرنسية تتعامل مع ملف الإرهابيين والمتطرفين في سورية بطريقة مهنية واحترافية وجميع العاملين حتى الأدنى رتبة والأقل مكانة في الأجهزة الفرنسية هم على مستوى عال من الكفاءة والحرفية والالتزام ولايمكن بأي شكل من الأشكال وقوع عنصر أو ضابط أو حتى عميل في مثل هذا الموضوع". .
وكان مصدر في وزارة الدفاع الفرنسية نفى تقريرا لوسائل اعلام أميركية بانشقاق ضابط مخابرات فرنسي كبير وانضمامه إلى فرع تنظيم القاعدة في سوريا وانه يجري استهدافه في الضربات الجوية الأميركية. وكان موقع مكلاتشي دي سي الاخباري ومقره واشنطن نقل عن مصادر استخباراتية أوروبية قولها إن ضابط المخابرات الفرنسي السابق هو أكبر مسؤول ينشق وينضم إلى القاعدة وإن قوى التحالف فشلت في قتله في عدد من الضربات الجوية.
وقال مصدر وزارة الدفاع الفرنسية “بعد التحري يمكننا تأكيد أن المعلومات الخاصة بصلات مفترضة بين الجهادي الذي تحدثت عنه وسائل الاعلام والاستخبارات الفرنسية عارية تماما عن الصحة" وأشار الموقع الى أن الضابط الفرنسي المنشق نجا من قرابة 47 صاروخ كروز أطلقته الولاياتالمتحدة على مواقع جبهة النصرة في سوريا لقتله.
ونقل موقع مكلاتشي عن مصادر قولها إن الرجل الذي وصفه الموقع بعضو سابق في المخابرات العسكرية أو القوات الخاصة أو الاستخبارات الخارجية نجا من عدة هجمات على ثمانية مواقع تسيطر عليها جبهة النصرة التابعة لتنظيم القاعدة في سوريا. ونقل الموقع عن المصادر قولها إن التحالف يفضل استخدام الضربات الصاروخية بدلا من اعتقال الرجل لتفادي الكشف عن هويته .
وبيّن فهد المصري "الأجهزة الفرنسية تتعامل بدقة متناهية ومتابعة حثيثة وتعرف تماماً المنطقة وتاريخها وتركيبتها وتعقيداتها وهي من أكثر الأجهزة نجاحاً في العمل ميدانياً واستخباريا في الملف السوري تماماً كالمخابرات البريطانية رغم اختلاف المدرستين الأمنيتين العريقتين على عكس أجهزة دول كبرى أخرى لا تمتلك المعرفة الاحترافية الميدانية الكافية في سورية"..
وأكد المعارض السوري "أثبتت المخابرات الفرنسية كفاءة وقدرات عالية في استعادة العديد من مواطنيها ممن تم التغرير بهم للذهاب للسفر للقتال في سورية وهنا لا ننسى قصة الطفلين اليافعين اللذين تمكنت المخابرات الفرنسية من اعادتهما بعد ان تم استدراجهما عبر الانترنت من قبل شبكات تجنيد ارهابية"..
مراقبة أدق التفاصيل وقال المصري "إن وجود عشرات من المواطنين الفرنسيين أو ممن كانوا يقيمون على الأراضي الفرنسية على الأراضي السورية ضمن صفوف تنظيمات متطرفة وارهابية يشكل تحديًا هامًا للأمن القومي الفرنسي ولا أعتقد أن هناك خشية على أمن فرنسا فهناك عيون مراقبة و ساهرة وعلى أدق التفاصيل ومتابعة بعملها وقبضة حديدية".
وأضاف "مسألة وجود مقاتلين من دول غربية ضمن النصرة وداعش وأخواتها مسألة تتقاسمها عشرات الدول وهذا لا يعني وجود قصور في عمل الأجهزة الفرنسية ولا غيرها".
من جانب آخر كشف عن معلومات قال إنها موثقة "أن الأجهزة الأمنية الفرنسية كانت متابعة و بالمرصاد لشبكة كبيرة من جنسيات عربية وأجنبية مختلفة منهم من حاولوا دخول أوروبا قادمين من سوريا عبر تركيا و بعضهم بجوازات سفر سورية مزورة وتأشيرات مزورة أيضاً منهم اثنان على الأقل من الجنسية التونسية"..
وأشار المصري" الى امتلاك معلومات و موثقة بالصور عن جندي أميركي يدعى بيتر كان جنديا في العراق و يتكلم العربية بطلاقة دخل سوريا للعمل في المجال الاغاثي لكنه سريعاً ما أصبح من قيادات داعش المحلية في الرقة وهو معروف باسمه الحركي أبو دجانة"، وأوضح بالتالي لربما اختلط على الصحيفة الأميركية جنسية المقصود بتقريرها حيث لا وجود لضابط أو صف ضابط في المخابرات الفرنسية في صفوف داعش وهذا الأمر ليس بحاجة لتأكيد".
وأعلن أن مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية والعسكرية حول سوريا لديه كم هائل من المعلومات الميدانية عن داعش والنصرة وغيرهما من التنظيمات وكافة معلومات يتم تحديثها أسبوعيا لمواكبة التطورات وأكد في هذا السياق عدم دقة معلومات الصحيفة الأميركية.
انسحاب تدريجي لداعش وخلايا نائمة ورأى المصري أن" داعش ستبدأ الانسحاب التدريجي مع نهاية العام الحالي باتجاه افغانستان عبر العراق وإيران ومايقلق ان طلائع ومجموعات منها في طريقها لدول عربية خليجية تحديدا لضرب أمن واستقرار الخليج بناء على رغبة وخطة ايرانية - سورية رغم ان مجموعات ارهابية تسمى "شهداء الساحة" تم تدريبها في ريف دمشق بإشراف جنرال ايراني ثم زرعت قبل اشهر كخلايا نائمة في الخليج العربي"..
ورأى أنه "دون القضاء على أسباب الإرهاب المتمثل بصانعيه في سورية وإيران لن تهدأ المنطقة". وقال "الحرب الدولية على الإرهاب في سورية لن تؤتي أكلها ان لم يكن هناك شريك ميداني حقيقي بالتنسيق مع الضربات الجوية وهذا الشريك هو قوى الثورة الحية على الأرض.".