كشفت صحيفة "السفير" اللبنانية المقربة من النظام السوري عن معلومات عن بدء ما وصفته ب"حلف غربي - سوري" ضد "الإرهاب" يتضمن تعاونا أمنيا بين الأجهزة السورية وبعض الدول الغربية مع إعادة تنظيم للمعارضة السورية المسلحة، والهدف واحد: ضبط تمدد تنظيم "القاعدة" في البؤرة السورية المسلحة، ومواجهته مستقبلا. ونقلت الصحيفة عن مصادر عربية، أن الأجهزة الأمنية السورية بدأت باستعادة التعاون مع الأجهزة الغربية، بعد سلسلة الزيارات التي قام بها مسئولون غربيون أمنيون إلى دمشق في الأشهر الماضية، وفتح القنوات التي أغلقت خلال عامين ونصف العام من الحرب السورية، وتلقت الأجهزة السورية معلومات عن "جبهة النصرة"، ذراع "القاعدة" في سوريا، بالإضافة إلى معلومات عن تحركات تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش). وقال مصدر عربي إن هذه المعلومات سمحت للسوريين بتوجيه ضربات عديدة في الأيام الأخيرة لبعض مراكز "داعش" في سوريا، وتلقت هى في المقابل معلومات عن نشاط المقاتلين الأوروبيين في سوريا، إلى جانب الجماعات "الجهادية" فيها، مشيرا إلى أن المعلومات الغربية التي قدمت إلى سوريا ساعدت على إحباط هجمات كانت "النصرة" و"داعش" يعدان لها ضد الجيش السوري في المناطق الشمالية. وفي الوقت ذاته، فإن ما وصفته الصحيفة بالتحالف الغربي - العربي تعرض إلى نكسة كبيرة تهدد وحدته، بسبب الخلاف على العملية التي قام بها "أحرار الشام"، ضد مقارّ "هيئة أركان الجيش السوري الحر"، وفرار قائده اللواء سليم إدريس إلى الدوحة، واستيلاء "الأحرار"، وهى جزء من "الجبهة الإسلامية"، على معدات اتصال أمريكية متقدمة في مستودعات الجيش الحر في باب الهوى على الحدود مع تركيا. وقالت مصادر فرنسية إن مجموعة "أصدقاء سوريا" المصغرة اضطرت إلى عقد اجتماع مصغر الجمعة الماضي في لندن على مستوى المدراء السياسيين، لتدارس نتائج العملية على ما تبقى من "الجيش الحر". واتسم الاجتماع بخلافات وحوار صاخب بين الغربيين من جهة والقطريين من جهة أخرى، وضعت وحدة المجموعة ورؤيتها لمستقبل تعاونها على المحك. واتهم الغربيون القطريين بالوقوف وراء العملية، وتشجيع "أحرار الشام" و"لواء التوحيد"، على الهيمنة عسكريا على قرار المعارضة السورية المسلحة، وتصفية "هيئة أركان الحر" التي عمل الغربيون والأمريكيون طويلا على إنشائها. وقال مصدر فرنسي إن موفد القطريين دافع عن العملية ضد "الجيش الحر"، وعن الجماعات الجهادية التي تبدي فاعلية كبيرة في القتال في الشمال السوري، على العكس من "الجيش الحرط. ويهدد الدعم القطري ل"الجبهة الإسلامية" إستراتيجية الغربيين التي لا تزال قائمة على دعم "الجيش الحر" والجناح "المعتدل" في المعارضة السورية. وقال المصدر إن السفير الأمريكي لدى سوريا روبرت فورد أصيب بإحراج كبير خلال الاجتماع و"اتهم القطريين بلعبة مزدوجة، وإنه لم يعد مسموحا لدولة تدعي أنها حليفة أن تقوم من وراء ظهرنا بتسليح ودعم من يهاجم الجيش الحر"، كما اتهمهم الفرنسيون بخيانة تعهدات قدمت لهم، بالمساعدة على إعادة هيكلة "الجيش الحر" وتوحيده. ووفقا لصحيفة "السفير" اللبنانية المقربة من النظام السوري، فإن مجموعة الحلفاء تبدو على حافة الانفجار، خصوصا أن القطريين والسعوديين باتوا يدعمون علنا، لأسباب متباينة، الاعتماد على الجماعات "الجهادية" لاستعادة المبادرة على الأرض بالنسبة للسعوديين، وتوحيد السلاح المعارض تحت راية واحدة، وخوض مرحلة القتال الطويلة المقبلة ضد النظام السوري، فيما يعمل القطريون على التعويض عن خسارة نفوذهم في "الائتلاف الوطني السوري"، الذي يسيطر عليه السعوديون، باستعادة دورهم المتراجع في أوساط المعارضة المسلحة، عبر فتح قنوات دعم وتسليح والاستعداد لمرحلة مواجهة "داعش" و"القاعدة" والصفقات التي تنعقد حولها، أمنيا ودبلوماسيا. أما الغربيون، فقد بدأت بعض أجهزتهم باستغلال وجودها في غرف العمليات في أنطاكيا، وخبرتها في المعارضة السورية المسلحة لمد الجيش السوري بالمعلومات عن تحركات "الجهاديين" و"القاعدة" التي فتحت المعركة معها، وباتت تتطلب حسم خيارات من يشارك في الأسابيع المقبلة.