وكالات دعت المملكة العربية السعودية إلى" اتخاذ السياسات والقرارات المصيرية والحازمة لمواجهة هجمة الإرهاب الشرسة التي أصبحت جيوشا بعد أن كانت خلايا ، وأصبحت تستهدف دولا بعد أن كانت تستهدف بؤرا" .
وطالبت السعودية بتحرك المجتمع الدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني وردع إسرائيل عن سياساتها التعسفية..و شددت على دعم المعارضة السورية المعتدلة ، ومحاربة الجماعات الإرهابية على الأراضي السورية .
جاء ذلك في كلمة لسمو الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية رئيس وفد المملكة العربية السعودية في الدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة والتي وزعت الليلة الماضية في نيويورك.
وأوضح الفيصل" ان السنة الحالية تشكل علامة مهمة بالنسبة للقضية الفلسطينية كونها سنة التضامن مع الشعب الفلسطيني ومن المؤلم أن يتزامن ذلك مع ما شهدناه هذا العام من عدوان إسرائيلي غاشم يرقى إلى جرائم حرب ارتكبتها إسرائيل في قطاع غزة في تجاهل إسرائيلي صارخ للإرادة الدولية وأحكام القانون الدولي ".. وتساءل مستنكرا" متى سوف يتحرك المجتمع الدولي لإنصاف الشعب الفلسطيني وردع إسرائيل عن سياساتها التعسفية المناقضة لهذه الإرادة ؟ متى سوف يتحرك المجتمع الدولي تجاه إسرائيل التي لا زالت تمارس سياساتها التعسفية الأحادية الجانب من خلال محاولاتها تهويد القدس الشريف وتغيير تركيبته الديمغرافية وارتكاب الانتهاكات اليومية ضد الفلسطينيين من تهجير وطرد واعتقال تعسفي ؟".
كما أشار الى استمرار سياسات إسرائيل الاستيطانية ، واحتجاز آلاف الأسرى ، وانتهاك حرمة الأماكن المقدسة، وتهجير المواطنين الفلسطينيين خاصة في القدس الشريف ، والاستمرار في ممارسة سياسة الفصل العنصري والتطهير العرقي، بجانب مواصلة سياسة الحصار الجائر لقطاع غزة .. مشددا على ضرورة تحمل المجتمع الدولي مسئوليته إزاء توفير الحماية للشعب الفلسطيني بصورة عاجلة وفورية .. مؤكدا ضرورة تحقيق السلام العادل والشامل والدائم وفقاً لمبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية، وصولاً إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والمتصلة والقابلة للحياة وعاصمتها القدسالشرقية. وحول الوضع في سوريا قال وزير الخارجية السعودي، ان هذا الوضع يمثل " أكبر مأساة إنسانية يشهدها هذا القرن"..ولفت الى كلما طال أمد الصراع الداخلي المسلح ، كلما زاد تمادي النظام السوري في وحشيته وجرائمه ، ويصاحب ذلك انتشار جماعات التطرف والإرهاب التي وجدت في الأرض السورية مرتعاً خصباً.
وأضاف " إن استراتيجية النظام السوري كانت منذ البداية تدفع باتجاه المشهد الذي نراه اليوم في سوريا .
ففي الوقت الذي وقف فيه المجتمع الدولي متردداً ومنقسماً على نفسه في تعامله مع الأزمة السورية ، عمد النظام السوري إلى عسكرة الثورة وقمع التظاهرات السلمية بوحشية وممارسة سياسات الحصار والتجويع والقتل . كل ذلك بهدف دفع الثورة السورية إلى حاضنة الجماعات الإرهابية وتبرير سلوكه الهمجي كحرب على الإرهاب ".
وأوضح الفيصل " إن المملكة كانت وما زالت داعمة للمعارضة السورية المعتدلة ، ومحاربة الجماعات الإرهابية على الأراضي السورية ، إلا أن معركتنا على الإرهاب في سوريا يجب أن تشمل القضاء على الظروف المؤدية إليه أيضاً . إن الشواهد كلها تدل على أن النظام السوري هو الراعي الأول للإرهاب في سوريا" .
وقال " إننا نرى أن أي إمكانية للتسوية السياسية ينبغي إلا يكون بشار الأسد الفاقد للشرعية أي دور سياسي فيها وبأي شكل من الأشكال . ونرى في إعلان مؤتمر (جنيف1) ما يوفر أفق الحل المؤدي إلى انتقال سلمي للسلطة بما يحافظ على مؤسسات الدولة ، ويحفظ لسوريا استقلالها وسيادتها ووحدتها الوطنية والإقليمية. ومن البديهي ألا تتوفر إمكانية لمثل هذا الحل مع تواجد القوات الأجنبية على الأراضي السورية ممثلة في الحرس الثوري الإيراني وقوات حزب الله ، وانعدام توازن القوى على الأرض".
وحول الازمة اليمنية قال الامير سعود الفيصل " تشهد الجمهورية اليمنية أوضاعاً متسارعة وبالغة الخطورة تستدعي منا جميعاً وقوفنا معها واقتراح الحلول اللازمة لمواجهة هذه التحديات غير المسبوقة ، والتي يخشى إن لم نتداركها أن تقود لا سمح الله إلى مزيد من الانحدار نحو العنف والصراع الذي سيكون الشعب اليمني ضحيته الأولى" .. منبها الى " أن دائرة العنف والصراع ستمتد بلا شك لتهدد الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي ، وقد تصل لمرحلة تجعل من الصعوبة بمكان إخمادها مهما بذل لذلك من جهود وموارد" . وجدد الترحيب باتفاق السلم والشراكة الوطنية المبرم يوم الأحد الماضي بين الحكومة اليمنية وجماعة الحوثي..وقال " كان أملنا أن يحقق تطلعات الشعب اليمني نحو وقف العنف والاقتتال واستكمال العملية السياسية واستئناف التنمية والبناء .. إلا أن عدم تنفيذ الملحق الأمني للاتفاق وعدم إنفاذ الاتفاق نفسه على الوجه المطلوب من قبل جماعة الحوثي قد بدد تلك الآمال"..ودعا جميع الأطراف المعنية إلى التطبيق الكامل والعاجل لبنود الاتفاق كافة،كما حث المجتمع الدولي على تقديم جميع أوجه المساعدة لليمن في هذا الشأن.