اكدت الصحف الأمريكية الصادرة اليوم الاثنين أن موافقة المشير محمد حسين طنطاوي على طلب البرلمان بإجراء تعديل وزاري والإطاحة بحكومة الجنزوري التي يعترض عليها البرلمان، يعد نصر كبير للإسلاميين الذين يسيطرون على البرلمان، والبداية الحقيقة للبرلمان الذي كان منزوع الصلاحيات من قبل ويتهم دائما الحكومة بتجاهل قراراته وعدم تنفيذها، إلا أنه بعد تهديد رئيسه سعد الكتاتني بتعليق جلساته حتى تنفذ طلباته ، أصبح ذو أظافر حقيقية، حيث أجبر المجلس العسكرى على الرضوخ لطلباته. وذكرت صحيفة "وول استريت جورنال" الأمريكية ان المجلس العسكري تعهد بتعيين حكومة جديدة في غضون 48 ساعة، الأمر الذي يعتبر نصرا كبيرا للسياسيين الإسلاميين ولتهدئة المواجهة السياسية التي هددت مصر بتجميد المؤسسات الديمقراطية الناشئة. واشارت الصحيفة الى ان المشير طنطاوي تعهد للبرلمان أمس الأحد بعد ساعات من تهديد رئيس مجلس الشعب سعد الكتاتني، بتعليق دورات البرلمان حتى يوافق الجيش على حل مجلس الوزراء، وهذا القرار يضع حد لمعركة مستمرة منذ عدة أشهر بين السلطة التشريعية المنتخبة من قبل الشعب، ومجلس العسكري بقيادة المشير طنطاوي، الذين تحدوا مطالب البرلمان بتنفيذ مطالبه وتشريعاته. واضافت الصحيفة انه رغم أن الجيش سوف يشارك البرلمان ذو الاغلبية الاسلامية في تشكيل الحكومة، إلا أن هذه الخطوة اعتبرت محاولة لتهدئة قادة الإخوان من خلال منحهم أدوار رقابية على الوزارات الرئيسية لتفادي توسيع المأزق الذي أقلق البلاد التي تمر بمرحلة انتقالية هشة. وأشارت الصحيفة الى ان الخلاف تفاقم بين العسكري والبرلمان لدرجة ان أعضاء الحرية والعدالة رفضوا الموافقة على شروط قرض صندوق النقد الدولي في ظل الحكومة الحالية، التي يقولون إنها غير كفء لتنفيذ الإصلاحات الاقتصادية الضرورية، كما شككوا أيضا في وجود تفاصيل عن خطط الحكومة للإصلاح. فى سياق متصل اعتبرت صحيفة"لوس أنجلوس تايمز" ان اجراء تعديل وزاري فى الوقت الحساس فى مصر يعد نصرا كبير للأسلاميين، وذلك لتهدئة الغضب المتنامي داخل البرلمان قبل أيام على الانتخابات الرئاسية ، مشيرة الى ان تنفيذ مطالب البرلمان يعد بمثابة استعادة البرلمان للكرامة التي فقدها طويلا.