أكدت مصادر فلسطينية وإسرائيلية، أمس، أن جهاز الأمن التابع لحركة حماس في قطاع غزة اعتقل مطلقي الصاروخ الذي سقط في مجمع «أشكول»، جنوب إسرائيل مساء أول من أمس، وذلك بعد اتصالات مع مصر تعهدت خلالها الحركة بملاحقة الجهة التي تقف خلف العملية ومنع تكرار ذلك. وقالت مصادر فلسطينية مطلعة ل«الشرق الأوسط» إن الأجهزة الأمنية التي تسيطر عليها حماس اعتقلت اثنين في قطاع غزة كانا يقفان وراء إطلاق الصاروخ.
وأضافت: «اعتقل شخصان ينتميان إلى السلفية الجهادية». وتابعت: «اتضح من التحقيق أنهما لم يتلقيا أوامر من قياداتهما وإنما تصرفا بشكل فردي ودون الرجوع إلى مسؤوليهما».
وأكدت المصادر أن حركة حماس أبلغت قيادات السلفية الجهادية «بضبط عناصرهم وأنها لن تتهاون في هذه المسألة وستكبح جماح من يحاول إطلاق الصواريخ، وأنها لن تسمح لأحد بالخروج عن التوافق الفلسطيني العام القاضي بوقف الحرب والالتزام بالتهدئة».
وكان وفد فلسطيني يضم جميع الفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير وحماس وحركة الجهاد الإسلامي اتفق مع إسرائيل عبر الوسيط المصري في 26 أغسطس (آب) الماضي، على وقف إطلاق نار دائم في غزة، يتلوه مفاوضات حول القضايا التي تخص القطاع.
وفي غضون ذلك، أكد مسؤولون أمنيون إسرائيليون أن حماس أبلغت مصر بأمر الاعتقال. وأفادوا بأن الحركة «أوقفت منفذي الهجوم بسرعة لأنها تشعر بانزعاج من الوضع وتخشى من تطور الأحداث». وأكدوا أن حماس أبلغت إسرائيل، عبر مصر، بأنها غير معنية بتجديد إطلاق النار.
وأوضح مسؤول إسرائيلي بأن «إسرائيل نقلت إلى حماس أنها تتوقع من الحركة أن تتحرك ضد مطلقي الصواريخ نحو إسرائيل وإلا فإن إسرائيل سترد على إطلاق النار بنفسها». وأضاف: «قلنا لهم إن إسرائيل ستختبر الأفعال وليس الأقوال».
وكان صاروخ سقط بشكل مفاجئ ليل الثلاثاء في المجلس الإقليمي «أشكول» القريب من غزة.
ويعد الهجوم أول خرق للتهدئة المعلنة بين حماس وإسرائيل منذ 3 أسابيع. ولم يسبب الصاروخ أي أضرار لكنه أثار غضب المستوطنين في المنطقة وقلقهم من تدهور الأوضاع من جديد.
وقال رئيس المجلس الإقليمي، حاييم يلين: «ليس واضحا إن كانت القذيفة أطلقت نحو إسرائيل في إطار تدريبات داخلية في القطاع أم أنها مقصودة، لكننا لن نتحمل تقاطر الصواريخ مرة أخرى».
وأضاف: «نحن نقيس نجاح الحكومة من عدمه بكيفية حمايتنا، كيف ستدافع عن مواطنيها، وهل ستنجح في جلب هدوء طويل أو ستعود بنا إلى دائرة العنف المتواصل».