بعد مرور 100 يوم على حكم الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى أتت به الثورة الشعبية فى 30 يونيو ليكون قائدها ومن ثم رئيسا للبلاد ، وقد برزت الإختلافات بوضوح بين الرئيس المعزول محمد مرسى والرئيس المنتخب عبد الفتاح السيسى ومن أهم هذه الإختلافات كانت "الخطابات" .
حيث أستغرقت كلمة مرسى التى ألقاها فى جامعة القاهرة 31 دقيقة بينما تجاوزت كلمة السيسى ال 53 دقيقة . كما بدأ المعزول خطابه بالحمد والتكبير قائلا "الله أكبر فوق الجميع" بينما بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسى كلمته بالبسملة وقال مخاطبا الحضور :"اسمحو لى نقف دقيقة حدادا نوجه بها تحية لكل شهداء مصر" .
ووجه المشير السيسى فى خطابه التحية لأمهات الشهداء وللرئيس السابق المستشار عدلى منصور ، بينما وجه الدكتور مرسى فى خطابه إعتذارا لطلاب كلية الحقوق جامعة القاهرة لتأجيل إمتحاناتهم بسبب خطابه فى الجامعة.
فى حين تجاهل الرئيس المعزول هتاف أحد أنصاره "متنساش حق الشهداء يا ريس" ، بينما رد السيسى على أحد مؤيديه "انا معاكم .. أنا معاكم" ردا على هتافه أثناء خطابه "احنا معاك ياريس" .
حرص محمد مرسى على تكرار أغلب كلماته والإلتزام بالتحدث باللغة العربية الفصحى على عكس ما كان عليه الرئيس السيسى .
"أدخلوا مصر إن شاء الله أمنين" .. تحيا مصر أمنة مستقرة ، هكذا أنهى الرئيس عبد الفتاح السيسى خطابه ، بينما أنهى مرسى خطابه بالأية الكريمة "وقل أعملوا فسيرى الله عملكم".
إحتفالية ليلة القدر ما بين مرسى والسيسى
تعد إحتفالية ليلة القدر من أهم المناسبات الدينية التى يحرص العامل بمنصب رئيس الجمهورية التواجد بها أيا ما كان ، وعن اختلاف الخطاب الرئاسى : تجاوزت مدة خطاب المعزول فى إحتفالية ليلة القدر فى 12 أغسطس 2012 ال 30 دقيقة ، بينما لم تتجاوز مدة خطاب الرئيس الحالى عبد الفتاح السيسى ال 20 دقيقة ، والتى ألقاها فى المناسبة ذاتها فى 2 يوليو 2014 . حرص الرئيس المعزول محمد مرسى على التحدث طوال خطابه باللغة العربية الفصحى ، فيما تحدث الرئيس السيسى بالعامية الدارجة بين أغلب فئات الشعب .
تحدث مرسى فى خلال خطابه عن الإستقرار والأمن والأمان والتنمية والنهضة قائلا : "علينا أن ننتج لنأكل من عمل أيدينا ونتقن ما تفعل والإتقان فى السياسة ، وفى كافة المجالات" ، بينما السيسى تحدث عن الفقراء وقال : "أنا مصمم على محاربة الفقر والتغلب عليه" موضحا أن صندوق تحيا مصر أحد أهم وسائل التحرك لمحاربة الفقر ، مخاطبا الشعب "من فضلكم يا مصريين ما يصحش ان مصر تبقى محتاجة لكم وانتم لا تلبوا ندائها كما ينبغى" .
تحدث المعزول خلال خطابه عن "مقاصد الشريعة الإسلامية" قائلا: "مقاصد الشريعة لا يمكن أن تتعارض مع أهداف البشر ولكن تحققها وتسعى إليها رويدا رويدا رويدا أننا نأخذ بعض الوقت نخطط معًا ثم نمضى"، بينما تحدث "السيسي" عن مكارم الأخلاق اذ اقترح تنظيم مسابقات تؤسس لفكرة الأخلاق وتطبيق المنهج القرآني في سلوكيات المجتمع من خلال تكريم أفضل مدرس أو أفضل مسلسل يعالج مكارم الاخلاق أو أفضل مذيع في الراديو يتسم بالأخلاق، أو أفضل صحفي أو إعلامي يراعي الأخلاقيات في سلوكه العام".
"مؤسسة الأزهر" كانت عنصر مشترك في خطاب الرئيسين العزول والمنتخب ، حيث غازل مرسى مشايخ الأزهر وعلماءه، قائلا : "يا أهل السنة والجماعة يا رجال الأزهر يا علماء الفقه والاعتدال يا من قدتم هذه الأمة لأكثر من ألف سنة من بين هذه المآذن بشيوخ كرام وبرجال أشداء أعليتم القيمة وأديتم الواجب وكنتم خير سلف لخير خلف"، وجاءت رسالة السيسى مختصرة حيث أكد أن دور الأزهرعظيم كمؤسسة دينية، مشددًا على أنه سيقدم الدعم الكامل لهذه المؤسسة العريقة.
خطاب المرشح الفائز .. بين مرسى والسيسى
اعتاد المصريين منذ الإنتخابات الرئاسية عقب ثورة 25 يناير أن يستمعوا للرئيس فى خطاب عقب إعلان النتيجة مباشرة . توجه المعزول محمد مرسى فى اللحظة الأولى من خطابه إلى أهله وعشيرته على الرغم من أنه حاول أن يغير مضمون الخطاب بإضافة وذكر كافة فئات المجتمع والمهن والمحافظات ، ولم يذكر منافسه فى الجولة الثانية والحاسمة على الرغم من أن منافسه الفريق أحمد شفيق هنأه بالفوز وتمنى له التوفيق ، بينما خطاب الرئيس السيسى أتسم بالموضوعية ووصفه المحللون بأنه خطاب له محددات واضحة ، ومعنى عميق وواقعى وأبرز ما فيه أنه وجه لكل المصريين ، وشكره لمنافسه فى الإنتخابات السيد حمدين صباحى ، وشكره لكافة مؤسسات الدولة . خطاب الأزمة .. تجاهل المعزول ذكر الأزمات فى خطابه فلم يتحدث عن أزمة إنقطاع الكهرباء إلا فى خطابه بقاعة المؤتمرات فى 26 يونيو 2013 وما سمى بخطاب "التهديدات" حيث توعد العديد من رجال الأعمال وبعض الشخصيات وأرجع إنقطاع الكهرباء إلى جملته الشهيرة "الواد اللى بينزل سكينة الكهرباء" ، بينما السيسى توجه ظهر السبت 6 سبتمبر بخطاب تحدث فيه عن ازمة انقطاع التيار الكهربائى التى تفاقمت فى الفترة الاخيرة وطالب المصريين بالصبر والتحمل والتعاون مع الحكومة لتجاوز هذه الازمة،وأشار إلى انه تم تشكيل لجنة للتحقيق فى أزمة الكهرباء وأثارت كلمة السيسى ردود أفعال متباينة ما بين معجب ومشيدا بصراحته وكشفه لأبعاد أزمة الكهرباء ، وما بين منتقد لما قاله مع استمرار معاناة المصريين اليومية من انقطاع التيار الكهربائي.