مرسي والسيسي تجاوز خطابهما ال20 دقيقة.. وعدلي منصور وصل إلى 7 دقائق مرسي طالب بدعم برنامج ال100 يوم.. والسيسي طالب رجال الأعمال بالتبرع ل"تحيا مصر" مرسي عن كرسي السلطة: لم أكن راغبا في الحكم.. ومنصور: الشرعية هي الشعب.. والسيسي: أنتم استدعتوني لإنقاذ وطن
الخطابات الرئاسية الموجهة للشعب المصري عادة ما يتم كتابتها بعناية، ويتم انتقاء الكلمات والصور التعبيرية بها من قبل القائمين على كتابتها، وليس بالضرورة أن يكون من قام بكتابتها هو الرئيس نفسه، لكنه على الأقل يراجعها ويوافق عليها, وتبرز شخصية كل رئيس في طريقة عرضه وسرده للخطاب, وتظهر مدى قدرته على جذب المواطنين واستعدادهم لقبول وتصديق ما ألقاه فى خطابه من قرارات, وما سيحققه من إنجازات. ولكثرة الأحداث فى الثلاث سنوات الماضية والخطابات التى تسببت أحيانا فى الإطاحة برئيس, وتسببت أحيانا أخرى فى إحترام وتقدير رئيس آخر، كانت هذه المقارنة بين الثلاث رؤساء: المعزول محمد مرسي, المستشار عدلى منصور, والرئيس عبد الفتاح السيسي, خاصة خطابهم الموجه للشعب المصرى فى رمضان..
الصورة في خطابات الرؤساء ظهر الرؤساء الثلاثة، من خلال القائمين على البروتوكول بالديوان الرئاسي، بخلفية مختلفة بالخطابات الثلاثة، وظهر كل منهم بجوارهم علم مصر، وانفرد الرئيس المعزول محمد مرسي بالخلفية، بعدما ظهرت خلفه ستارة بيضاء, أما الرئيسين عدلى منصور والسيسي، ظهر فى الخلفية سجادة مغزول عليها خريطة مصر كاملة وهى سجادة أثرية منذ عهد الخديوية, وهذا يوضح ارتباط الأخرين بوطنهم. استهلال الخطاب واللغة استهل محمد مرسي خطابه بالبسملة، ووجه خطابه إلى المواطنين تفصيليا: "إلى الفلاحين والعمال, الطلاب والأساتذة, الكبار والصغار, النساء والرجال"، واستخدم لغة عربية سهلة لا يوجد بها مفردات صعبة على أى متابع للخطاب, ولم يكن مرتجلا للخطاب، وإنما كان يقرأه من "مونيتور", وتميزت خطاباته بأنها طويلة كانت أحيانا تصيب المتابعين بالملل، ووصل خطابه إلى 25 دقيقة. أما الرئيس السابق عدلى منصور، كان يستهل خطابه ب"الأخوة المواطنون.. شعب مصر العظيم", وتميز خطابه باللغة العربية الفصحى المليئة بالاستعارات المكنية مثل "تاريخ الآف السنين لن تزول بفعل عاصفة عنيفة مهما كان حجمها", وكان يقرأ خطابه من ورقة, وتميز بالقصر، حيث لم يتعدى زمن إلقاءه للخطاب 7 دقائق. والرئيس عبد الفتاح السيسي بدأ خطابه الأخير "أيها الشعب الأبي الكريم", وكان بالعامية السهلة دون تكليف، وتم إرتجاله، لكنه محدد النقاط واضح الأهداف, ومدة خطابه وصلت ل30 دقيقة.
قرارات الرؤساء خلال الشهر الكريم أعلن مرسي عن علاوة اجتماعية قدرها 15%, وزيادة معاش الضمان الاجتماعى ليصبح 300 جنيها بدلا من 200 جنيها, وإنشاء لجنة للبحث فى المحتجزين فى أحداث الثورة وما بعدها، ووقع على الإفراج عن الدفعة الأولى, وإنشاء لجنة أخرى لبحث مشاكل الشهداء والمصابين وتقديم الأدلة المادية للقصاص العادل, وإنشاء ديوان المظالم. أما عدلى منصور، قام بإعلان أول خطوة وهى تعديل الدستور, وقام بتأسيس إطار وطنى مؤسسي للعدالة والمصالحة الوطنية فى أول أيام رمضان، وقال: "تم دعوة الجميع دون إقصاء بهدف تحقيق السلم الاجتماعى القائمة على العدالة وسيادة القانون". وأعلن السيسي عن اتخاذ إجراءات بوزارة التموين لتخفيض حجم التأثير السلبى على المواطن محدود الدخل, وتأجيل قرار إطلاق المشروعات المقررة لما بعد رمضان وذلك لطبيعة العمل الضعيفة في رمضان ومنها شبكة الطرق, وإصلاح مليون فدان ضمن قوافل التنمية والتعمير, وأضاف أنه سيعمل على إنقاذ أطفال الشوارع, وتأسف لهم، وقال "إنتم أولادى", وتنفيذ قرارات الحد الأدنى والأقصى للمرتبات, وزيادة معاش الضمان الاجتماعى بنسبة 50%.
الاقتصاد وطلب الدعم من رجال الأعمال وعد مرسي منتخبيه بتحقيق عدة أهداف خلال ال100 يوم الأولى، لكنه لم يف بوعوده، ولم يستطع تحقيق أيا منها, وفي طلب الدعم للاقتصاد من رجال الأعمال، قال: "أطلب من رجال الأعمال ومؤسسات العمل الدعوي, والجمعيات الخيرية والجمعيات المدنية فى المساهمة ودعم الجهود التي تبذل فى الشارع المصرى واستقراره والتعاون من أجل فتح أبواب المستقبل", وطلب من المصريين مساعدة المسئولين فى مشاكل الخبز واستهلاك الوقود وترشيده. أما السيسي أكد فى خطابه إلى أن عجز الموازنة يصل ل300 مليار جنيها, والديون إلى ما يقرب 3 تريليون, موضحًا أن مصر تدفع يوميا 600 مليون جنيها فوائد للدين , و600 مليون جنيه للأجور, و400 مليون جنيها للدعم. وقال السيسي، "أنا بخاطب المصريين عشان يعرفوا حجم المشكلة الاقتصادية التى تواجهها مصر"، مشيرًا إلى أن بند السياحة يكاد يكون غير موجود، وهو البند الذى كان يدر على مصر بالعملة الصعبة, ولا يوجد الآن إلا قناة السويس, وعن طلب دعم رجال الأعمال، قال: "ده وقت القادرين.. هو أنتم مش هتقفوا جنب مصر ولا إيه"، في إشارة إلى التبرع لصندوق تحيا مصر.
كرسي الحكم والرئيس ذكر المعزول محمد مرسي أنه لم يكن راغبا فى الحكم، مضيفا أنها المسئولية التى استشعر ثقلها"، وردد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، "أنها أمانة.. وأنها يوم القيامة خذي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى ما عليه"، أما عدلى منصور، تم تكليفه من قبل الشعب المصرى من خلال خارطة الطريق التي أعلنها وزير الدفاع حينها عبد الفتاح السيسي، وقال إن الشعب المصري هو الشرعية. فيما قال السيسي، واصفا وصوله للرئاسة، بالقول: "إنتم استدعتونى ليه.. لإنقاذ وبناء وطن أن شاء الله".