أجرمت «أم سيد» اتصالاً هاتفياً بحضرتى صباح السبت الماضى، وأظنكم تذكرون «أم سيد» جيداً بعد كلامها أكثر من مرة وحوارها الذى أنشره على حضراتكم عن موضوعات كثيرة.. وللتذكرة الست «أم سيد» بائعة خضروات فى الدقى، وذكاؤها الفطرى يلفت الأنظار وكثيراً ما أتوقف عنده بالتأمل والتفكير، وفى آخر مقابلة لنا عاتبتنى لأننى لم أذهب إليها، ولذلك أعطيتها رقم تليفونى وطلبت منها الاتصال بى كلما أرادت أن تقول شيئاً، وبعد هذه الفترة سمعت صوتها مجلجلاً فى التليفون وطلبت منها سرعة الحضور عندما لاحظت انفعالها، وبعدما جاءتنى قالت: أم سيد: متأخذنيش يا مدام.. عطلتك ولا حاجة؟!
أنا: بالعكس يا أم سيد.. دانت وحشتينى.. مالك منفعلة ليه؟!
أم سيد: أنت حضرتك حتعملى زى أبوسيد.. طول النهار بيقوللى اتهدى يا وليه.. واهدى..
أم سيد: أصل بنت أخت أبوسيد متجوزة قبل الثورة بحوالى ستة أشهر.. وتصدقى بقت جايبة 3 عيال؟!
أنا: وماله.. ألف مبروك.. يتربوا فى عزكوا.
أم سيد: عز إيه يا مدام.. انت نسيتى «منع الحمل» ولا إيه؟! إحنا بنزيد من غير عقل.
أنا: آه.. صحيح.. بس اسمعى أولاً الموضوع ده اسمه «تنظيم الأسرة» مش «منع الحمل».
أم سيد: وإيه الفرق بين منع الحمل ولا تنظيم النسل.. مش الاثنين واحد.
أنا: لأ.. «منع الحمل» حرام، لكن «تنظيم النسل» حلال، ومش عايزين ندّى فرصة للجماعة إياهم يصطادوا فى الميه العكرة، والحقيقة إن الدولة كانت ماشية فى سكة التوعية بيه عشان «تنظيم النسل» لكن الظاهر إن على رأيك نسينا الموضوع ده.
أم سيد: آه يا مدام نادية.. نسيناه خالص، مع إنه ضرورى ضرورى ضرورى، ولولا إنى افتكرت واحنا فى «سبوع» البت المولودة بنت «فتحية» بنت أخت أبوسيد وقلت إيه ده؟ 3 عيال فى أقل من أربع سنين؟ أرنبة دى ولا إيه؟ بس خفت أقول الكلام ده قدامهم ياكلونى ويقولوا بأحسد البت.
أنا: معاك حق والله.. برافوا عليك.
أم سيد: طب دلوقتى الحل إيه؟
أنا: ولا حاجة.. نفكر الناس وأنا طالبت عندى فى الجرنال وحافضل أقول وأعيد فيه.
أم سيد: دنا لما خت بالى قلت فى عقل بالى مشاريع إيه وقناة سويس إيه والعالم دى نازلة «تزرب» «متأخذنيش يا مدام نادية».
أم سيد: إن شاء الله.. وربنا يخليك، ويخلى لنا مصر اللى شايلانا كلنا وقلبها علينا، بس إحنا كمان لازم نخلى قلبنا عليها، سلام عليكو.. عشان أروّح زمان النور جه وعشان ألحق أحط الغسيل فى الغسالة، حاكم أنا منظمة حالى حسب النور ما بيقطع وربنا يسهل.
أنا: برافوا عليك يا أم سيد.. والله أنت أم مثالية ومصرية مثالية.
أم سيد: كتر خيرك يا مدام، دا بس من زوقك وتركتنى «أم سيد» وذهبت إلى بيتها وغسيلها كما قالت وحاولت بعد ذلك الاستفسار عن هذا التنظيم للأسرة الذى مارسناه لفترة وسألت عنه ووجدت إن وسائل «تنظيم النسل» لم تعد موجودة بالكميات اللازمة، وأننا فعلاً نسيناه.. ولابد أن نذكر الناس به بحملات إعلامية وإعلانية مكثفة حتى لا تبتلع الزيادة السكانية الرهيبة جهود التنمية، وشكراً ل «أم سيد» ولكل «أم سيد» تتأمل حياتها حتى «تحيا مصر».