قالت مصادر قبلية بشمال سيناء إن الرجال الأربعة الذين أعلنت جماعة أنصار بيت المقدس اليوم أنها قتلتهم ينتمون إلى قبائل معروفة في شمال سيناء، وإنهم كانوا يقطنون في منطقة جنوب الشيخ زويد. ونشرت جماعة أنصار بيت المقدس المتشددة فجر اليوم على حسابها على موقع تويتر مقطعا مصورا أظهر أحد أعضائها وهو يقوم بذبح أربعة أشخاص قال إنهم من أبناء قبائل في سيناء وأنهم "قاموا بالتجسس على الجماعة لصالح إسرائيل".
ورفض شيوخ القبائل التعليق على موقفهم من الحادث، مكتفين بالإشارة إلي أن الرجال الأربعة اختفوا يوم 18 أغسطس الجاري قبل أن تظهر جثثهم مقطوعة الرأس بعد ذلك بيومين.
وكانت مصادر أمنية قالت لرويترز إثر العثور على الجثث الأربعة قبل أسبوع إن أصحابها ربما استهدفوا بسبب الاعتقاد بأنهم يتعاونون مع الجيش والشرطة.
لكن الفيديو الذي نشرته جماعة أنصار بيت المقدس اليوم تضمن "اعترافات" أدلى بها الرجال الأربعة وقال اثنان منهما إنهما كانا محبوسين في إسرائيل بتهمة التهريب، وقال الآخران إن الموساد كان يدفع لهما نظير الإدلاء بمعلومات.
وقال اللواء عبد الفتاح عثمان مساعد وزير الداخلية لشئون الإعلام، نقلا عن أصوات مصرية التابعة لرويترز، إن الأجهزة المعنية في وزارة الداخلية تجري الآن عمليات فحص موسعة لمقطع الفيديو الذي تم بثه على الانترنت عن طريق جماعة أنصار بيت المقدس.
وأشار عثمان في تصريح لأصوات مصرية إلى أن الأجهزة المختصة ستقوم بالتعرف على زمان ومكان رفع المقطع المصور على موقع اليوتيوب، ومن ثم دراسة كيفية تتبع الواقعة.
وقال مصدر بالجيش لأصوات مصرية، إن "فيديو ذبح أربعة رجال من سيناء ليس جديدا وسبق أن ادعت الجماعة أن الضحايا كانوا يقدمون معلومات لرجال الأمن من الجيش والشرطة، وأن ما تغير في الفيديو هو ذكر أن سبب قتل المواطنين يعود لأنهم يتجسسون لصالح إسرائيل."
وأضاف المصدر أن "قيام هذه الجماعة الإرهابية بعرض هذه الفيديوهات في هذا التوقيت بالذات هو من باب البحث في دفاترهم القديمة، ويرجع إلى أن مخططات الارهاب فشلت، ولذلك يلجأون إلى القيام بحرب نفسية وإعلامية، للتأثير على الشعب المصري."
وصعد متشددون يتمركزون في سيناء هجماتهم على أهداف للجيش والشرطة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان بعد احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه العام الماضي، وامتد نطاق الهجمات التي يشنها المتشددون من سيناء إلى القاهرة ومناطق أخرى في انحاء البلاد.
و"أنصار بيت المقدس" هي جماعة متشددة موجودة في شمال سيناء وزاد نشاطها عقب عزل مرسي العام الماضي، وأعنت في السابق مسؤوليتها عن العديد من الهجمات من أبرزها تفجيران استهدفا مديرية أمن الدقهلية بدلتا النيل ومديرية أمن القاهرة ومحاولة فاشلة لاغتيال وزير الداخلية.