استمرت أمس المعارك العنيفة بين الميليشيات المسلحة في محيط منطقة مطار العاصمة الليبية طرابلس، وسط معلومات أكدتها مصادر ليبية أمنية وعسكرية ل«الشرق الأوسط» عن إحراز القوات المشاركة في عملية «فجر ليبيا» التي تضم ميليشيات من مصراتة وحلفائها، تقدما نسبيا ضد ميليشيات الزنتان وجيش القبائل المتحالف معها في القتال الذي اندلع في الثالث عشر من الشهر الماضي. وقالت المصادر التي طلبت عدم تعريفها ل«الشرق الأوسط» إن قوات «فجر ليبيا» شددت القصف على مواقع تابعة لكتيبتي «الصواعق» و«القعقاع» اللتين تدافعان عن مطار طرابلس الدولي، مشيرة إلى ما وصفته بتقدم لقوات «فجر ليبيا» من كل المحاور. وأضافت: «تمت السيطرة على حي الأكواخ بالكامل وتم القضاء على كل جيوب القناصة والنيران التي كانت أعالي العمارات السكنية». وروى مسؤول أمني في طرابلس ل«الشرق الأوسط» أن صلاح بادي عضو المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق الذي يقود ميليشيات مصراتة في عملية «فجر ليبيا» قد قام بجولة خاطفة ظهيرة أول من أمس بسيارة غير مصفحة وكانت بحوزته كاميرا للتصوير وتوثيق السيطرة على الحي تماما. وزعمت «غرفة عمليات ثوار ليبيا»، المحسوبة على الجماعات المتشددة، أنه تم تحرير مقر وزارة الداخلية ومقر الشرطة العسكرية، وجارٍ التمشيط حتى طريق الفلاح، مشيرة إلى حدوث تقدم كبير في محور جنزور. ونشرت الغرفة صورا ولقطات مصورة تظهر انتشار قوات «فجر ليبيا» في حي الأكواخ القريب من المطار، بالإضافة إلى آليات عسكرية محطمة زعمت أنها تابعة لمقاتلي الزنتان وحلفائهم. لكن مصادر مقربة من الميليشيات المدافعة عن مطار طرابلس قالت في المقابل ل«الشرق الأوسط» إن المعركة ما زالت مستمرة، وإن ما جرى في حي الأكواخ لا يعكس انتصار الطرف الآخر. وفى أول تعليق رسمي لها على قرار مصر وتونس تعليق الرحلات الجوية إلى مطاري معيتيقة ومصراتة، أعربت الحكومة الانتقالية التي يترأسها عبد الله الثني عن استعدادها التام لتقديم كل الضمانات للسلطات المصرية والتونسية لضمان سلامة هذين المطارين الليبيين على النحو الذي يسمح باستئناف استقبال الرحلات من هاتين الدولتين، بما يتفق مع المعايير الدولية. وكشفت حكومة الثني في بيان ل«الشرق الأوسط» النقاب عن أنها شرعت في اتصالات مع مصر وتونس لإجراء التنسيقات اللازمة في هذا الشأن، ودعت الجميع إلى التعاون لإظهار مطارات ليبيا بالشكل اللائق، والحد من إعاقة حركة الطيران حرصا على سلامة المواطنين. من جهة أخرى، عدت منظمة العفو الدولية أن شريط الفيديو الصادم الذي يظهر عملية قتل على شاكلة الإعدام نفذتها إحدى الجماعات المسلحة في ملعب لكرة القدم (شرق ليبيا) يبرز مدى عجز السلطات عن الحيلولة دون انزلاق أجزاء من البلاد نحو العنف والفوضى. وبث مجلس شورى شباب الإسلام في مدينة درنة التي تعد معقل الجماعات المتطرفة في شرق ليبيا، عملية إعدام مزعومة لرجل مصري يُدعى محمد أحمد محمد، حيث ظهر معصوب العينين على متن سيارة نصف نقل (بيك أب) إلى أرض ملعب كرة القدم. ثم أجبره مقنعون مسلحون ببندقيات على الجثو على نقالة قبل إعدامه.