اشتهر حكم حتشبسوت بالسلام والازدهار حيث كانت تحاول أقصى وسعها تنمية العلاقات وخاصة التجارية مع دول الشرق القديم لمنع أية حروب معهم. واجهت حتشبسوت مشاكل عديدة في بداية حكمها بسبب حكمها من وراء الستار بدون شكل رسمي ويقول بعض المؤرخين أنها قتلت زوجها وأخوها الملك تحتمس الثاني للاستيلاء على الحكم. ومن جهة أخرى واجهت مشاكل مع الشعب حيث كان يرى أغلب الناس أنها امرأة ولا تستطيع حكم البلاد ، إذ كان الملك طبقا للعرف ممثلا للإله حورس الحاكم على الأرض . لذلك كانت دائما تلبس وتتزين بملابس الرجال ، وأشاعت أنها إبنة آمون لإقناع الشعب بأنها تستطيع الحكم . في الوقت نفسه كان ولي العهد الشرعي تحتمس الثالث لا زال صبيا وليس بمقدوره رعاية مصالح البلاد . فعملت حتسبسوت على حكم البلاد إلى أن يكبر ، وراعت أن يتربى تحتمس الثالث تربية عسكرية بحيث يستطيع اتخاذ مقاليد الحكم فيما بعد . نشّطت حتشبسوت حركة التجارة مع جيران مصر حيث كانت التجارة في حالة سيئة خصوصا في عهد الملك تحتمس الثاني ، وأمرت ببناء عدة منشآت بمعبد الكرنك ، كما أنشأت معبدها في الدير البحري بالأقصر ، واتسم عهدها بالسلام والرفاهية.
اهتمت حتشبسوت بالأسطول التجاري المصري فأنشأت السفن الكبيرة واستغلتها في النقل الداخلي لنقل المسلات التي أمرت بإضافتها إلى معبد الكرنك تمجيدا للإله آمون أو أرسال السفن في بعثات لتبادل التجاري مع جيرانها ، واتسم عهدها بالرفاهية في مصر والسلام ، وزاد الإقبال على مواد ترفيهية أتت بها الأساطيل التجارية من البلاد المجاورة. بعثة المحيط الأطلسي: أرسلت الملكة حتشبسوت أسطولًا كبيرًا إلى المحيط الأطلسي وازدهرت التجارة مع المحيط الأطلسي لاستيراد بعض أنواع السمك النادر. بعثة بلاد بونت: أرسلت الملكة حتشبسوت بعثة تجارية على متن سفن كبيرة تقوم بالملاحة في البحر الأحمر محملة بالهدايا والبضائع المصرية مثل البردى والكتان إلى بلاد بونت (الصومال حاليا)، فاستقبل ملك بونت البعثة استقبالا جيدا ، ثم عادت محملة بكميات كبيرة من الحيوانات المفترسة و الأخشاب و البخور و الأبنوس والعاج والجلود و الأحجار الكريمة . وصورت الملكة حتشبسوت أخبار تلك البعثة على جدران معبد الدير البحري على الضفة الغربية من النيل عندالأقصر . ولاتزال الألوان التي تزين رسومات هذا المعبد زاهرة ومحتفظة برونقها وجمالها إلى حد كبير. بعثة أسوان: أيضا صورت على جدران معبد الدير البحري وصف بعثة حتشبسوت إلى محاجر الجرانيت عند أسوان لجلب الأحجار الضخمة للمنشآت . وقامت بإنشاء مسلتين عظيمتين من الجرانيت بأسوان تمجيدا للإله أمون يبلغ كل منهما نحو 35 طنا ، ثم تم نقلهما على النيل حتى طيبة وأخذت المسلتان مكانتهما في معبد الكرنك بالأقصر. وعند زيارة نابوليون أثناء الحملة الفرنسية على مصر عام 1879 أمر بنقل إحدى المسلتين إلى فرنسا ، وهي تزين حتي الآن ميدان الكونكورد في العاصمة الفرنسية باريس .