محمدالصياد وإسلام مندور زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسي المرتقبة لروسيا والتي تأتي بعد أيام من رفض الرئيس حضور القمة الأفريقية الأمريكية تعد دليل واضح على وضع العلاقات المصرية الأمريكية والتي كانت توصف بالحميمية في وقت من الأوقات. وتشهد حاليا العلاقات المصرية الروسية تطوراً سريعاً وملحوظاً بعد أن توقفت بشكل كبير في العام 1975، وتقارب مصر من الولاياتالمتحدة في عصر الرئيس السادات والتي توجت باتفاقية كامب ديفيد، أما الزيارة الحالية هي الثانية للرئيس السيسي والأولى له بعد توليه منصب رئيس الجمهورية في مصر في أعقاب انتخابه، والتي يري بعض الخبراء أنها ترتبط بتجهيز الاتفاقيات والبروتوكولات المطلوب توقيعها، وشهر أغسطس هو شهر الإجازات فى أوروبا وروسيا، كما تعددت الأراء حول سبب الزيارة وأنها تعتبر مسماراً في نعش العلاقات المصرية الأمريكية. وقال الدكتور يسري العزباوي، الباحث السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن إعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي عن زيارته لروسيا والسعودية، رغم عدم حضوره القمة الأفريقية الأمريكية، يدل على أن العلاقات المصرية الأمريكية بها مشاكل كثيرة حتى الآن، ويؤكد عمق جراح العلاقات بين البلدين. وأضاف العزباوي، في تصريح ل"الفجر"، أن الأمر كان واضحا منذ البداية أن الرئيس يريد التوجه نحو روسيا في ظل الفجوة الكبيرة بين صناع القرار في أمريكا وموقفها من ثورة 30 يونيو، مؤكداً أن السيسي يحاول الاعتماد على التعدد في الأقطاب، ويعتبر روسيا بديلاً عن أمريكا من ناحية الأسلحة والتبادل الاقتصادي. وأوضح السفير حسين هريدي، مساعد وزير الخارجية سابقا، أن مصر تعيش تغييرات بعد 30 يونيو, وبعد التطورات التى شهدها العالم، ويجب أن تستجيب لها السياسة المصرية, لافتاً إلى أن هذا هو المنظور الذى ينظر به السيسي، خاصة أن هذه زيارته الأولى لروسيا كرئيس للجمهورية, وزيارته الثانية خلال هذا العام إلى روسيا. وأكد السفير حسين هريدى أن انفتاحنا على روسيا والصين يصب فى النهاية فى صالح القرار المصرى الحر ويعزز من مكانة مصر فى المسرح الدولى. وأشار السفير محمد شاكر، رئيس المجلس المصري للشئون الخارجية، إلى أن روسيا دولة عظمى وكبيرة, والزيارة هنا للتشاور مع الرئيس السيسي ضمن التشاور مع رؤساء الدول الكبيرة, منوهاً أن مصر بذلك تخلق علاقة متينة وصداقة قوية, وعلاقات مصر بالدول الكبرى تمثل أهمية لدول أخرى فى المنطقة. وأضاف أنه سيتم بحث كل القضايا العالمية, وبحث القضايا الثنائية وهى مهمة وتاريخية منذ بناء السد العالى وشراء السلاح, وبالطبع سيكون هناك أولويات, لافتاً إلى أن مصر لها طموحات إقتصادية، قائلا: "روسيا باب كان يجب طرقه منذ زمن, لكن وضع السيسي الآن كرئيس يمكنه من الحديث فى كل شئ, منها غزة, وليبيا, والعراق, وسوريا, ولبنان، التى سار بها قلاقل فى الآونة الآخيرة, والروس مهتمون بسماع وجهة نظرنا وردة فعلنا تجاه هذه القضايا.