(وَلا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ) وقال تعالى: (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ). إن الكذب هو رأس الخطايا وبدايتها، وهو من أقصر الطرق إلى النار، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "وإيّاكم والكذِبَ، فإنّ الكَذِبَ يَهْدِي إلَى الفُجُورِ، وإِنّ الفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النّارِ وَمَا يزَالُ العبْدُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرّى الكَذِبَ حَتّى يُكْتَبَ عِنْدَ الله كَذّابا". الكذب يكون إما بتزييف الحقائق، أو خلق روايات وأحداث جديدة، بنية وقصد الخداع، لتحقيق هدف معين، أو تغيير الواقع، وهو فعل محرم في جميع الأديان، ومذموم عند كل العقلاء. وهناك من الأمثلة والوقائع والأحداث مايثبت صحة (كذب الإخوان ولو صدقوا). لقد قال مؤسس الإخوان (حسن البنا) في كتابه (رسائل في الدعوة إلى الله) أن عدم حمل السلاح في وجه السلطة الظالمة، يعد جريمة إسلامية، بالإضافة الى تكفير السلطة الحاكمة، وأعوانها من قوات الأمن، ويعتبرونهم كفارا لأنهم أعوان الظلمة، وهذا الفكر الظالم يمثله أيضا سيد قطب. فهل هذا فكر ناضج صحيح صادق ومشروع؟ بالطبع هو فكر كاذب، ومخادع، ليس له علاقة بالنضج أو المعقولية أو المشروعية، لأنه فكر عنصري عدواني عقيم. وهذا الفكر بضاعة من لا يحمل حرمة الدماء، وحرمات المسلمين، في سبيل وصوله للسلطة، ولو على أشلاء المغيبين والمضللين من الشباب المندفع، الذي يظن خطأ أن هذا هو الصواب، فيتحمس بظنه وفكره وعقيدته لنصرة الدين، بظنه الساذج، وعقيدته المبرمجة، بإستقطاب أولئك الشباب تحت شعارات براقة، ظاهرها فيه ما يزينونه من الباطل بثوب الحق، وباطنه الفشل والهلاك، ليس في الدنيا فقط، بل في الدنيا والآخرة، وهم للأسف يظنون أن نصيبهم الجنة وهي بعيدة منهم، ويتضح ذلك من خلال ردودهم الموحدة، والمبرمجة التي يرد بها عليك أعضاء الإخوان صغارا وكبارا، في المرتبات التنظيمية المختلفة. فيستخدمون شعارات دينية تدغدغ أحاسيس البسطاء، ومشاعر العامة، من أجل الوصول إلى هدف واحد ومحدد وهو السلطة، بإستخدام كافة الأساليب المقبولة، وغير المقبولة. ويمكنك مراجعة جميع الإنتخابات البرلمانية، والإنتخابات الرئاسية الإخوانية، وقيامهم بتقديم رشاوي إنتخابية، تمونية وغذائية، على شكل هبات، أو زكاة، أو معونة. فأهداف الإخوان الأصلية والتي يحاولون طمس معالمها، كنوع من أنواع الغباء السياسي معتمدين علي ضعف ذاكرة الشعوب، ومستغلين حب الشعب المصري، والعربي الحقيقي والفطري للإسلام، محاولين في تصرفات فجة، مد أواصر الود مع الغرب، مدمرين كل من يخالفهم الرأي، والفكر، والسياسة، بحجة أن هذه الآراء تتعارض مع تفسيرهم للدين. وعما حدث بالفعل في حكم الإخوان فحدث ولا حرج، فقد رفعوا شعارات الديمقراطية، وحرية الفكر، والرأى، وتطبيقا لهذه الشعارات البراقة في ظاهرها، بدأوا الطريق بغلق 3صحف، وقناه فضائية، وكذلك إحاله 3رؤساء تحرير للتحقيق بتهمة إهانة الرئيس، وحظر كتير من أقوى المعارضىن في نظام مبارك من الكتابة، والتعبير عن آرائهم، بسب هجومهم على الإخوان، فزعم الإخوان أنهم فلول نظام مبارك، رغم أنهم كانوا أقوى معارضينه. فالإخوان يتقنون سياسة الكيل بمكيالين، والأدلة على ذلك كثيرة لا حصر ولا عد لها، وأذكر بعض الأمثلة منها، عندما رأينا نائبا إخوانيا فى فيديو فاضح، ولم يطبق عليه أى حد من الحدود، وكذلك رأينا كثيرا من دعاة الفتنة، أمثال عبد المقصود، وغنيم، والقرضاوي، وحجازي، وغيرهم من المضللين، ولم تطبق عليهم الحدود، أو القانون، ولكن شعار الإخوان الأصيل هو: من معنا لا يعاقب، ومن علينا توضع المقصلة على رقبته. هنا أضيف خدعة وكذبة مختلفة تتنافي مع الشرع والمبدأ، وهو موقفهم من الإقتصاد العالمي الذي يقوم علي النظام المصرفي الذي يعتبرونه نظاما ربويا، وماهو موقفهم؟ التوقف أم المقاطعة؟ وقد ظهرت فعلا إجابة هذا السؤال فترة حكمهم، بقرض من البنك الدولى الذى يتعامل ربويا من وجهه نظرهم. ولايمكن أن ننسي أو نتناسي بأى حال من الأحوال، عندما خرج علينا الرئيس المعزول مرسي، بقسم كاذب في ظاهره إحترام القانون والدستور، وفي باطنه المراوغة والملاوعة، وبعد أيام معدودات لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة، حنث بقسمه، وخالف الدستور والقانون والعرف والإسلام، وليس في هذا الموقف فقط، بل في مواقف كثيرة، يشيب لها الولدان، فهذا هو الكذب والألاعيب التى تظهر على أفعال الإخوان الصبيانية، وتصرفاتهم البلهاء، وأكاذيبهم الشنعاء. فالإسلام الذي يدعون زورا وبهتانا أنهم يتحدثون بإسمه يحرم الكذب، ويقول القرآن "إن الله لا يهدى من هو مسرف كذاب"، ويقول نبى الإسلام فى الحديث "كن صادقاً فالصدق يؤدى إلى الصلاح، والصلاح يؤدى إلى الجنة، إحذر الكذب فالكذب يؤدى إلى الضلال، والضلال يؤدى إلى النار". صدق رسول الله. ولو لم يكن من مضار الكذب إلا أنه يجعل صاحبه في ريبة بصفة مستمرة، لا يكاد يصدق شيئًا لكفى. فالصدق علامةٌ لسعادة الأمة، وحسن إدراكها، ونقاء سريرتها، ومفتاحها الصدق، والتصديق، والشقاء ملازم للكذب والتكذيب. ولقد أخبر سبحانه وتعالى أنه لا ينفع العباد يوم القيامة إلا صدقهم، وجعل علم المنافقين الذين تميَّزوا به، هو الكذب في القول والفعل. والصدق بريد الإيمان، ودليله، وقائده وحليته، وروحه. فما أنعم الله على عبد من نعمة بعد الإسلام، أعظم من الصدق، الذي هو غذاء الإسلام، وحياته، وروحه، ولا إبتلاه ببلية أسوأ من الكذب، الذي هو مرض الإسلام وفساده وضلاله.