إسلام مندور يرجع عمر قناة السويس ل ألآف السنين , فهى تعد من أقدم قنوات المرور العالمية , وأهمها على الإطلاق , حيث كان يتم حفرها وردمها حسب الحاجة على مر العصور , حتى جاء ديلسبس بفكرة إعادة حفر قناة السويس , وتم الاحتفال ببدء العمل لحفر القناة فى 25 أبريل 1859 , حيث تربط القناة بين البحر الاحمر والبحر الابيض المتوسط , فى تسهيل على السفن بدلا من طريق رأس الرجاء الصالح الذى كان يتطلب دوران السفن حول القارة السمراء. أقدم ممر مائى أنشأ سنوسرت الثالث أول قناة مائية تربط بين البحر الاحمر والبحر المتوسط عن طريق نهر النيل وسميت هذه القناة ب "سيزوستريس" نسبة الى سنوسرت الثالث , وكان ذلك فى عام 1850 ق.م , وكان لهذه القناة عظيم الاثر على التجارة بين مصر وبلاد بونت , ومصر وجزر البحر المتوسط . وجاء سيتى الأول واعاد حفر القناة , وكان ذلك من 1319ق.م - 1300 ق.م , وفى عهد نخاو الثانى وهو احد ملوك الاسرة السادسة والعشرون ,حيث فكر الملك نخاو الثانى فى حفر قناة تصل النيل بالبحر الاحمر , وقام بذلك بالفعل فى عام 610 ق.م . وفى عهد دار الاول أو "داريوش الاول" عام 510 ق.م أثناء الاحتلال الفارسي لمصر ظهرت أهمية برزخ السويس , حيث ازدهرت خطوط المواصلات البحرية بين مصر وبلاد فارس عبر البحر الاحمر , حيث أعاد الملاحة فى القناة عبر ربط البحيرات المرة بالبحر الاحمر , والنيل بالبحيرات المرة . وقام الاسكندر الاكبر بالاشراف على تخطيط مشروع القناة , وذلك لنقل السفن الحربية من البحر المتوسط للبحر الاحمر عن طريقها إلا أنه توفى قبل اتمام المشروع , واستكمله بطليموس الثانى عام 285 ق.م , لكن البزينطيين أهملوها فطمرتها الرمال , وأثناء الحكم الرومانى قام الامبراطور "تراجان" 117 ق.م بإعادة الملاحة للقناة وأنشأ فرع جديد متصلا مع الفرع القديم الموصل للبحيرات المرة . واستمرت هذه القناة فى القيام بدورها لمدة 300 عام , ثم تم إهمالها وأصبحت غير صالحة لمرور السفن حتى جاء عمرو بن العاص الى مصر فى عهد الخليفة عمر بن الخطاب عام 640 م , وعمل على تسهيل الحركة بين مصر وشبه الجزيرة العربية فقام بحفر قناة من الفسطاط حتى القلزوم "السويس حاليا" وسميت بقناة أمير المؤمنين , وظلت هذه القناة تقوم بدورها لمدة 150 عام تقريبا حتى جاء أبو جعفر المنصور وأمر بردمها لمنع أى إمدادات لآهل مكة والمدينة الثائرين ضد الحكم العباسى . قناة تجارية وبعد إكتشاف الطريق المائي رأس الرجاء الصالح لم تعد السفن تمر على مصر , وما كان من فرنسا إلا أن فكرت فى حفر قناة السويس , وفى عهد نابليون بونابرت ألغيت الفكرة نظرا لتقديرات خاطئة تبعا لتقرير لجنة لوبير , واثناء حكم الخديو إسماعيل قام القنصل الفرنسي ونائبه "ديلسبس" بعرض الفكرة ولاقت ترحابا كبيرا فى عام 1840 م , وحصل ديلسبس على فرمان بحق الامتياز لقناة السويس لمدة 99 عاما من محمد سعيد باشا الذى كان يتولى حكم البلاد وقتها وكان ذلك عام 1854 م . وتم البدء بحفر قناة السويس عام 1859 , بألاف العمال وبنظام السخرة حيث كان يتزايد عدد العمال المطلوب للعمل كل عام عن سابقه , وتوفى أكثر من 100 ألف عامل مصرى اثناء عمليات الحفر جراء المعاملة السيئة والمقابل المادى الضعيف , وإنتشار الامراض مثل الكوليرا والجدرى , وتم افتتاح القناة فى عام 1869 فى حفل ضخم حضره ملوك وأمراء العالم فى ذلك الوقت. وظلت فرنسا تملك حق الامتياز لقناة السويس حتى عام 1956 م والذى أنتهى بإعلان الرئيس الراحل جمال عبد الناصرتاميم قناة السويس , وجعلها شركة مساهمة مصرية , ويرجع هذا القرار لرفض أمريكا والصندوق الدولى تمويل مشروع السد العالى , و تسبب قرار التأميم بالعدوان الثلاثى على مصر . وظلت قناة السويس تقوم بدورها على أكمل وجه وأصبحت واحدة من اهم القنوات العالمية , والتى طالما ربطت مصر بالعالم كله , وكانت ومازالت قناة تجارية هامة , وقد أعيد فتح تاريخ القناة من جديد بإعلان الرئيس عبد الفتاح السيسي , حفر قناة السويس الجديدة وهى مجرى ملاحى موازى للقناة القديمة بحيث يخصص أحدهم بحيث يخصص أخدهم للذهاب والأخر للأياب حتى يتم تخفيف الضغط على الممر الملاحى الحالى ويضاعف طاقة مرور السف اليومية. وكما كانت قناة السويس بداية أنطلاق مصر بعد ثورة يوليو 1952 ودعمت بشكل كبير قدرات مصر الإقتصادية فى بناء السد العالى ستكون قاطرة النموالأقتصادى بعد ثورة 25 يناير حيث ستفتح أفاق جديدة للإستثمار والنمو الأقتصادى وزيادة الدخل القومى.