أحد الضحايا ذهب ليشتري دواء.. فقتلته قذائف الإرهاب
والد ضحية ومصاب: فقدت ابنتي.. وابني الثاني يرقد على فراش المرض
أحد المصابين: كنت متوجها لمشاهدة نهائي كأس العالم وقت الانفجار.. ولم أشعر بنفسي إلا راقدا على سرير المستشفى
وسط أجواء حزينة تعيشها أُسر ضحايا ومصابي حادث العريش الإرهابي الذي أودى بحياة 8 أشخاص، وإصابة 22 أخرين، رصدت "الفجر" دموع أهالي الضحايا، ودعوات الشفاء من أهالى المصابين داخل ضاحية السلام، مؤكدين أن الإرهاب أعمى ولا تفرق قذائفه بين مسلم ومسيحي، ورجل وطفل، حيث أن سقوط قذيفتي "الهاون" بضاحية السلام في مدينة العريش راح ضحيته أطفال في عمر الزهور.
وفي سرادق عزاء الشهيد ماهر عبد الله العيسوي، 55 عاما، الذي استشهد أثناء ذهابه لشراء دواء من الصيدلية التي تواجه مكان سقوط القذيفة، وتناثرت شظاياها في جسده، وأودت بحياته في الحال، وقال سيد رفاعي العيسوي، ابن عم الشهيد وشقيق زوجته، متماسكًا وحابسا دموعه خلف جفونه، إن الشهيد لديه 5 من الأبناء، هم "بسمة، وهدير، وأحمد، ومحمد، ويوسف"، ويعمل نقاش في معسكر الجورة التابع للقوات المتعددة الجنسيات، مشيراً إلى أنه يوم الحادث المشئوم وبعد قيامه بصلاة التراويح ذهب ليشتري دواء من الصيدلية القريبة من مسكنه، حيث يعالج من مرض الكلى، إلا أن قذائف الإرهاب قتلته، وتناثرث شظايا القذيفة في جسده وهو داخل الصيدلية، مضيفا، ل"الفجر"، أن شقيقته زوجة الشهيد تعيش حتى الآن فى صدمة نفسية.
وكان المشهد داخل السرادق يعم بالحزن، حيث وقف أبناءه الثلاثة يحاولون التماسك فى سرادق العزاء يستقبلون المعزين الذين اكتظ بهم المكان، ولم يستطيعوا التحدث معتذرين لحالتهم السيئة، بينما كان الأب المكلوم "حسام حسن" الحائر بين تلقي العزاء، والإطمئنان على نجله، يبكي لفراق نجلته "أميرة"، 17 عاما، ويدعو لشفاء نجله الثاني "أحمد"، 10 سنوات، وقام بتشييع جثمان نجلته الشهيدة إلى مثواها الأخير، التي لم يستطع جسدها تحمل قوة الانفجار وتطايرت شظاياها فى كل أنحاء جسدها، وهرع الأب بعدها للمستشفى للاطمئنان على نجله الذي يرقد في العناية المركزة، والإرهاب لا يفرق بين طفل وشاب.
فيما يرقد مجدى طانيوس، الموظف بمجلس مدينة العريش فى العناية المركزة، فى حالة غيبوبة كاملة بعد استخراج شظية من داخل الدماغ، وقال الطبيب المعالج الدكتور شريف محمد، ل"الفجر"، إن مجدى حالته حرجة للغاية، ومن خلف الحاجز الزجاجى، يقف عدد من أفراد أسرته يصلون ويدعون الله من أجل شفائه، منددين بالإرهاب الأسود والأعمى الذي لا يفرق بين مسلم ومسيحي.
فيما يرقد سعيد شيبانه، 23 عاما، في أحد غرف الباطنة، وتعتبر حالته متوسطة ومصاب بشظايا متفرقة بالبطن وكسر بالساق اليسرى، حيث أكد على أن تزامن وقت وقوع القذيفة مع إذاعة مباراة نهائى كأس العالم كان له دور كبير فى عدم تزايد أعداد القتلى والمصابين، لافتًا إلى أنه من المعتاد أن يكون الشارع الذي وقع فيه الانفجار مكتظ عن أخره بالشباب والأطفال، والذين يسهرون فيه حتى موعد السحور.
وقال شيبانه، ل"الفجر"، إنه كان ذاهب فى طريقه لاستكمال مشاهدة المباراة النهائية حيث سمع دوياً هائلاً، وصوت ارتطام قوى، هز أرجاء الحى الهادى، ولم يشعر بأى شئ الا وهو مُلقى على السرير بالمستشفى، مشيرا إلى أنه أصيب بإغماء مؤقت.
وتساءل شيبانه بدهشة، قائلا: "لماذا يستكثر علينا الإرهابيين أن نعيش حياة هادئة، خاصة أن الإرهاب الأسود يطل علينا برأسه فى هذا الشهر الفضيل"، مؤكدًا أنهم لم ينسوا شهداء جنود رفح الذين استشهدوا في شهر رمضان العام قبل الماضى، وأيضاً استشهاد وإصابة عدد كبير من العاملين في مصنع الأسمنت فى رمضان الماضي بعد ضربهم بقذيفة "أر بى جى".