حالة من الذعر انتابت الأسر المسيحية مؤخرا برفح والشيخ زويد وأحيائها عقب سلسلة من حوادث الخطف والقتل والتمثيل بالجثث لأبرياء، وتجار أقباط او عمليات إرهاب من خلال إطلاق نار على بعض المحلات التجارية او إفراد أثناء توجههم إلى منازلهم او قضاء احتياجاتهم.
وتيرة إرهاب الأقباط تصاعدت عقب ثورة 30 يونيو والإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين وإعلان قوات الجيش الحرب على الإرهاب فى سيناء وجماعة أنصار بيت المقدس وأشباهها ليصل عدد حالات الاختطاف الى 7 حالات تنتهى اغلبها بالعثور على جثة المخطوف ملقاة على جانب احد الطرقات برفح مفصولة الرأس ويحمل معه رسالة تهديد للأقباط مطالبة إياهم بالرحيل عن الإمارة الإسلامية " سيناء "، اخر عمليات الخطف لدكتور قبطي يدعى وديع رمسيس لم يتم العثور عليه حتى الآن.
فى الآونة الأخيرة تغيرت منهجية الجماعات المتطرفة فيما يخص الأقباط فلم يعد الأمر قاصرا على تصفيتهم والتمثيل بالجثث، ولكن أصبح يتم الاختطاف وطلب فدية كبيرة وهو ما يؤكد احتياج تلك الجماعات للتمويل بعد تجفيف منابع التمويل وإغلاق الأنفاق مما جعلهم يحاولون إيجاد مصادر إضافية للحصول على أموال من خلال ابتزاز أهل الضحايا.
خالد عرفات امين حزب الكرامة بالعريش، قال إن الأقباط المتواجدين بسيناء هم ليسو أبناء قبائل او بدو ولكنهم مهندسين ومدرسين وعاملين بهيئات حكومية مختلفة، أتوا إلى سيناء لتأدية وظائفهم الحكومية منذ أكثر من ثلاثين عاما بعضهم اتى فى السبعينات واستوطنوا سيناء واصبحوا جزء من أهلها وعاشوا بين اهالى سيناء واتخذوها مستقرا لهم، واصبح لهم تجارة ومنازل واختلطوا بالاهالى مضيفا بأن الطائفية لا يعرفها اهالى سيناء ولا يمارسوها .
وأوضح عرفات بان ما يحدث من حوادث عنف اتجاه الأقباط ليس المقصود بها الطائفية ولكن المقصود بها من قبل العناصر المتطرفة والإرهابية، وتركيز الضوء عليهم وجذب الانتباه لما سيلقاه من صدى واسع من الاعتداء على الأقباط، مضيفا ان خطف قبطي أو ذبحه يثير الرعب والترهيب وتوصيل رسالة مفادها ان سيناء خارج سيطرة الدولة وكل هذا فى اطار الحرب الدائرة والتى تشنها الجماعات الارهابية على الدولة المصرية عقب الإطاحة بجماعة الإخوان المسلمين بالرئيس المعزول محمد مرسى وما يرجح هذا الاعتقاد ان هناك بعض عمليات القتل التى تم تنفيذها ولم يتم سلب الضحية اى من مقتنياته من بينها حادثة اغتيال الأب مينا عبود والذى كان يحمل مبلغا من المال فى سيارته لم يتم سرقته عقب مقتله.
ونفى عرفات ان تكون الحوادث طائفية قائلا ان المسلمين والمسيحيين فى رفح على حد سواء معرضين لعمليات الجماعات الإرهابية " كلنا فى الهم أخوة " على حد قوله ووضع عرفات احتمالين للفاعلين الذين يقفوا وراء أحداث عنف وخطف وقتل للاقباط بسيناء اما من فعل الجماعات الإرهابية او بفعل أجهزة مخابرات أجنبية تهدف الى إثارة القلاقل فى مصر وإظهار مصر بصورة الدولة الضعيفة فاقدة السيطرة على حدودها.
ابانوب جرجس منسق ائتلاف أقباط مصر بالعريش، قال إن الف أسرة قبطية بسيناء يعيشون حالة من الذعر الشديد بعد ان وصلت حالات اختطاف وقتل اقباط الى 7 حالات منذ 30 يونيو وحتى الآن، مشيرا الى ان الجماعات الإرهابية أصبحت تتخذ من عمليات اختطاف الأقباط وطلب فدية مصدرا للتمويل بعد محاصرتهم وإغلاق الأنفاق.
قائلا إن اغلب الضحايا وأسرهم يرفضون الحديث خوفا من الانتقام أو لأنهم لا يعرفون شيئا فعليا للحديث عنه او الإدلاء بأي معلومات واغلبهم يقوموا بتصفية أعمالهم والهجرة الى محافظات أخرى أكثر أمنا من رفح وزويد .
وكانت أولى حوادث قتل الأقباط بعد 30 يونيو هى حادثة مقتل الأب مينا عبود راعى كنيسة مارى جرجس الذى قتل رميا بالرصاص فى سيارته دون الاستيلاء على مبلغ من المال كان بحوزته وقت الحادث بالسيارة وهو ما يدل على ان الهدف من العملية لم يكن المال كما تم اختطاف شاب اخر بعدها بفترة قصيرة ويدعى هانى فيليب وتم قتله .
واختطاف الشاب مينا مترى الذى يبلغ من العمر 23 عاما وتم مطالبة اسرته بفدية كبيرة وهو احد الضحايا الذين تم إعادتهم على قيد الحياة بعد تعرضه لعملية إرهاب نفسي كبير حاملا رسالة لأقباط سيناء بالرحيل باعتبارها إمارة إسلامية لا تقبل بوجود مسيحيين بها.
مجدى لمعى الذى تم اختطافه وطلب فدية من أسرته وعلى الرغم من تسديد الفدية المطلوبة إلا انه تم العثور عليه مذبوحا مفصول الرأس وكانت سيارة يقودها ملثمين قاموا باختطاف لمعى الذى يبلغ من العمر 55 عاما تحت تهديد السلاح واقتياده الى جهة غير معلومة قبل ان يتم العثور عليه مذبوحا ايضا صاحب مزرعة بجوار مطار العريش بمنطقة الطويل يدعى شنودة رياض موسى قامت أسرته بدفع فدية 600 ألف جنية لإطلاق سراحه.
وحتى الآن لم يتم العثور على الدكتور وديع رمسيس صاحب ومدير مستشفى رمسيس الخاص ومدرسة رمسيس للغات والذي تم اختطافه منذ أكثر من أسبوع وطالب الخاطفين أسرته بفدية مليون ونصف دولار.
كما قام مسلحون ملثمون باختطاف تاجر أسمنت قبطيا يدعى جمال شنودة واقتادوه تحت تهديد السلاح من امام محل عمله مطالبين بفدية قدرها 10 مليون جنيه أو ذبحه وتمكنت اسرته من دفع الفدية 300 الف جنية واستعادته مرة أخرى فى حالة نفسية وصحية سيئة بعد ارهابه على يد خاطفيه قبل ان يحملوه برسالة لرحيل الأقباط وترك سيناء وإلا سيتم تصفيتهم. ويؤكد ابانوب إن ضحايا عمليات الاختطاف والقتلى يتم ترك رسالة بحوزتهم او بحوزة جثثهم لتهديد الاقباط بالتصفية وإعطائهم مهلة للرحيل، موضحا ان هناك بعض المناطق التى تركها أقباط لدواعي امنية بسبب وجودهم فى بعض المناطق التى تحتوى على مؤسسات حيوية وهناك اسر قبطية رحلت مع بداية اعمل العنف من قبل الجماعات الإرهابية المتطرفة واستهداف الأقباط خاصة بعد 30 يونيو بعضهم يستقر بالعريش والبعض الأخر يعود الى محافظاتهم أصلية .
وفيما يخص السيدات المسيحيات فيؤكد ابانوب بان تحركاتهم تكون فى أضيق الحدود وللضرورة القصوى وبحذر شديد وبعضهن لا يستطعن الخروج خوفا من التعرض لاى أعمال عنف، وفيما يخص عقد القداس فأنه يقتصر على يوم واحد فى الأسبوع وقد يكون مرة كل أسبوعين فى مدة لا تتخطى الساعة تحسبا لوقوع اى هجمات خاصة وان تامين الكنيسة ضعيف فهو قائم على جنديين اثنين فقط.
وأكد أنه قد تم تدمير عدد كبير من كنائس سيناء، من بينها كنيسة مارى جرجس برفح والتى تم تدشينها على يد البابا شنودة فى العام 1995 قد تم إحراقها وتخريبها وسرقتها بشكل كامل وكنيسة العريش بشارع الأزهر وكنيسة الشيخ زويد جميعها تم تدميرها بشكل كامل حتى انه لم يتبقى سوى المطرانية الرئيسية .