تمكنت الجماعات المسلحة بمحافظة شمال سيناء من إيجاد مصدرًا جديدًا لتمويل العمليات الإرهابية التي تنفذها ضد قوات الجيش والشرطة بمحافظة شمال سيناء، عن طريق اختطاف مواطنين أقباط تحت تهديد السلاح والمطالبة بفدية مالية أو ذبح الضحية، وذلك عقب تضييق الخناق عليهم من قبل قوات الأمن وغلق أنفاق التهريب برفح، مما تسبب في حالة من الذعر لدى الأسر القبطية بالمحافظة وخاصة بمدينة العريش والتي نزح منها العديد من الأسر القبطية ولم يتبقى سوى 1500 أسرة فقط . حيث اختطف مسلحون مجهولون مساء الاثنين الماضي، الدكتور "وديع رمسيس" وهو طبيب جراح ومدير مستشفى خاص بالعريش، عقب إطلاق النيران على سيارته وإصابته في ذراعه، وفي اليوم التالي تكرر نفس المشهد بوضح النهار واختطف قبطي آخر يدعى "جمال شنودة" من أمام محل عمله، وطالب المسلحون بفدية 10 ملايين جنيه عن كل شخص أو ذبحهم، وهذا ما جعل أسر هؤلاء المخطوفين يسرعون منذ عدة أيام إلى أحد المستشفيات للتعرف على جثة لشخص تم إلقاؤها على الطريق الدولي بالعريش في الوقت الذي فشلت فيه كل أسرة في التعرف على ملامح الوجه لوجود أثار تعذيب شديدة منتظرين تحليل ال "دي إن تي" للجثمان . ومن جانبها تنفذ أجهزة الأمن في شمال سيناء حاليًا خطة أمنية بمشاركة كافة الجهات الأمنية للبحث عن القبطيين اللذان تم خطفهما خلال الأيام الماضية بالعريش، وفي هذا الصدد عقد اجتماع موسع بمديرية الأمن بمشاركة الأمن الوطني من أجل الوصول إلى معلومات تفيد في حل لغز الاختطاف للأقباط في سيناء، كما قالت مصادر أمنية إن هناك خطة بمشاركة الجهات الأمنية المعنية إلي جانب الاستعانة برموز القبائل في سيناء للإدلاء بمعلومات عن حادثي الاختطاف أو التعرف على مطالب الخاطفين حال الاتصال بذويهم . وفي نفس السياق بعث ائتلاف أقباط مصر رسالة عاجلة إلى القوات المسلحة المصرية بقيادة الفريق أول "صدقي صبحي" وزير الدفاع طالبه بسرعة التدخل بمدينة العريشبسيناء لوقف استهداف الجماعات المتشددة للأقباط بالمنطقة، وذلك بعد تعدد الاستغاثات التي أرسلت للائتلاف من قبل أقباط العريش عن عمليات خطف وقتل لبعض الأقباط، وأضاف الائتلاف في رسالته، بأن هناك تهديدًا مستمرًا للأقباط بالذبح طيلة بقائهم في سيناء . كما أكد "أبانوب رياض" منسق ائتلاف أقباط مصر بسيناء، أن عمليات استهداف وتهديد الأقباط بالذبح لم تقتصر على الحالتين المنتشرتين خلال الأسبوع الجاري بوسائل الإعلام، فهناك العديد من هذه الجرائم التي يرتكبها المسلحون ضد الأقباط ك "الأب مينا عبود شاروبيم" كاهن كنيسة مارمينا و "مجدي لمعي" الذي ذبحوه وفصلوا جسده عن رأسه، بالإضافة إلى "هاني سمير" الذي قتل وترك معه رسالة تهديد لكل أقباط العريش بالرحيل أو الذبح . واستطرد أبانوب قائلًا هذا بجانب استعادة أقباط آخرين وهم "مينا متري وشنودة رياض" عقب سداد الفدية التي طلبها المسلحون، وعودتهم إلى ديارهم حاملين رسالة تهديد لكافة أقباط العريش بالرحيل أو الذبح . وبرغم ذلك أكد ائتلاف أقباط مصر حرص جميع الأسر القبطية بالعريش على البقاء بمحافظتهم، وعدم الاستجابة لتلك التهديدات الإرهابية، حتى لا يتركوا بلادهم وكنائسهم للتدمير والخراب، الذي ترجوه الجماعات المسلحة بسيناء .