"المواطن" أقوى حلقة فى السلسلة التي يضعها النظام التموينى الجديد تحويل الدعم العينى إلى نقدى يقضى على الفساد ويتيح للمواطن اختيار السلعة التي تلزمه توفير سلع جيدة للمواطن من خلال بطاقات التموين سيخفف الضغط على الأسواق ويقلل الأسعار لا يمكننا التحكم فى التسعير.. ودورنا الضغط من خلال توفير سلع أقل سعراً نسعى لتحويل مصر إلى مركز لوجيستى عالمى لتجميع الأقماح وتوريدها للوطن العربي إضافة المواليد على البطاقات حتى نهاية العام.. وصرف الدعم مع بداية العام الجديد
أكد محمود دياب، المتحدث الإعلامي باسم وزارة التموين، أن منظومة الخبز الجديدة حققت نجاح كبير في المحافظات التي طبقت فيها حتى الآن، وساعدت في توفير 28% من الدقيق المخصص لها، والقضاء على الهدر في الخبز.
وكشف دياب، في حواره مع "الفجر"، الكثير من المعلومات الخاصة بالنظام التمويني الجديد ومعارض السلع الغذائية في رمضان وتحويل الدعم من عيني إلى نقدي، وتوزيع أسطوانات البوتاجاز بالبطاقة الإلكترونية وخطة الوزارة لتحويل مصر إلى مركز لوجيستى عالمي لتجميع الأقماح والعديد نستعرضه فى السطور القادمة..
أعلنتم أنه تم طرح 20 سلعة جديدة على بطاقات التموين خلال شهر رمضان، ما الذي دفعكم إلى ذلك؟ طرحنا تلك السلع بعدما أكتشفنا أن الوزارة تتعاقد على زيت وأرز من أجود الأنواع، ولكن ما يصل للمواطن سلع بعيدة تماماً عما تم الاتفاق عليه نتيجة لسلسلة طويلة من الفساد، ووجدنا أن أضعف حلقة في تلك السلسلة هو المواطن لأنه مفروض عليه 3 سلع ( أرز – زيت – سكر)، وعندما يجد إحدى تلك السلع رديء يتركه للبقال، ويضيع دعمه، ولذلك أرادت الوزارة تغيير هذا الوضع ليصبح أقوى حلقة في السلسلة هو "المواطن".
وفي النظام الجديد الذي سيطبق من الشهر الجاري، كل فرد على البطاقة سيكون له 15 جنيه دعم ورمضان يزيد دعم الفرد 7 جنيه ليصبح دعم الفرد 21 جنيه، ويطرح عند البقال التمويني السكر بأنواعه والأرز والزيت من منتجات القطاع العام والخاص ودواجن ولحوم مجمدة وبلح ومسحوق غسيل أتوماتتك وعادي، ومن حق المواطن الاختيار بين كل تلك السلع والحصول على السلعة التي تلزمه بالدعم المقرر له مع تحديد هامش ربح بسيط للبقال.
والميزة في السلع التموينية أنها بضاعة أمانة وبالتالي، إن الأصناف التي لن يتم بيعها سواء نتيجة لرداءتها أو لعدم مناسبتها لذوق سكان المنطقة سيقوم البقال في أخر الشهر بإرجاعها لمنتجها، وهو ما سيجعل البقال يعرف ذوق المنطقة التى يعمل فيها ويكثر من السلع التى تلقى سحب من الجمهور، ويقوم بالاتصال بمنتجيه لزيادتها في الشهر التالي، ويعمل بنفس نظام السوبر ماركت الخاص، وبالتالي بعد كام شهر ستزيد السلع التى يستفيد بها المواطن على بطاقته التموينية من 20 إلى 40 سلعة، وسيفيد هذا النظام فى القضاء على التسريب فى السلع التموينية وعلى نقص ورادءة تلك السلع.
وبعد فترة سيتم ربط المستهلكين من خلال شبكة كمبيوتر وليس ببقال معين، ويكون من حق المواطن الصرف من أي مكان فى الشبكة ببطاقتة التموينية، "كأن معاك بون مجانى كل شهر بقيمة الدعم وتدفع الفرق فى حالة زيادة سحبك وهو ما سيقضى على التسريب اللى بيحصل فى السلع التموينية".
هل حققت منظومة الخبز الجديدة النجاح الذى كان متوقعاً لها؟
حققت منظومة الخبز الجديدة نجاحا كبيرا فى المحافظات التى تم التطبيق فيها خلال مايو الماضى وهى بورسعيد والإسماعيلية والسويس والتى كانت تستهلك حوالى 273 مليون رغيف شهرياً، وقلت بعد تطبيق المنظومة خلال هذا الشهر بمقدار 96 مليون رغيف نتيجة لتوفير المواطنين الذين تم صرف سلع غذائية مجانية لهم بقيمة 9.6 مليون جنيه للمستفيدين، إضافة إلى السلع التموينية.
وبدأ تطبيق المنظومة فى محافظة القاهرة خلال الشهر الجارى فى مناطق حلوان والتبين والمعصرة والمعادى والقاهرة الجديدة، ولاقت نجاحا كبيرا نتيجة المنافسة بين الأفران سواء الخاصة أو الحكومية، حيث أصبح من حق المواطن أن يصرف العيش ببطاقته من أى مخبز مشترك فى المنظومة سواء عام أو خاص، وهو ما قضى على ظاهرة الطوابير ورفع جودة الخبز بشكل كبير نتيجة للمنافسة بين المخابز فى جذب المواطنين، وستقضى على الفساد، حيث أننا وجدنا أنه كلما تزيد الرقابة الحكومية يزيد الفساد داخل المنظومة، كما أنها تساعد في تخفيض السعر.
لماذا لم تحتفظ الدولة بما يتم توفيره من الدعم نتيجة للمنظومة الجديدة، وقامت بصرف سلع غذائية بمقابل للمواطنين؟
الوزارة لا تهدف إلى تقليل الدعم، ولكن وصول الدعم لمستحقيه، ولك أن تعرف أنه منذ طرح كراسة شروط استيراد القمح حتى يصل الرغيف إلى يد المواطن يمر ب 9 حلقات، وأكبر حلقتين فيهم هدر، هما حلقتا المخبز والمواطن، حيث أن المخبز كان يحصل على الدقيق المدعم "ببلاش" والمواطن يأخذ عيش مدعم بكمية تزيد عن حاجته فكان يأكل نصفه ويرمى الباقى فى القمامة أو ينشفه ويبيعه، أما فى النظام الجديد لم يعد هناك حصص للمخبز لأنه يقوم بشراء الدقيق على حسابه ونحن نشترى منه الرغيف منتج جاهز، وتوقف تسريب الدقيق، والمواطن أعطيناه هذه الميزة حتى لا يهدر بعد إعطاءه 150 رغيف شهرى لتشجيعه على عدم إهدار رغيف الخبز كتحفيز للمواطن وبالتالى تم توفير 28 % من استهلاك الدقيق فى محافظات القناة الثلاثة بعد تطبيق المنظومة.
كما أن الفرن أصبح يعمل طول النهار بدلاً من ساعتين فقط فى اليوم وهو ما يوفر فرص عمل، ومن ناحية المواطن، أوقفت الهدر وأعطيت له سلع غذائية مجانية، ما يقلل طلبه على السلع فى الأسواق وبالتالى يزيد العرض ويقل السعر، كما أن محل البقال التمويني لن يقتصر على 3 سلع، ولكن سيصل إلى أكثر من 20 سلعة، وبالتالى سيفتح الباب لتوظيف عمالة جديدة.
كيف تتحكم الوزارة في سعر السلع بالأسوق؟
لا تستطيع الوزارة التحكم فى أسعار السلع بالسوق، حيث أنه يخضع للعرض والطلب وليس من حقك التحكم فى السعر وتبعا لمنظمة التجارة العالمية ممنوع التسعير، لأنه يقلل الاستثمار ولكن يجب الضغط من جانب الدولة لتخفيض السعر من خلال عرض سلع مماثلة بأسعار أرخص، ويقوم الوزير خلال الفترة الحالية بعمل اجتماعات مع أصحاب السوبر ماركت والسلاسل الشهيرة لتقديم تخفيضات للمواطنين تحت رعاية وزارة التموين لمنافسة المجمعات الاستهلاكية وتم عمل معارض لشركات المواد الغذائية بأرض المعارض بتخفيضات كبيرة.
نسعى بالفعل لذلك، وقد تم عمل اتفاق مع المهندس خالد عبد العزيز وزير الشباب والرياضة، واتفق على عمل معارض فى الدقهلية والمنوفية والبحيرة والغربية وبنى سويف والمنيا وسوهاج وأسيوط فى مراكز الشباب والساحات الشعبية بأسعار مخفضة، وهناك خطة لتعميمها على جميع المحافظات لتوفير السلع المخفضة للمواطنين طوال شهر رمضان، وهناك خطة لأن تستمر تلك المعارض طول العام، ويتم تزويدها بالسلع من خلال الشركة القابضة للمواد الغذائية تضم 34 شركة، وكانت تخسر، وبالتالى فإن تلك المعارض ستعيد تنشيط وتسويق سلع هذه الشركات وتؤدى إلى زيادة إنتاجها.
ونخطط حالياً للاتفاق مع المحافظين لإقامة معارض فى كافة المحافظات بما يحقق توازن فى الأسعار.
متى سيتم توزيع الأنابيب على بطاقات التموين؟
سيتم تنفيذ منظومة توزيع الأنابيب على بطاقات التموين بدءا من شهر يوليو الجارى بنفس نظام الخبز، وتوضع الألية لذلك حالياً بحوافز معينة، وسيتم الإعلان عن تفاصيلها قريباً وتنفيذها بالتدريج أيضاً على المحافظات لمتابعة القصور فى التنفيذ وحل اية مشكلات أو معوقات يتم مواجهتها خلال تنفيذ المشروع.
ماذا فعلتم في محلات الشاطر وهي "سلاسل زاد وسعودي"؟
القرار الصادر الخاص بسلسل محلات "زاد" و"سعودي" هو قرار تحفظ وليس مصادره أو تأميم أو استيلاء، وبالنسبة ل"زاد" كانت السلع فيها مشابهة للمجمعات الاستهلاكية، وسيتم ضخ السلع فيها بأسعار مخفضة وإدارتها بنفس طريقة إدارة المجمعات، أما "سعودي"، السلع بها مميزة تخاطب شريحة عالية، وبالتالى سيتم الحفاظ على مستواها مع الاحتفاظ بالإدارة والعمالة الموجودة وسيتم إدارتها من قبل الشركة المصرية لتجارة الجملة التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية مع الحفاظ على حقوق أصحاب رأس المال والمساهمين.
متى سيتم ضم المواليد إلى بطاقات التموين؟
المواليد من 2006 إلى 2011، تم مد إضافته إلى نهاية العام بعد شكاوى المواطنين من عدم معرفتهم بطريقة التسجيل الالكتروني، ويتم التسجيل حاليا بالشكل الورقي من خلال البقال التمويني، وانضم حتى الآن 6.5 مليون مولود، وفى نهاية العام يتم تنقية البيانات ومراجعتها وإعداد الكشوف الخاصة بالمواليد واعتمادها من مجلس الوزراء لإدراجها في الميزانية الجديدة بوزارة المالية لإضافة حصة الدعم الخاصة بهم.
ما هي الخطط المستقبلية للوزارة؟ يسعى الدكتور خالد حنفى وزير التموين خلال الفترة المقبلة إلى تحويل مصر لمركز لوجيستى عالمي لتجميع الأقماح وتوريدها للوطن العربى، حيث وجدت الوزارة أن هناك صوامع فى مصر تعمل بنصف طاقتها فقط والمطاحن كذلك، بالرغم من أننا أكبر مستورد للقمح على مستوى العالم إلى جانب أن معظم الدول العربية تستورد القمح بكميات متفاوتة، وبالتالى التفكير القادم في استيراد كميات كبيرة من الخارج وتخزينها وتصنيعها وإعادة توريدها للدول العربية سواء فى شكل دقيق أو مكرونات وغيرها من المواد الغذائية المصنعة من القمح، وهو ما سيضمن تأمين الاحتياجات الاستراتيجية لمصر من القمح طوال العام، إلى جانب تشغيل الطاقة القصوى لكافة الصوامع والمطاحن بما يعود بالنفع على الاقتصاد المصري.