رجال الدين : تخلى الدولة عن دعم المواطنين بالخطاب الدينى المستنير هو السبب فى إنتشار الظاهرة .
خبراء إعلاميين نظم سياسية دولية تستخدم الدجل والشعوذة لتغيب عقول الناس من أجل هدم الدولة .
خبراء إعلاميين : لايوجد دولة فى العالم منفلتة إعلاميآ مثل مصر ويجب وضع قوانين لوقف هذه المهزلة .
اللواء حامد غرابة للفجر : الداخلية تكثف جهودها للقضاء على الدجل والشعوذة ومن لديه أية معلومات على أن يقدمها فورآ .
خبراء قانونيين : مصر تواجه الدجل والشعوذة بقوانين وأسعار الستينيات ويجب تعديل هذه القوانين للقضاء على الظاهرة .
إنتشرت فى الأونة الأخيرة ظاهرة الدجل والشعوذة بصورة كبيرة جدآ حتى أصبح يتم ممارستها على مرأى ومسمع من الجميعوبدون أى رقابة من أى نوع على عكس تمامآ ماكان يحدث فى الماضى حيث كانت مققنة بدرجة كبيرة ويتم ممارستها فى الخفاء خوفآ من المسائلة القانونية فى حين أنه الأن أصبحت شئ عادى جدآ فى حياتنا بل وللأسف أصبحت وسائل الإعلام تتسابق على إستقبال هؤلاء الدجالين حتى أصبح الحوار معهم فى الوقت الراهن يعتبر سبقآ إعلاميآ وتزداد معه تسعيرة الإعلانات الخاصة بالوسيلة الإعلامية ويتم وإعطائهم الوقت الكافى لنشر الأوهام والخرافات التى تندرج تحت مسميات معينة لجذب الناس من أجل النصب عليهم مثل جلب الحبيب وجلب الرزق وشفاء المرضى وقراءة الفنجان من أجل التنبوء بالمستقبل وتفسير الأحلام وغيرها ، بالإضافة إلى إعلاناتهم التى تملؤ القنوات الفضائية ، وكل هذا يتم بدون أية رقابة تذكر .
"الفجر" ألقت الضوء على قضية إنتشار الدجل والشعوذة فى المجتمع وإستندت إلى أراء خبراء ومتخصصين من شتى المجالات للوقوف على أسباب إنتشار هذه الظاهرة التى تشكل خطرآ قائمآ بذاته من أجل القضاء عليها .
فعن تجربتها فى موضوع الدجل والشعوذة تقول أ.م : طيلة حياتى لم أقتنع ولو للحظة واحدة بالدجل والشعوذة وكل هذه الخرافات وكثيرآ ماكنت أستهزأ بها إذا ما فتح هذا الموضوع أمامى حتى جاء اليوم الذى ضاقت فيه الدنيا على بعدما تزوج زوجى بأخرى وأهملنا أنا وأولاده وتركنا تمامآ بعد أن كنا مثال للأسرة السعيدة وكان زوجى نعم الزوج والأب لأولادنا وكانت حياتنا مستقرة جدآ يملؤها الهدوء والسكينة ، وجربت كل المحاولات لإعادة زوجى إلى بيتنا من أجل أولادى الذين تأثروا جدآ بغياب والدهم وإهماله الشديد لهم وخوفى على أن لايضيع مستقبلهم ، ولكن كل هذه المحاولات بائت بالفشل الذريع ، حتى جائتنى إحدى صديقاتى التى كنت أسخر منها فيما مضى عندما كانت تتحدث فى موضوع الدجل هذا وأنها تؤمن به ، وأشارت على أن أذهب إلى أحد هؤلاء الدجالين والذى تملأ إعلاناته شاشات الفضائيات كى يجد لى الحل ويرجع لى زوجى ويرجع معه إستقرار بيتى وأولادى .
وتضيف قائلة : فى البداية رفضت تمامآ أن ألجأ لمثل هذه الأساليب ، ولكن للأسف مع أصرار البعض ومحاولة إقناعى بأن هذا هو الحل الوحيد وافقت بالرغم من علمى جيدآ بحرمانية الموضوع لكن القريبين منى قالوا لى أن الغاية تبرر الوسيلة وأن اللة غفور رحيم ، إتصلت بالرقم المختصر لهذا الدجال وردت على أنسة قالت لى أنها طبيبة وإسمها ولاء وأنها تعمل عنده لأنه لايقوم بالرد على التليفونات بنفسه وطلبت منها مقابلته فقالت لى أن سعر المقابلة 3 ألاف جنية وبالطبع قلت لها أن ظروفى لاتسمح بهذا المبلغ ، فسألتنى عن مشكلتى وبعد أن حكيت لها قالت أنها ستعرض المشكلة على الشيخ وبعد 5 دقائق أعاود الإتصال بها ، وبعد ذلك قالت لى أنهم سيعطوننى شغل يحللى جميع مشاكلى بس الشغل ده ثمنه 5 ألاف جنية أقوم بتحويلهم له عن طريق مكتب البريد ، بالطبع أنا ظروفى المادية كانت صعبة جدآ لأن زوجى تركنا أنا وأولادى منذ 7 أشهر ولا يرسل لنا أية مصاريف ، ولكننى صممت خاصة وأنها أكدت لى أن هذا الشغل سيعيد لى زوجى فى أقل من أسبوعين ، فقمت ببيع بعض أجهزة المنزل وإقترضت الجزء الباقى من إحدى صديقاتى ، وبعد أن حولت لهم المبلغ أرسلوا لى هذا الشغل عن طريق مندوب توصيل للمنازل ، وعندما فتحت هذا الشغل وجدته خاتمآ من النحاس وشكله عادى جدآ ، فقمت بالإتصال بدكتورة ولاء مرة أخرى وسألتها فقالت لى أن الشيخ قام "بروحنة" هذا الخاتم وعليا فقط أن أرتديه وفى خلال أسبوعين سيتم المراد ويعود لى زوجى .
وأرتديت الخاتم أسبوعآ يلو الأخر حتى مر أكثر من شهر وعندما إتصلت بهم مرة أخرى قالوا لى "أصبرى" فطلبت من الدكتورة سهيلة التى ردت عليا أن تعطينى العنوان لأننى أريد أن أقابل الشيخ بنفسى فرفضت ، وبعدها ظللت أتصل بهم كثيرآ ويوميآ لأكثر من أسبوعين حتى رد على هو فى إحدى المرات ولفظنى بإقذر الألفاظ فى العالم وقال لى أننى لو إتصلت مرة أخرى سيعمل لى عملآ يبعد عنى أولادى أيضآ .
وتؤكد الضحية وهى تقول : بالطبع خفت جدآ أنه ممكن يأذينى أو يأذى أولادى ولم أتصل بهم ثانية وخاصة بعدما علمت أن هذا الرجل نصاب وأنه نصب على الكثيرين من قبل بهذه الطريقة وعلمت ذلك من إحدى الفتيات التى كانت تعمل لديه وتركت العمل لإحساسها بالذنب وهى التى إتصلت بى وأبلغتنى بذلك وقالت لى أنه يجعل البنات العاملين عنده يستقبلون التليفونات وينتحلون صفة طبيبة وهم فى الأساس حاصلين على دبلومات فنية ونصحتنى أن لا أعاود الإتصال به لأنه يستطيع أن يأذينى . ولكن المهم هنا هو ما أريد قوله لأى شخص سيقرأ هذا الكلام هو أننى شعرت بالندم الشديد جدآ جدآ أولآ لأننى عصيت ربى ومرت على أيام كثيرة وأنا أسجد لله وأدعو له وأطلب منه أن يسامحنى ، وثانيآ أننى تداينت بمبلغ كبير كان أولى بى أن أنفقه على تعليم ونفقات أولادى ، وأخيرآ وبعد كل ذلك أيضآ لم يعد زوجى لبيته ولا لأولاده وبعد أن مر أكثر من 9 أشهر وليس أسبوعين فقط بل علمت من أحد أقاربه أنه سافر مع زوجنه الجديدة خارج مصر .
ويقول أحد الأشخاص والذى طلب عدم ذكر أسمه : تربطنى علاقة حب بإحدى الفتيات منذ أكتر من سنتين وتقدمت لأهلها لأطلب الزواج منها ولكنهم رفضوا لأنهم يريدون تزويجها لأحد أقاربها ولكنها رافضة وتريد الزواج بى ، وطلبنا من بعض أقاربى وأقاربها التدخل لإقناع والدها وبالفعل تم ذلك ولكن دون جدوى ، وذات يوم شاهدت إعلانآ فى التليفزيون عن أحد المشايخ الذين لهم القدرة على جلب الحبيب وحل جميع المشاكل فتحدثت إليه وحددت معه ميعاد لأقابله ودفعت مبلغآ كبيرآ من المال من أجل ذلك وقابلته وأعطانى بخورآ قد قرأ عليه كلامآ غريبآ لم أفهمه وأعطانى عطرآ وأمرنى أن أتطيب بهذا العطر أنا وحبيبتى وأن يبخر كل منا الأخر بهذه البخور ثلاث مرات فى الأسبوع حتى يوافق أهلها على زواجنا ودفعت مرة ثانية مبلغآ من المال أكثر من الذى دفعته من أجل المقابلة .
ويستمر فى حديثه قائلآ : نفذنا تعليمات الشيخ بمنتهى الدقة لمدة ثلاث شهور ولكن دون جدوى حتى أنفقت حوالى ثلث المبلغ الذى كنت أدخره من أجل تكاليف الزواج .
وبطريقة غريبة يقول مؤكدآ : سأستمر على تعليمات هذا الشيخ ولن أيأس أبدآ حتى لو أنفقت كل ما أملك من أجل أن أتزوج بهذه الفتاة .
وتقول إحدى السيدات وهى فى العقد الرابع من العمر : مررت ببعض الإبتلاءات والأزمات الصعبة لفترة كبيرة من حياتى وجميعها كانت تأتى مع بعضها البعض ، فقدت إبنى الوحيد فى حادث سيارة والذى كان قد أكرمنى الله به بعد أكثر من 10 سنوات من الزواج وبعدها بسنة توفى زوجى أيضآ وأصبت بحالة من الإنهيار العصبى وكنت أتغيب عن عملى كثيرآ حيث كنت أعمل فى إدارة الشئون القانونية بإحدى الهيئات الحكومية وفى بعض الأحيان كنت أذهب إلى العمل لكننى لم أكن أقدر على التعامل مع الناس والموظفين فكنت أغيب عن العمل كثيرآ ثم أعود وهكذا حتى تم فصلى من العمل بصورة نهائية .
بعد ذلك سائت حالتى الصحية جدآ وذهبت لأحد الأطباء وبعد عمل عدة فحوصات إكتشفت أننى أعانى من ورم سرطانى بالمخ ونصحنى الطبيب بضرورة إستئصاله بأسرع وقت ممكن وبالفعل دخلت إحدى المستشفيات الكبيرة بمصر وتم عمل العملية لى وبعد فترة النقاهة خرجت من المستشفى ونصحتنى شقيقتى بأن أذهب معها إلى منزلها لكى ترعانى وبدلآ من أجلس بمفردى فى منزلى ، وجلست معها شهر وبعدها قررت أن أعود لمنزلى فأخبرتنى شقيقتى أن شقتى إحترقت بالكامل وأنا فى المستشفى نتيجة ماس كهربائى . وبحزن شديد تكمل حديثها وتقول : تعبت جدآ حتى أقنعنى من حولى "بأننى أكيد معمولى عمل" فذهبت أنا وشقيقتى لأحد المشايخ الذى أكد لنا ذلك وأن إحدى قريباتى هى التى قامت بعمله لأنها تكرهنى وتحقد على وتتمنى إيذائى وأنه سيقوم بإبطال مفعول هذا "العمل" .
وأعطانى كيس به بودرة وقال لى أن أضع بعضآ منها على الماء الذى أستحم منه والباقى أضعه على الماء الذى أنظف به المنزل وفعلت ذلك وأنا مقتنعة جدآ ولكن بعد مرور فترة لم يحدث أى شئ فى حياتى سوى أننى أنفذ التعليمات وأدفع مبالغ طائلة من أجل ذلك حتى سائت حالتى الصحية ودخلت المستشفى مرة أخرى وفوجئت أن المرض قد إنتشر فى جسدى كله حينها قررت أن أكف عن كل هذا العبث وهذه الأوهام التى لم تضيف لى أى شئ وشعرت بالذنب الشديد وأننى عاصية لله فقررت أن أتقرب لله أكثر وأن أقوم بفريضة الحج لعل الله يسامحنى على ما إقترفته من ذنوب .
وبالفعل أديت فريضة الحج وأنا لازلت مريضة وأتلقى العلاج ولكننى أشعر براحة نفسية كبيرة ودائمآ أذكر نفسى بأن الله عز وجل إذا أحب عبدآ إبتلاه ليختبر قوة أيمانه ووعده بأجر عظيم إذا ما صبر على هذا الإبتلاء فالحمد لله على كل شئ .
ومن جانبه يقول الدكتور إبراهيم رضا وهو من علماء الأزهر الشريف أن إنتشار الدجل والشعوذة نابع من أن المجتمع يسوده الفكر الخرافى نتيجة البعد عن صحيح الدين ، وذلك الفكر الخرافى الموقف الإسلامى معروف عنه ليس فقط فى عصرنا هذا ولكن منذ ظهور الدين الإسلامى نفسه والدليل على ذلك القصة الشهيرة التى حدثت فى عهد الرسول الكريم حينما توفى إبنه إبراهيم وفى نفس يوم الوفاة إنكسفت الشمس فقال الناس أن الشمس إنكسفت لموت إبراهيم أبن النبى حيث كانت عادة الناس أن ينسبوا أى ظاهرة كونية إلى الأساطير والخرافات فإذا إنكسفت الشمس يقولون أنها إنكسفت لموت إنسان عظيم وحينما ذهبوا إلى النبى صل الله عليه وسلم وأبلغوه بذلك قال لهم فى حديثه الشهير "إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله تبارك وتعالى لاينخسفان لموت أحد ولا لحياته" . فالإسلام يتسم بالصدق والواقعية ولايؤمن بالخرافة وللأسف أن مجتمعنا ينفق مليارات الجنيهات على هذا الفكر الخرافى وهذه الأوهام .
ففى دراسة أجراها المركز القومى للبحوث الإجتماعية والجنائية تقول أن مصر وبالرغم من إنتشار نسبة الفقر بها والظروف الإقتصادية الصعبة التى تمر بها إلا أنها تنفق أكثر من "10 مليارات" جنية سنويآ على الدجل والشعوذة . فعلى سبيل المثال إنتشر نوع جديد من الدجل والخرافات فى الريف فهناك بعض الشخصيات التى يعتقد الناس بأن لهم قدرات خارقة فيلجأ لهم رب الأسرة وهو يزوج أحد أبناءه ويدفع له مبلغآ كبيرآ من المال ظنآ منه أنه قادر على أذى إبنه أو على تطيل الزواج .
ويرى الدكتور إبراهيم رضا أن السبب الرئيسى فى إنتشار الدجل والشعوذة والخرافات الفترة الحالية هو تخلى الدولة الواضح عن دعم المواطنين بالخطاب الدينى المستنير للتوعية بصحيح الدين وتعليمهم كيفية مواجهة الإبتلاءات والمصائب بالإضافة إلى غياب فكرة التنمية من الخطاب الدينى وهو ما أسس لهذا الفكر الخرافى والذى جعل الناس لا يجدون من يلجأون إليه سوى الدجالين وبائعى الوهم أمثال هؤلاء النصابين .
وأضاف رضا أنه نعم الحسد والسحر مذكوران فى القرءان الكريم ولكن لايوجد أى علاقة بين هذه الخرافات والأوهام وبين علاج السحر والحسد ، والله سبحانه وتعالى يقول فى سورة البقرة "وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن من الله" والجدير بالذكر أنه لم يثبت على الرسول الكريم صل الله عليه وسلم أنه إستخدم أى شئ شبيه بتلك الأعمال لعلاج الحسد أو السحر وعن أبى هريرة عن الرسول صل الله عليه وسلم قال "من كذب على متعمدآ فليتبوأ مقعده فى النار" رواه مسلمم والبخارى والترمذى .
وللأسف فى زماننا هذا إنتشر مايسمى بثقافة الفهلوة وخداع الناس بأية وسيلة سمعية أوبصرية أو نفسية من أجل النصب على الناس من البسطاء فكريآ وليس ماليآ لتحقيق مكاسب مادية طائلة ، وهؤلاء الناس يتركون قلبهم وعقلهم فريسة للأوهام ، كما أكد على أن لا أحد أبدآ يستطيع أن يدعى بأنه قادر على تفسير الأحلام حتى لو كان عالمآ ، فلابد أن نعلم جيدآ أن القدرة على تفسير الأحلام هى معجزة أختص بها الله نبيه يوسف عليه السلام وأن هذه المعجزة لن تتكرر مرة أخرى لأنه لايوجد إنسان على وجه الأرض يستطيع أن يتنبأ بالغيب لأن الذى يعلم الغيب وحده هو الله ، والله عز وجل يقول فى سورة الجن "عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحد * إلا من إرتضى من رسول" .
وينصح رضا الناس بتجنب الإعتقاد فى مثل هذه الأوهام التى لم ولن تنفع بل وتضر صاحبها ففى حديث عن الرسول صل الله عليه وسلم قال "من آتى عرافآ فقال له شيئآ فصدقه فقد كفر بما أنزل على محمد وأن لم يصدقه فقد ضاع منه صلاة أربعين ليلة" رواه مسلم ، فمن فعل ذلك فعليه أن يتوب وأن يندم على مافعله وأن يعود إلى الله ويعزم عزمآ صادقآ على أن لايعود لتلك المعصية ثانية والله عز وجل يقول "إلا من تاب وآمن وعمل صالحآ فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات" .
ويؤكد الكتور إبراهيم أن أى إنسان يستطيع أن يحصن نفسه بمنتهى السهولة فقد قال رسول الله صل الله عليه وسلم "أن من قرأ قل هو الله أحد والمعوذتين ثلاث مرات حين يمسى وحين يصبح كفاه الله كل شئ" والمواظبة على الأذكار والإستغفار ، وأقول له كن عالمآ أو متعلملآ ولاتكن سالفآ "بمعنى جاهلآ" فتهلك . أما بالنسبة لحكم الدجال فى الإسلام فيقول رضا : أن من ينتحل صفة ضابط أو دكتور على سبيل المثال فيعاقب قانونيآ فما بالنا بمن ينتحل من خاص بالله عز وجل ونقول له أين دليلك على هذا فإن هذا لايسمى علم بل يسمى خرافات من أجل أكل أموال الناس بالباطل وعليه أن يتوب فورآ وحكمه الشرعى أن يقدم للعدالة ويخضع للعقاب القانونى وبحسب الشريعة الإسلامية يجب أن يجلد بحد أقصى 39 جلدة .
ويوافقه فى الرأى الشيخ على عبد الباقى شحاتة أمين عام مجمع البحوث الإسلامية سابقآ ويقول : أن الدين الإسلام أبتلى بالمططففين عليه من أجل تشويهه وأن يسيروا الشريعة على غير مراد الله فيها وإستخدام الدين من أجل تلبيس الباطل ثوب الحق عند البلهاء كنوع من أنواع الكسب الحرام . ويؤكد شحاتة على أن الأحلام والرؤى ماهى إلا إنعكاس للحالة النفسية للإنسان وأن من يدعى أنه قادر على تفسير هذه الرؤى فهو آثم وجزاؤه عند الله أن يلقى نار جهنم لأن تفسير الرؤى كانت معجزة من الله قاصرة على سيدنا يوسف فقط . ويوضح شحاتة أنه ليس هناك على الإطلاق مايسمى بمس الجن للإنسان وأن هذا أمر مرفوض شرعآ وإنما جميعها أمراض نفسية بحتة نتيجة ضغوط إجتماعية عديدة بالإضافة إلى أن السحر لايمس إلا الشخص ضعيف الإيمان لأن الإنسان الواثق فى الله سبحانه وتعالى لا يممسه أذى ، وبالنسبة للعلاج بالقرءان فهو علاج نفسى وروحانى فقط وليس علاج للجسد وأية علة تتعلق بالجسد فعلاجها يكون عن طريق الأطباء والمتخصصين فقط .
ومن جانبه أكد الكتور محمود يوسف وكيل كلية الإعلام وعضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية سابقآ أن فى العشر سنوات الأخيرة لجأ الكثير من المسئولون والنظم السياسية للتركيز على تسطيح عقول الناس وتغيبهم بهدف شغلهم عن أمور ومشاكل البلاد الحقيقية وتحويل أنظارهم فى إتجاه مضاد ، وهذه الدول والنظم السياسية تعتمد بشكل أساسى على وسائل الإعلام لتحقيق ذلك من خلال فتح المنابر الإعلامية أمام الدجالين وبائعين الوهم وفرد لهم المساحات وساعات من أوقات البرامج لنشر أوهامهم بدلآ من تخصيص هذا الوقت لعرض المشاكل الحقيقية من أجل خدمة وتنمية المجتمع . ويؤكد يوسف على أنه لايوجد دولة فى العالم منفلتة إعلاميآ مثل مصر ، وكفى وسائل الإعلام إستهزاءآ بمشاعر الناس وتغييب عقولهم واللعب بمستقبلهم .
وطالب يوسف المسئولين بالرقابة على وسائل الإعلام وماتقدمه من مضامين ويجب معاقبة من يخالف ميثاق الشرف الإعلامى بإنتهاك حق الجمهور فى المعرفة من أجل تضليل الناس وأنا لن أقول بأن يتم ذلك بسحب التراخيص أو غلق القنوات ولكن يكفى أن تدفع أى وسيلة تخالف ذلك غرامة مالية قدرها 250 ألف جنية وفى حالة التكرار يتم غلق القناة وسحب الترخيص .
وفى إطار تصدى الجهات الأمنية لمثل هذه الظاهرة الخطيرة يقول اللواء حامد غرابة مساعد وزير الداخلية الأسبق لقطاع الأمن الإجتماعى : أن الأجهزة الأمنية بوزارة الداخلية تكثف جهودها من أجل القضاء على ظاهرة الدجل والشعوذة من خلال الحملات المستمرة القائمة على التحريات والمعلومات الواردة أو البلاغات المقدمة من قبل الضحايا لضبط مثل هؤلاء النصابين الذين يقومون بأعمال منافية للأداب والأخلاق العامة مثل القيام بأعمال الدجل والشعوذة وبغض النظر عما إذا كان هذا الدجال يتقاضى مقابل مادى أو مقابل من أى نوع أخر أم لا . وناشد غرابة الموطنين بأن من لديه أية معلومات حول هؤلاء النصابين عليه أن يتقدم بها على الفور لإدارة مكافحة الأداب العامة بوزارة الداخلية .
ومن الناحية القانونية يقول الدكتور عادل عامر الخبير القانونى ورئيس مركز المصريين للدراسات السياسية والقانونية : أنه للأسف القانون الذى يطبق فى مصر من أجل مواجهة ظاهرة الدجل والشعوذة هو قانون تم إصداره عام 1960 ومن ذلك الحين لم يتم تغيره ولم تجرى عليه أية تعديلات فبالرغم من تطور جريمة الدجل والشعوذة وإنتشارها مقارنة بالستينات إلا أننا لازلنا يحكمنا قانونآ لا يصلح على الإطلاق فى مثل هذه المرحلة .
وآشار عامر إلى أنه ينص هذا القانون على أن ممارسة أعمال الدجل والشعوذة جنحة ومن يقوم بذلك يعاقب بالحبس مدة لاتزيد عن ثلاثة أشهر وبغرامة لاتزيد عن 300 جنية أو بأحد هاتين العقوبتين ، وإذا ما إرتبطت جريمة القيام بممارسة أعمال الدجل والشعوذة بأى جريمة أخرى مثل النصب أو إستغلال النفوذ فتكون العقوبة هى السجن بحد أقصى ثلاث سنوات .
ويؤكد عامر أنه لابد من تعديل كامل وشامل لهذا القانون لأنه أصبح غير ملائمآ للعصر الحالى لأن فى الستينيات لم تكن جريمة الدجل والشعوذة منتشرة ويتم مزاولتها على الملأ مثلما يحدث الأن ، فيجب رفع الحد الأدنى للعقوبة لتصل إلى السجن بحد أدنى 3 سنوات وبحد أقصى 7 سنوات بالإضافة إلى تعديل نص القانون ليشمل جريمة الدجل والشعوذة عن طريق الوسائل الحديثة مثل الإنترنت ووسائل الإتصال الحديثة بكافة أشكالها .