"خبز.. كهرباء.. طاقة" أزمات الغلابة التي ستنفجر في وجه الرئيس الجديد لمصر عبد الفتاح السيسي.. الفجر رصدت المشاكل الثلاثة..
عيش الغلابة
"عيش حرية عدالة اجتماعية".. هكذا هتف المصريون فى ثورتى 25 يناير و30 يونيو للمطالبة بحقوقهم، وأول هذه الحقوق وأهمها هو العيش الذى يمثل أهم عنصر فى الوجبة الغذائية للمواطن والذى أصبح الحصول عليه أمر غاية فى الصعوبه نظرآ للطوابير الطويلة والذى قد ينتهى الإنتظار فيها بدلآ من الحصول على الخبز الذهاب إلى المستشفى أو قسم الشرطه وهو ما قد حدث بالفعل من قبل، فضلآ تدنى مستوى الإنتاج والذى يؤدى به فى النهايه إلى القمامه أو علف للحيوانات، والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو كيف سيتعامل الرئيس الجديد مع تلك الأزمة؟.
يرى البعض أن سبب الأزمة هو نقص الدقيق أو نقص عدد المخابز التى تقوم بإنتاج الخبز المدعم وإرتفاع سعر الدولار اللازم لإستيراد القمح اللازم بالإضافة إلى عدم وجود رقابة كافية على المخابز وآلية إنتاج الخبز الذى يؤدى إلى تهريب كميات كبيرة من الدقيق المدعم المورد إلى المخبز لبيعه فى السوق السوداء وغيره.
قال عبد الرحمن عمر، رئيس شعبة أصحاب المخابز فى الغرفة التجارية بالمنيا، إن أصحاب المخابز لم يصرفوا مستحاقتهم من شهر أكتوبر الماضى وتشمل هذه المستحقات فرق التكلفة وفرق السولار وحافز الجودة.
وأضاف عمر أن محافظة المنيا مهدر حقها فى نسبة الدقيق المدعم الأمر الذى يجعل بصيب الفرد أقل من رغيف فى اليوم، أما فى منظومة الخبز الجديدة يصبح نصيب الفرد 5 أرغفة فى اليوم ونحن على إستعداد لتطبيق المنظومة في أي وقت.
من جانبه صرح محمود دياب المتحدث الإعلامي لوزارة التموين أن الخبز المدعوم يستهلك 22 مليار جنيه من الموازنة العامة للدولة، وأن منظومة بيع الخبز المدعم الجديد، والتي تم تطبيقها منذ شهر ونصف تقريبآ في محافظات بورسعيد والإسماعيلية والسويس لاقت نجاحا جماهيريا كبيرا، وستؤدى إلى توفير نصف هذا المبلغ.
وقال دياب، ل"الفجر"، إن المنظومة الجديدة تتيح حصول الفرد على 150 رغيف خبز شهريآ ويحصل عليها بالكارت الذكى ومتوفر ماكينات لعمل الكارت بجميع المخابز، كما تعطى الحق للمواطن فى حالة عدم صرفه جميع مايستحقه من خبز يستبدل الباقي بسلع تموينيه.
وأوضح دياب أن نظام توزيع الخبز المدعم الجديد يوفر حلولا عملية للأزمة التي عانت منها مصر كثيرا، ولعل أهم أسباب هذه الأزمة هو الفساد وسرقة الدقيق والذى كان يبلغ نصف الكمية المسلمة من قبل الوزارة، وتم حله بتقليل الرقابة من قبل المفتشين الذين كلما زاد عددهم كلما زاد الفساد وسرقة الدقيق، والسبب الأخر هو عدم وجود جوده في إنتاج الخبز، والنظام الجديد يعطى مساحة للمنافسة بين المخابز وبعضها البعض والذى يؤدى بدوره إلى تحسن في جودة إنتاج الخبز وتم توفير ماكينات متنقله لتوزيع الخبز بالإضافة إلى إمكانية توصيله للمنازل.
كما أكد دياب على أن مستحقات أصحاب المخابز فى كل محافظه سيصرف منها الثلث عند تطبيق المنظومه فى المحافظه والثلث الأخر بعد شهرين والثلث الأخير قبل نهاية العام الجاري، مشيرا إلى أنه وفقآ للنظام الجديد سيتم صرف المستحقات بشكل يومى من البنك.
وأضاف دياب أن مصر تستهلك 15 مليار طن قمح سنويآ ، 10 طن للقطاع العام و5 طن للقطاع الخاص ، والناتج المحلى للقمح يتراوح مابين 3.5 إلى 4 طن سنويآ والباقى يتم إستيراده من الخارج وتشترى الحكومه طن القمح من الفلاح بسعر أعلى من الأسعار العالميه ، حيث تشترى طن القمح من الفلاح بمبلغ 3150 جنيه بينما تستورد طن القمح من الخارج بمبلغ 300 دولار أي ما يعادل 2100 جنيه.
وأكد دياب أنه بناء على تصريحات الدكتور خالد حنفى وزير التموين والتجارة الداخلية سيتم بدء العمل بنظام الخبز المدعم الجديد في جنوبالقاهرة ليشمل مناطق حلوان والمعادى والتبين و15 مايو والقاهره الجديده خلال أيام وخلال الشهور القليلة الماضية سيغطى جميع المحافظات.
"قطع الكهرباء".. أزمة على الطريق
أصبحت تلك الأزمة يتضرر بها كل المواطنين، تضرر منها الطالب الذي تعطل عن مواصلة مذاكرته، وربة المنزل التي تعطلت عن أداء عملها، ورب الأسرة الذي تسبب انقطاع التيار الكهربائي بإتلاف اﻷجهزة الكهربائية في المنزل، ولم يتوقف الأمر لذلك بل أصبحت المشكلة عائق أمام كل مواطن يعيش بالبلاد.
وجاءت رؤية المشير عبد الفتاح السيسي حول حل أزمه الكهرباء تتلخص في الاعتماد على لمبات اليد التي تستهلك طاقة أقل من العادية بنسبة 70%، وأن تلك الرؤية تحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي خلال شهرين فقط وتوفر ما يقرب من 4 دولار سنويا.
فيما أوضحت المهندسة صباح مشالي، وكيل أول وزارة الكهرباء في إحدى تصريحاتها أن استخدام لمبات اليد توفر 4آلاف ميجا وات من الإنارة المنزلية وهو ما نحتاج توفيره، مشيرة أن ال4 ميجا وات تبلغ قيمة الوقود المستخدم في توليدها فقط 4 مليار دولار، كما انه سيتم توفير تكاليف نقلهم علاوة على ترشيد الاستهلاك.
وأكدت مشالي ل"الفجر"، أن الدولة إذا تبنت مشروع اللمبات اليد وتم توزيعها بالمجان على الفقراء ومحدودي الدخل سيتوفر ملايين من الجنيهات شهريا قيمة الدعم الذي يتم صرفة على الكهرباء ويضمن وصوله لمستحقيه فقط علاوة على توفير وترشيد الطاقة.
وأضاف الدكتور ماهر عزيز، استشاري البيئة والطاقة لتغيير المناخ، أن وزارة الكهرباء تمر بموقف حرج وهو نقص إمدادات الوقود، لذا يجب عليها أن تقوم بوسائل البحث للوصول إلى حلول تنقذها من ذلك الموقف الحرج.
فيما أشاد بموقف وزارة البترول إثر تعاقدها على شحنات من الغاز الطبيعي يكفي تأمين الطاقة لنهاية العام.
ووجه المهندس ماهر عزيز، في تصريحه الخاص ل"الفجر"، رسالة للرئيس الجديد، "يجب عليه منذ لحظة اعتلائه عرش الرئاسة أن يقوم بوضع حلول للأزمة على المستوى القريب والمتوسط والبعيد معا في نفس الوقت"، علما بأن رجال الطاقة قد تمكنوا من إيجاد حل للأزمة خلال نهاية العام الحالي.
وأضاف قائلا: "إنه يجب بناء محطات للطاقة الشمسية خلال السنوات الخمس القادمة لمحاولة تقليل العجز في الوقود"، مؤكدا أن 1000 ميجا وات من الخلايا الفوتوغرافية ستوفر 1000 ميجا وات لمدة 9 ساعات، وكلما زادت محطات الطاقة الشمسية قل العجز في الوقود.
فيما أوضح صلاح رضوان، رئيس مجلس إدارة شركة الكهرباء شمال الدلتا، في تصريح خاص ل"الفجر"، أن أزمة الطاقة حلها الوحيد في تغيير سلوكيات الأفراد، حيث أنه بترشيد الاستهلاك سنتمكن من حل أزمة الكهرباء نهائيا، مشيرًا إلى أنه في الفترة الأخيرة تجاوز الجميع على إدارات جميع أجهزة الدولة فإذا عدل كلا منا في سلوكه سنتمكن من الصعود من كل الأزمات التي تمر بها البلاد.
وقال أحمد صوان، رئيس شركة وسط الدلتا لإنتاج الكهرباء، إن الحل الوحيد لإنهاء أزمة الوقود والكهرباء هي ترشيد الاستهلاك في المنازل واستخدام لمبات اليد الموفرة، وترشيد الاستهلاك في التكيفات حتى يتم التقليل من معدلات الاستهلاك، مناشدا الدولة بضرورة تقليل الاسعار في فاتورة الكهرباء وعدم المغالاة فيها مراعاة للمواطنين البسطاء الذين يعانون من ارتفاع فواتير الكهرباء.
الطاقة.. أزمة كل رئيس
أنابيب الغاز تظل مشكلة المصريين التي تظهر خلال فترات متباعدة إلا أن أسبابها غير منطقية لأن مصر كانت الثانية على القارة الأفريقية عام 2009 في تصدير النفط الخام والثالثة عام 2013 في احتياطي الغاز الذى يقدر ب 100 تريليون قدم مكعب بالإضافة الى المشاريع العملاقة لتوصيل الغاز للمنازل، وأيضا تم استخدامه كوقود للسيارات حيث يتميز برخص ثمنه عن السولار والبنزين، لكننا نجد أن قطاع الكهرباء يستهلك ما يقرب من 61 % من الغاز، والسؤال الملح هنا هل الغاز مشكلة بالفعل يمكنها أن تنفجر أمام السيسي؟.
قال المتحدث باسم وزارة البترول، المهندس حمدي عبدالعزيز، إنه لن يكون هناك أزمات أمام الرئيس الجديد لأننا نعمل على أربع محاور تخدم الحاضر و المستقبل، قائلا: "نحن نعمل على زيادة الإنتاج من الغاز الطبيعي، وهناك مفاوضات مع الشركات الأجنبية لتسريع اكتشافات الحقول الجديدة وزيادة الإنتاج المحلى وهذا سينتج عنه شيئين تعويض النقص في معدلات إنتاج الحقول والحقول الجديدة المكتشفة، وسيضيف إنتاج يصل ل 1300 مليون قدم مكعب يوميا، والحقول القديمة تنتج 400 مليون قدم مكعب يتم إضافتهم للإنتاج الحالي".
وأضاف عبد العزيز، ل"الفجر"، أن الوزارة بصدد زيادة كمية المازوت والسولار لتوفيره لكل الاحتياجات، مشيرا إلى التعاقد لاستيراد الغاز المسال من روسيا وتم الاتفاق مع إحدى الشركات لتحويله الى غاز طبيعي لاستخدامه في محطات الكهرباء بالإضافة لاستخدام الفحم، طالبا من المواطنين الترشيد للمساهمة في حل مشاكل الوقود.
وأكد أن ما نشر عن اكتشافات جديدة في البحر المتوسط هو كلام عار تماما من الصحة وهذه الاكتشافات محل تقييم بلجنة من رئاسة الوزراء.