أثار تمشي جماعة الإخوان في مصر، منذ سقوط حكمهم في الثالث من يوليو الماضي، غضب العديد ممن يتشاركون معهم في نفس الأيديولوجيا والخلفية الفكرية، حيث اتهم هؤلاء الجماعة بأن استهدافها للدولة المصرية كان له التأثير السلبي على نظرة المصريين للإسلاميين، ولتسليط الضوء على هذا الموضوع كان ل”العرب اللندنية ” لقاء مع رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق كرم زهدي.
أكد كرم زهدي رئيس مجلس شورى الجماعة الإسلامية السابق أن فترة حكم جماعة الإخوان لمصر، كانت من أسوإ الفترات التي مرت بها البلاد، وقدمت نموذجا سيئا لحكم الإسلاميين، متهما الرئيس المعزول محمد مرسي بأنه كان حاكما لعشيرته وجماعته، وليس رئيسا لكل المصريين.
وأوضح صاحب مبادرة وقف العنف بين الجماعة الإسلامية والدولة المصرية في التسعينات في حواره مع “العرب”، أن المظاهرات التي تنظمها جماعة الإخوان وحلفاؤها حاليا تعتبر «حراما شرعا» في ظل ما تخلفه من قتلى ومصابين.
وحول رؤيته للجماعات الجهادية المسلحة الموجودة بسيناء وبعض المحافظات مثل أنصار بيت المقدس وأجناد مصر، أكد «زهدي» أن كل هذه الجماعات المسلحة تعتنق فكر التكفير وعقيدة «الخوارج»، لافتا إلى أن هذه الجماعات تنفذ أوامر الإخوان بنشر العنف والفوضى بالبلاد من أجل تحقيق حلم الجماعة بالعودة إلى السلطة.
وقال “زهدي” إن ثورة 30 يونيو، هي ثورة شعبية خرج فيها أكثر من 30 مليون مصري بحثا عن حقوقهم في ظل حكم الجماعة التي سعت إلى أخونة كل مؤسسات الدولة والسيطرة على مفاصلها من أجل تحقيق حلم التمكين، وتجاهل باقي فئات الشعب.
وشدد عضو مجلس شورى الجماعة الإسلامية على أن اتهام 30 يونيو بأنها كانت محض انقلاب عسكري ليس صحيحا، بعد أن غصت الميادين بملايين المصريين، للمطالبة برحيل مرسي وجماعته عن الحكم بعد أن ثبت فشلهم.
وأوضح أن الإخوان يتحملون ذنب ما تشهده البلاد من فوضى بسبب خطب التحريض والتهييج التي صدرت من المنصة طوال فترة الاعتصام .
ولفت “زهدي” إلى أنه كان يتمنى من الرئيس السابق مرسي أن يستجيب لرغبات معارضيه ويعلن عن إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه اختار الطريق الصعب هو وجماعته ووقفوا ضد رغبة ملايين المصريين على أمل الاحتفاظ بالسلطة.
واعتبر القيادي الإسلامي أن منصة التحريض في رابعة العدوية تتحمل جزءا كبيرا من المسؤولية عن الأحداث التي تشهدها مصر منذ عزل مرسي وحتى الآن.
وحول مدى تمسك الجماعة الإسلامية بمبادرة نبذ العنف، وخاصة بعد انضمام بعض أعضائها للتحالف الداعم للإخوان، قال: إن المبادرة مازالت سارية ونجحت في وقف أعمال العنف بالشارع المصري في التسعينات الذي كان يشبه الوضع الحالي كثيرا، مضيفا أن العنف الموجود بالشارع المصري الآن ليس له علاقة بالجماعة وإنما هو بتحريض وتمويل من جماعة الإخوان.
ولفت إلى أنه استقال من مجلس شورى الجماعة بعد تراجع بعض القيادات الحالية عن المبادرة وتخليهم عن المراجعات الفقهية التي تم الاتفاق عليها. وشدد على أن تورط بعض العناصر الموالية للقيادات المتحالفة مع الإخوان فيه، لا يعبر بأي حال من الأحوال عن موقف الجماعة الإسلامية المؤيد لثورة 30 يونيو.
وطالبَ الإخوانَ، أن يعلنوا “الطاعة” للرئيس الجديد ويتوقفوا عن مظاهراتهم المخالفة ل «الشرع».
وقال القيادي السابق بالجماعة الاسلامية إن «الرسول دعا المسلمين إلى السمع والطاعة حتي لو كان أميرهم عبدا حبشيا»، لافتا إلى أن لجوء أحد طرفي النزاع للعنف يوجب على الطرف الثاني أن يصبر ويبتعد عن السلطة ويلتزم بالطاعة تنفيذا لوصية الإسلام.
وأعرب «زهدي» عن أمله في أن يراجع الإخوان أنفسهم ويعلنوا مبادرة لوقف العنف على غرار مبادرة الجماعة الإسلامية، كما طالبهم بتقديم اعتذار رسمي للشعب المصري، مشيرا إلى أن هذا هو السبيل الوحيد لقبول المصريين بعودة الإخوان مرة أخرى.
وعن اتهام طارق الزمر وهو من قيادات الإخوان له بالعمل لفائدة أجهزة الأمن المصرية، أشار زهدي إلى أن الإخوان سبق وأن اتهموا الرئيس عبدالناصر ب”العمالة” لروسيا والرئيس السادات ب”العمالة” للولايات المتحدة الأميركية، مشدداً على أن الزمر لا يمثل الرأي الغالب لأعضاء الجماعة الإسلامية.
واعتبر أن هذه الجماعات تعتبر كل من يخالفهم في الرأي ويقول الحق، «خائنا» ويطلقون عليهم الشائعات، متسائلا.. «هل هذه هي كلمة الشكر التي توجه لنا بعد أن ساهمنا في خروج آلاف من أبناء الجماعة الإسلامية من السجون والمعتقلات أيام حكم حسني مبارك؟».