سود حالة من الذعر بين اصحاب السيارات السودانيين الذين ازدحموا على محطات الوقود بالخرطوم بعد الاشتباكات التي حدثت الثلاثاء في منطقة هجليج التي تتركز فيها حقول النفط السودانية بين السودان وجنوب السودان. وقال مراسل فرانس برس "ان 50 سيارة اصطفت في محطة للتزود بالوقود بوسط العاصمة السودانية لملء خزانات الوقود". وقال حسين ادم البالغ من العمر 48 عاما ويعمل موظفا حكوميا وهو يقف بسيارته في الصف للتزود بالوقود "يبدو ان حالة من القلق انتابت الناس بان ما جرى في هجليج سيؤثر على انتاج النفط بالبلاد". واضاف ادم "في العادة اشتري يوميا بنزين بعشرة جنيهات سودانية (2 دولار امريكي) ولكن عندما شاهدت هذه الصفوف قررت ان اشتري اكثر". وقال احمد عمر (35 عاما) وهو رجل اعمال كان ينتظر دوره "سمعت ان هناك نفصا بالوقود". وقال سائق اخر اسمه عبد الماجد ان "الصفوف بدأت مساء الثلاثاء بعد ان سمعنا انباء القتال في هجليج (..) هذا ما جعلني اتي لهنا". والاربعاء ثاني ايام القتال، اتهمت وزارة الخارجية السودانية جنوب السودان بانه انتهك سيادة السودان في حين دارت معارك هي الاخطر منذ انفصال الجنوب في تموز/يوليو الماضي. وفقد السودان 75% من انتاج النفط بانفصال الجنوب. واعلنت الخرطوم الثلاثاء بانه سترد على "عدوان" الجنوب بكل الوسائل. وقالت مراسلة فرانس برس في جنوب السودان والتي كانت موجودة قرب الحدود مع السودان انها شاهدت قصفا مدفعيا مع قصف بالطيران امتد لساعة على قرية تشاوين على بعد 40 كلم داخل حدود دولة جنوب السودان. وقال جنوب السودان الثلاثاء ان لواءين من الجيش السوداني مدعومين ب 16 دبابة يتقدمان نحو حقول النفط في ولاية الوحدة بجنوب السودان بغرض احتلالها. واكد انه سيطر على منطقة هجليج الثلاثاء وقال انها منطقة مختلف عليها. وقال محلل غربي "من الصعب ان نحدد من بدأ القتال". وكان وزير النفط السوداني اعلن مطلع هذا الشهر ان منطقة هجليج في الاحوال العادية تنتج يوميا 60 الف برميل. وحتى الان من غير الواضح مدى تأثر البنية التحتية للنفط بالقتال.