أكد رئيس برلمان جنوب السودان، جيمس وانى ايفا، أن على شعب جنوب السودان الاستعداد من أجل الدفاع عن نفسه، إذا ما سعى السودان "فعلاً إلى الحرب"، داعياً النواب اليوم، الأربعاء، إلى تعبئة السكان فى هذا البلد الجديد. وقال ايفا، إن "الخرطوم يمكن أن تسعى إلى حرب حقيقية، وإذا لم تدافعوا عن أنفسكم، سيتم القضاء عليكم، لذلك يتعين عليكم تعبئة الشعب ميدانياً ليكون على أتم الاستعداد". وتواصلت معارك كثيفة بين جيشى السودانيين على حدودهما المشتركة. وأضاف "ثمة تطورات خطيرة على الحدود، ومن الضرورى أن نكون متيقظين فى كل مكان، لأنهم يهاجموننا من كل الجهات وفى هذا الوقت، وأينما كنتم، يجب أن تدافعوا عن أنفسكم". وفى الوقت نفسه، أعلن مصدر رسمى أن المجلس الوطنى السودانى (البرلمان) قرر وقف التفاوض مع جنوب السودان وسحب وفد الخرطوم المفاوض فورا من أديس أبابا. وقالت وكالة الأنباء السودانية الرسمية، بعد يوم ثان من المعارك بين السودان وجنوب السودان فى منطقة نفطية متنازع عليها على الحدود، إن "المجلس الوطنى قرر وقف المفاوضات وسحب الوفد من أديس أبابا على الفور". ويؤمن حقل هجليج النفطى قسماً كبيراً من إنتاج النفط السودانى منذ تقسيم البلاد. من جهة أخرى، نفى متمردون سودانيون مساندتهم لجيش جنوب السودان فى الهجوم على منطقة هجليج التى تتركز فيها حقول إنتاج النفط السودانى وتقع على الحدود بين السودان وجنوب السودان. وقال المتحدث باسم متمردى الحركة الشعبية شمال السودان ارنو انتوقلو لودى لفرانس برس عبر الهاتف، "ليس لدينا دخل بهذا نهائيا". وكانت الخرطوم أعلنت أمس، الثلاثاء، أنها سترد بكل الطرق على الهجوم الذى قام به جيش جنوب السودان مدعوما بقوات التمرد على ثلاث مناطق فى جنوب كردفان أبرزها "هجليج" ويقاتل متمردو الحركة الشعبية شمال السودان الذين ينتمون لقومية النوبة الأفريقية الحكومة السودانية منذ يونيو الماضى. كما اتهم السودان متمردى حركة العدل والمساواة فى دارفور بالقتال، إلى جانب قوات جنوب السودان على الحدود بين البلدين. وقال المتحدث باسم حركة العدل والمساواة جبريل ادم بلال عبر الهاتف من لندن، "هذا قتال بين السودان وجنوب السودان". وأضاف بلال، "لسنا طرفا فى هذا النزاع، رغم أن قواتنا لديها وجود فى جنوب كردفان"، وينفى جنوب السودان مساندته للمجموعات المتمردة فى السودان". وبعد اندلاع الاشتباكات الحدودية مطلع هذا الشهر، قال بيان صادر عن البيت الأبيض فى واشنطن، إن الرئيس الأمريكى باراك أوباما طلب من رئيس جنوب السودان سلفا كير أن يتحلى بأقصى درجات ضبط النفس ولا يتورط فى دعم الحركات المتمردة فى جنوب كردفان. وبدأت آخر موجة من القتال على الحدود المختلف عليها، الثلاثاء الماضى، باتهامات من جنوب السودان للسودان بقصف مدفعى لقرية على بعد 40 كيلومترا (25) ميلا من حدود السودان مع الجنوب.