فى يوم 4 ديسمبر 1948 كتب الشيخ حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين التماس الى الملك فاروق يتخوف فية من احتمال صدور قرار من رئيس الوزراء النقراشى باشا بحل جماعة الاخوان المسلمين وبعد هذا الالتماس ب48 ساعة وتحديدا فى مساء الاربعاء 8 ديسمبر 1948 صدر قرار النقراشى باشا رئيس وزراء مصر بحل جماعة الاخوان المسلمين ،وبعد 20 يوما من صدور قرار حل الجماعة وتحديدا فى 28 دسمبر 1948 اغتيل النقراشى باشا رئيس وزراء مصرنوبعدها بشهرين تقريبا وتحديدا فى 12 فبراير اغتيل الامام حسن البنا مؤسس جماعة الاخوان المسلمين ،وتنفرد الفجر بنشر نص التماس الشيخ حسن البنا الى الملك فاروق قبل 48 ساعة من قرار النقراشى باشا رئيس وزراء مصر وقتها بحل الجماعة. حضرة صاحب الجلالة الملك فاروق الاول ملك وادى النيل حفظة اللة ،،، احمد اليكم اللة لا اللة الا هو واصلى واسلم على سيدنا محمد خاتم النبيين وامام المتقيين واحيى سدة جلالتكم المجيدة بتحية الاسلام فالسلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة مشفوعة باصدق ايات الاخلاص واخلص معانى الولاء ياصاحب الجلالة. لقد حرمنا ثمرات جهادنا فى فلسطين او كدنا لضعف فى جيشنا او تخاذل فى شعبنا او نقص فى عددنا او جهل ولكن لتحكم السياسة المترددة فى الحرب الصارمة وتدخل رئيس الحكومة فى شؤن القتال وترددة فى مواجهة المواقف بما تقتضية ،الى جانب العوامل الاخرى التى لابد لنا فيها ولكن كان فى وسع الحازم اللبق والقوى الفطن ان ينتفع بها ويستفيد منها. ولقد انفرد الحاكم العام بالعمل فى السودان ينفذذ فية سياسة بريطانيا المرسومة وخططها الانفصالية المعلومة واخذ يوجة الى مصر اللطمة بعد اللطمة وينفذ من برنامجة الخطوة تلو الخطوة والحكومة المصرية تمد لة فى ذلك وتشجعة على المضى فية بسياستها وهو ممعن فى عدوانة حتى بلغ بة الامر اخيرا الى ان يمنع بعثة المحامين من اداء واجبها ويعلن على لسان رجالة ان مصر شيىء والسودان شيىء اخر وكل هذا يحدث والحكومة المصرية لم تفعل شيئا بعد. والعالم كلة الان ياصاحب الجلالة تغلى مراجلة بالاحداث الجسام والخضوب العظام ويبدو فى افاقة كل يوم شان جديد لايقوى ابدا دولة النقراشى باشا على ان يضطلع باعباء التصرف فية بما يحفظ كرامة مصر ويصون حقوق هذا الوادى المجيد العظيم والنزاهة وطهارة اليد لاتكفى وحدها لمواجهة هذة العمرات المتلاحقة من احداث الزمن ومضلات الفتن. وفى وسط هذة اللجة من الحوادث الجسيمة التى تتصل بحاضر الوطن ومستقبلة وكيانة فى الصميم يعلن دولة النقراشى باشا الحرب السافرة الجائرة على الاخوان المسلمين . فيحل بالامر العسكرى بعض شعبهم ويعتقل بهذة السلطة نفسها بدون اتهام او تحقيق سكرتيرهم العام وبعض اعضاء هيئتهم ويامر الوزارات والمصالح المختلفة بتشريد الموظفيين الذين يتصلون بالهيئة ولو بالاشتراك فى اقسام البر والخدمة الاجتماعية تلفونيا او تلغرافيا الى الاماكن النائية والمهاوى السحيقة وماعليهم ان ينقلوا فذلك شان الموظف المفروض فية ولكن صدور هذة التنقلات فى هذة الصور القاسية التى تحمل معنى الانتقام والاتهام تجرح الصدور وتثير النفوس وتسىء اليهم فى نظر رؤسائهم ومرؤسيهم على السواء ويصدر الرقيب العام امرة بتعطيل جريدتهم اليومية الى اجل غير مسمى بحجة لاقيمة لها ولا دليل عليها بل انة لو صحت الاوضاع لكان للجريدة ان تؤاخذ الرقباء اشد المؤاخذة بمواقفهم منها وتعنتهم معها وعدم اصغائهم الى شكايتها المتلاحقة . ويتردد على الافواة والشفاة قرار حل الهيئة ووعيد الحكومة لكل من اتصل بها بالويل والثبور وعظائم الامور. واخيرا يحاول دولة رئيس الحكومة ان يلصق بالاخوان تهمة الحوادث الاخيرة التى لم تكن الاصدى لهذا العدوان من الحاكم فى السودان ولجهاد اخواتنا السودانيين فى جنوب الوادى ويلقى عليهم تبعة هذا الحادث الاسيف حادث مصرع حكمدار العاصمة الذى كان المركز العام للاخوان المسلمين اول من اسف لة وتالم منة اذا كان رحمة اللة معروفا بعطفة على حركتهم ودفاعة عن هيئتهم ومواقفة الطيبة فى ساعات المحن الى جانبهم فى حكمة فى العمل واحسان فى التصرف. ويحاول دولتة ان يتذرع لهذة الحرب الشعواء بتحقيقات لم ينتة امرها بعد ولم يعرف فيها المتهم من البرىء الى الان وان كانت وزارة الداخلية فى بلاغاتها الرسمية قد خالفت امر النيابة وسبقت كلمة القضاء واعلنت على رؤوس الاشهاد اتهام الابرياء. ياصاحب الجلالة ،، اسمح لى ان اجراء فى هذا المقام الكريم فاقو لان هذة المجموعة من الاخوان المسلمين فى وادى النيل هى اطهر مجموعة على ظهر الارض نقاء سريرة وحسن سيرة واخلاصا للة وللوطن وللجالس على العرش فى كل كفاحهم فى سبيل دعوة لا تخرج ابدا عما رسم الاسلام الحنيف قيد شعرة وانهم بحكم ايمانهم ومناهجهم ونظامهم وانتشار دعوتهم بكل مكان فى الداخل والخارج افضل قوة يعتمد عليها من يريد بهذا الوطن الخير ويتمنى لة التقدم والنهوض واكسب ورقة فى يد كل عامل لخير البلاد والعباد وان تحطيم دعوتهم والقضاء عليهم وهو ماتستطيعة الحكومة اذا ارادتة وصممت علية ولو فى ظاهر الامر والى حين بما فى يدها من سلطات عسكرية وماتملكة من قوة رسمية ليس من المصلحة فى شيىء بل هو قضاء على نهضة هذا الوطن الحقيقة وقتل للبقية الباقية من روح الاخلاص والجد والاستقامة والطهر فية على ان نتائج هذا الموقف فى مثل هذة الظروف غير مضمونة ولا معروفة وادارى لحساب من يقوم دولة رئيس الحكومة بهذة المهمة ويحمل هذة التبعة الضخمة امام اللة وامام الناس وفى التاريخ الذى لاينسى ولا يرحم. ياصاحب الجلالة ،،، ان الاخوان المسلمين باسم شعب وادى النيل كلة يلوذون بعرشكم وهو خير ملاذ ويعودون بعطفكم وهو افضل معاذ ملتمسين ان تتفضلوا جلالتكم بتوجية الحكومة الى نهج الصواب او باعفائها من اعباء الحكم ليقوم بها من هو اقدر على حملها ولجلالتكم الراى الاعلى واللة نسأل ان يتم عليكم نعمة التاييد والتوفيق والسلام عليكم ورحمة اللة وبركاتة. المخلص حسن البنا المرشد العام للاخوان المسلمين