كشفت دراسة حديثة أعدها الدكتور إيهاب الطاهر أمين عام نقابة أطباء القاهرة بعنوان "استخدام الفحم في الصناعة = تدمير الصحة والبيئة"، عن أن مصر تحتل المركز السادس ضمن أكثر دول ملوثة للهواء على مستوى العالم. وأوضحت الدراسة أن الفحم النباتي، عبارة عن مخلفات مكوّنة من كربون ينتج عن عملية نزع الماء من المواد النباتية، ويتم حرقه بمعزل عن الهواء، وأن الفحم الحجري صخر أسود أو بني اللون قابل للاشتعال، ويوجد في طبقات أرضية أو عروق، يتكوّن أساسا من الكربون، إضافة إلى نسب متفاوتة من عناصر أخرى. ولفتت الدراسة إلى استخدام الفحم في إنتاج الكهرباء، في العديد من دول العالم كبديل رخيص لتوليد الطاقة وعلى رأسها الصين والولايات المتحدةالأمريكية. وأثبتت الدراسة أن محطة الكهرباء التي تولد طاقة قدرها 500 ميجاوات تصدر انبعاثا نحو 3.7 مليون طن من ثانى أكسيد الكربون، و100 ألف طن من أكسيد الكبريت، و10 آلاف طن من أكسيد النيتروجين، و500 طن من الجسيمات الدقيقة، و170 طنا من الزئبق، و200 طن من الزرنيخ، و100 طن من الرصاص. كما أن مصنعا متوسطا لتوليد الكهرباء باستخدام الفحم ينتج عنه 125 ألف طن من الرماد ونحو 190 ألف طن من الرواسب والمخلفات الصلبة والسائلة كل سنة، وتحتوى هذه المخلفات على عناصر سامة متعددة. وعن التأثيرات الصحية الناتجة عن صناعة الفحم فقد أعلنت منظمة الصحة العالمية أن نحو 2، 4 مليون شخص يموتون سنويًا كنتيجة لتلوث الهواء... كما أعلنت كلية هارفارد للصحة العامة، أن ما يقرب من 4% من حالات الوفيات في الولايات المتحدة يمكن أن تكون بسبب تلوث الهواء. ويتسبب تأثير استخدام الفحم على صحة الإنسان في ضيق التنفس والصداع والتشويش الذهني والشلل الارتخائي نتيجة لزيادة تركيز غاز ثاني أكسيد الكربون بصورة منخفضة... بخلاف ما يسببه من تفاعلات التهابية في القصبات الهوائية نتيجة وجود أكسيد الكبريت، إذ أن هذا الغاز يتحول إلى حامض الكبريتيك عند ملامسته للأسطح الرطبة للأغشية المخاطية، وينجم عن ذلك أمراض مزمنة في الجهاز التنفسي.. وتهيج الحويصلات الهوائية في الرئتين: بسبب أكاسيد النيتروجين.. ويؤدى إلى أكثر من نصف الوفيات في الأطفال دون سن الخامسة بسبب استنشاق الجسيمات الدقيقة.. وتليف الحويصلات الهوائية والانسداد الرئوى المزمن في الرئتين مما يؤدى إلى الوفاة بسبب تراكم الغبار فيهما.. ويتسبب في سرطان الرئة ويوجد 17% من الوفيات الناجمة سنويًا عن سرطان الرئة بين صفوف البالغين بسبب التعرّض لمواد مسرطنة موجودة في الهواء الملوّث. ويتسبب في العقم لدى الرجال ونقص الخصوبة لدى النساء، وسرطان الكبد والرئتين والبروستاتا والجلد بسبب الزرنيخ الذي يعد أخطر أنواع العناصر السامة التي تتسرب إلى البيئة من المخلفات الصلبة.. واضطرابات مستديمة بالجهاز العصبي، وتشوهات الأجنة، وأمراض بالمسالك البولية، والفشل الكلوي بسبب الزئبق، إضافة إلى السكتة الدماغية 'ربع الوفيات المبكرة الناجمة عن السكتة الدماغية (أي نحو 1.4 مليون وفاة )' بسبب التعرض المزمن للهواء الملوث.. والذبحة الصدرية وتجلط الدم وارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين وترتفع حالات الوفاة بسبب أمراض القلب بنسبة 12% لكل 10 ميكروجرام زيادة في تركيز الجسيمات الدقيقة. وانخفاض الوزن عند الولادة والإصابة بالسل وسرطان الأنف والبلعوم والحنجرة، والإعاقة العقلية بسبب تأثير الرصاص على نمو المخ عند الأطفال، ويتسبب في نحو ستمئة ألف حالة سنويا. إضافة إلى فقر الدم والأنيميا بسبب تأثير الرصاص على تكوين الخلايا الحمراء، وأمراض الجهاز العصبي بسبب انبعاث الزئبق في الجو، وترسبه في المياه ودخوله جسم الإنسان عبر تناول الأسماك الملوثة. وعن آثار تلوث الفحم على البيئة أوضحت الدراسة استقرار الغبار المتطاير منه في أثناء نقله إلى المصنع وتخزينه بالمستودعات على أسطح المنازل وأجسام البشر وعند سقوط الأمطار تتسرب إلى المياه السطحية والجوفية مما يجعلها غير صالحة للاستخدام. وينقل الفحم بواسطة شاحنات مغطاة ويصدر غازات نشطة لأن المادة الأولية له مادة كيميائية نشطة باستمرار ولا ينتهي نشاطها حتى بعد حرقها كما لا تستقر مكوناته كيميائيا.. ويعتبر حفظه بمثابة تخزين متفجرات وقنابل موقوتة، فإن تخزينه عملية معقدة ومكلفة لذا فإن توريده من المطحنة مباشرة إلى أفران الاحتراق أمر ضروري ولكن غير قابل للتنفيذ عمليا، لذا فإن تخزينه يسقط الجدوى الاقتصادية من استخدامه، خاصة أن الغازات المتصاعدة عنه تصعب السيطرة على مخرجاتها وأبخرتها المتصاعدة من فوهات الأفران كونها تجري تحت درجات عالية جدا، لأن لها تأثيرات بالغة الخطورة على صحة الإنسان بالدرجة الأولى وعلى البيئة بجميع جوانبها. وناقشت الدراسة الآثار السلبية لاستخداد الفحم على الحيوانات لتتعرض لمعظم الأمراض التي تصيب الإنسان بسبب تلوث الهواء، وقصور نمو النباتات وتغيير لونه ونقص المحصول، وينتج ذلك عن عدة عوامل منها نقص كمية الضوء التي تصل إلى النبات نتيجة لوجود الجسيمات الدقيقة في الجو ونتيجة لترسبها على أوراق النبات، الأمر الذي يؤدي إلى انسداد مسام الأوراق. كما تسبب الغازات حمضية التفاعل ومنها ثاني أوكسيد الكبريت أضرارا على النبات. وعن أثر تلوث الهواء على المناخ، فإن طبقة الأوزون تقوم بدور أساسي في امتصاص الأشعة فوق البنفسجية التي تضر بالحياة على الأرض، ويؤدي إتلاف طبقة الأوزون إلى آثار ضارة على الصحة البشرية مثل زيادة معدل الإصابة بسرطان الجلد وإتلاف النباتات وزيادة درجة الحرارة، وحدوث الأمطار الحمضية. ويعد الفحم أكثر أنواع الوقود إنتاجا لغاز ثانى أكسيد الكربون، الذي يعد من أهم الغازات المتسببة في ظاهرة الاحتباس الحرارى والتغير المناخى، كما أنه يضاعف التأثير الضار لملوثات الهواء. ودعا الطاهر نقابة الأطباء والمهتمين بشئون البيئة وصحة الإنسان إلى رفع دعوى قضائية عاجلة ضد قرار الحكومة باستخدام الفحم لتوليد الطاقة، وإلزام الحكومة بالبحث عن مصادر أخرى للطاقة النظيفة والمتجددة.