في إطار التعاون بين جامعة القاهرة وجامعة نيوكاسل بالمملكة المتحدة البريطانية في مجال البحث العلمي نظمت كلية الهندسة جامعة القاهرة ورشة عمل تحت عنوان تكامل تقنيات الطاقة المتجددة بالمناخ الحار الجاف في المناطق والمباني العمرانية بمحافظة أسوان، وبحضور المحافظ مصطفي يسري والدكتور أحمد عابدين أستاذ العمارة والتحكم البيئي بجامعة القاهرة والدكتورة سحر عطية أستاذ العمارة بكلية الهندسة جامعة القاهرة والدكتور طارق وفيق وزير الإسكان الأسبق وبمشاركة كوكبة من الإستشارين والمهندسين المعنيين بمجال الطاقة الجديدة والمتجددة بمختلف التخصصات والجهات
حيث أكد محافظ أسوان مصطفي يسري أن الاعتماد علي مصادر الطاقة المتجددة في توفير الطاقة بمختلف أنواعها ولا سيما الكهرباء يعد الحل الأمثل لمواجهة مشكلة نقص الكهرباء التي أصبحت من أهم التحديات التي تواجه المسئولين في الفترة الحالية,
وأوضح أن أسوان قد منحها الله موقع جغرافي متميز يجعلها تقع في قلب الحزام الشمسي وبذلك فإنها تعد من أغنى المناطق فى العالم بالطاقة الشمسية كما أنها نظراً لوقوعها فى منطقة الإقليم المدارى الجاف فهى تتمتع بشمس ساطعة طوال أيام السنة مما يجعلها تمتلك ثروة هائلة من طاقة الشمس التى يجب العمل على استثمارها وإستغلالها بالشكل الأمثل خاصة أنها صديقة للبيئة ولا تسبب أى أضرار أو ملوثات بيئية أو سمعية أو بصرية قد تؤثر بالسلب على صحة الإنسان أو البيئة المحيطة به.
وأشار مصطفى يسرى بإن هذا الملتقي العلمي يأتي في توقيت أصبحت فيه أسوان قبلة للعديد من مشروعات الطاقة المتجددة والتى علي رأسها المحطات الشمسية التى تعمل بنظام التخزين الحرارى أو الخلايا الفوتوفولطية ، حيث تستعد وزارة الكهرباء فى إنشاء أضخم محطة توليد كهرباء باستخدام الخلايا الشمسية بقرية فارس غرب كوم امبو بقدرة 20 ميجا وات باستثمارات 315 مليون جنيه لتضاف هذه الطاقة إلي الشبكة القومية الموحدة , لافتاً إلى أن مثل هذه المشروعات ستوفر الآلاف من فرص العمل المباشرة والغير مباشرة وهو الذى يساهم بدوره فى مواجهة غول البطالة التى يعانى منها الكثير من ابناء المجتمع وخاصة الشباب.
وأضاف محافظ أسوان أن هذا المشروع يعد البداية التى ستفتح الباب أمام القطاع الخاص لاستثمار الطاقة الشمسية بإنشاء محطات شمسية أخري تساهم في توفير كميات كبيرة من الكهرباء يمكن استغلالها في تشغيل العديد من المشروعات الضخمة التي تساهم بدورها في تقدم ونهضة الوطن.
ومن جانبه، أكد الدكتور أحمد عابدين أن الهدف الرئيسي من هذه الورشة هو توفير فرص لتحقيق التواصل وتبادل الآراء والأفكار والخبرات والأبحاث بين هذه كوكبة المشاركين الذي يصل عددهم إلي 50 مهندس وإستشاري منهم 5 ممثلين من جامعة نيوكاسل وبالتالي تحقيق التقدم المنشود في مجال الطاقة المتجددة وكفاءة الطاقة.
وأشار عابدين أنه نظراً لأن العمران في المناطق والمدن الجديدة يعتمد بشكل أساسي علي الطاقة كأحد ركائز الخدمات الأساسية بها فنحن في حاجة ماسة إلي أن يكون المهندسين بمختلف تخصصاتهم من المعنيين بإنشاء مثل هذه المباني علي أدارك تام بمعني الطاقة المتجددة وأنواعها المختلفة وكيفية عملها وفوائدها واستخداماتها واقتصادياتها المختلفة وتأثيراتها البيئية سواء الإيجابية والسلبية حتي يستطيع أن يتجه بعلمه ودراسته لتوفير الحلول اللازمة معمارياً وإنشائياً لتحقيق التكامل بين استخدامات الطاقة المتجددة والاستخدامات التقليدية للمباني الجديدة بشكل عام.
كما أضاف عابدين بأن هذه الورشة مستمرة لمدة يومين يتم فيها عمل جلسات صباحية ومسائية لمناقشة أكثر من 13 بحث في مجال الطاقة المتجددة تدور أهم محاورها حول تطبيقات استخدام الطاقة المتجددة ودمج أنظمة الطاقة المتجددة في تصميمات المباني والفراغات العمرانية وتحسين كفاءة الطاقة في المباني والمناطق العمرانية بالإضافة إلي الجوانب السياسية والاقتصادية في استخدام الطاقة المتجددة والفرص المتاحة لاستخدامها.