سامي عنان كان أول مرشح بدأ تجهيز نفسه لانتخابات الرئاسة بمساعدة ابنه سمير، وجوزيف نسيم، أمين منظمة شباب حزب "الجبهة"، نجل تاجر الذهب جورج نسيم. استأجر "جوزيف" شقة بالدور الأول في 20 شارع "عائشة التيمورية" ب"جاردن سيتي" لتكون مقر اللجان الإليكترونية لحملة سامي عنان، وفي الدور الأرضي بالعمارة نفسها تم افتتاح أحد محلات جورج نسيم للذهب، ولمَّ فيها مجموعة من شباب حزب "الجبهة" المُنشقين عن أسامة الغزالي حرب للعمل باللجان، وطبع لكل منهم "كارنيه" يحمل اسمه ك"باحث بمركز مصر للدعم السياسي".
مركز "مصر" للدعم السياسي، الذي يرأس مجلس إدارته سمير سامي عنان، لم ينشرْ دراسة أو بحث منذ إنشائه بداية الصيف الماضي، ولم يتعاقدْ مع مرشح رئاسي أو حزب لدعمه، ليس له أي إنتاج، ولم يعقد إلا ندوة واحدة تم افتتاح المركز فيها، واختفى من الساحة تماما، والحقيقة إن المركز مجرّد "فاترينة" تختبئ ورائها اللجان الإليكترونية للفريق سامي عنان استعدادا لخوضه انتخابات الرئاسة.
"عنان" يدفع لأفراد اللجان الإليكترونية أكثر من أي مرشح آخر، حيث إن راتب الفرد 3000 جنيه شهريًا، وجذب في بداية الحملة جوزيف مجدي، ومحمد فرج - مؤسسي حملة "دعم الجيش" - للعمل ضمن حملته الانتخابية، وحَرْقِ خصومه (سياسيًا) حتى إن الحملة ردت على إسراء عبدالفتاح حين هاجمت "عنان" بنشر أخباء عن امتلاكها لمحل عطور في "دبي"، وهاجم محمد فرج، المتحدث باسم "دعم الجيش"، أحمد ماهر، مؤسس حركة "6 أبريل"، وهدده ب"فتح الملفات القديمة" لأنه رفض دخول "عنان" الانتخابات.
حين أعلن سامي عنان ترشحه للرئاسة من "مرسى مطروح" أعدَّت لجانه الإليكترونية تقريرًا عنوانه "رصد إليكتروني بعد إعلان الفريق ترشحه للرئاسة.. وتوصيات" جمعت فيه اعتراضات النشطاء على "عنان"، وقدمت توصيات منها: "صحفيون ونشطاء خطر على الفريق: محمود سعد، إبراهيم عيسى، عبدالله كمال، عصام كامل، محمد الباز، ياسر بركات، حازم عبدالعظيم، محمود بدر، أحمد ماهر، إسراء عبدالفتاح.. أسماء مبدئية يجب التعامل معهم من خلال تشويههم على الفيسبوك، وفي محافظاتهم الأصلية باتهامات أخلاقية تمس السمعة".
من بين ملاحظات نشطاء "تويتر" و"فيسبوك"، التي وردت بالتقرير، تورط سامي عنان في مجزرة بور سعيد (مجزرة أولتراس أهلاوي)، وكتب أمامها مُعدّ التقرير: "ملحوظة: الرد المتوفّر في (كلمات ذهبية) لا يمت للأزمة بصلة، ولكنه يقارن بين عدد القتلى في فترة حكم السيسي، والقتلى في فترة حكم المجلس العسكري فقط".
وأمام ملاحظة آخرى تقول "يرى النشطاء إن الولاياتالمتحدة تحرك عنان".. كتب مُعدّ التقرير: "الرد غير متوفر في (كلمات ذهبية)".
و"كلمات ذهبية" هي مجموعة أوراق (تشبه ملازم الثانوية العامة)، وتحمل ردًا على جميع التهم الموجهة لسامي عنان بدءًا من فترة توليه منصب "رئيس أركان الجيش المصري" وحتى تقديم استقالته ل"مرسي"، منحها جوزيف نسيم لأعضاء اللجان الإليكترونية الذين يملكون بروفايلات (مضروبة) على "فيسبوك" و"تويتر" للرد على أعداء "عنان" ردودًا موحَّدة.
تقارير اللجان الإليكترونية يتم توصيلها لمكتب سامي عنان ب"الدقي" عن طريق شبكة إليكترونية تربط شقة "جاردن سيتي" بشقة أخرى خاصة بحملة "الفريق" أمام السفارة السنغافورية.. وتقوم الشبكة بعمل "باك آب" - استعادة - لملفات التقارير على أجهزة بمكتب "عنان" بشكل يومي.