نشرت صحيفة التايم مقالا اوردت فيه ان الليبراليون والعلمانيون يشعرون بالغضب الشديد من قرار اصدرته جماعة الاخوان المسلمين في مصر هذا الاسبوع بترشيح خيرت الشاطر في الانتخابات الرئاسية التي ستجرى الشهر المقبل. حتى العديد من أعضاء وقادة جماعة الإخوان المسلمين هي نفسها غاضبة من القرار، وهو انعكاس 360 درجة عن تعهدها منذ فترة طويلة على البقاء بعيدا عن السباق الرئاسي. الملفت للنظر، ان تقارير صحيفة نيويورك تايمز أن المسئولين بامريكا "لا يزعجهم الامر و متقائلين بتراجع الجماعة عن تعهدها بعدم الترشح للرئاسة". تعرض المقالة القصيرة عن مدى تغيير المشهد السياسي منذ أيام عندما علقت الولاياتالمتحدة آمالها على نظام مبارك أن يسجن أمثال الشاطر، تورد تقارير تايمز أن مرشح الإخوان على اتصال منتظم مع آن باترسون سفير الولاياتالمتحدة, كما أشاد مسؤولون أمريكيون باعتداله وذكاءه و فعاليته. الممول المليونير الذي يبلغ 62 عاما ينظر اليه على انه براجماتي و متمدن ، مكرس لإحياء الاقتصاد المصري المحتضر بدلا من السعي الى مواجهة مع إسرائيل أو الولاياتالمتحدة. وبطبيعة الحال، فإن جماعة الإخوان تمثل بديلا جذابا بالمقارنة مع السلفيين الأكثر تطرفا الذين برزوا في مرحلة ما بعد مبارك السياسة. من دون وجود مرشح جماعة الاخوان المسلمين في السباق، يخشي بعض المسؤولين من أن حازم صلاح أبو اسماعيل، الذي يتمتع بقبول جماهيري يطمح للرئاسة السلفية و يتحدث عن محاكاة النظام السياسي الإيراني الثيوقراطي وإنهاء معاهدة السلام مع إسرائيل، يمكن أن ينتج مفاجأة. أعطى استطلاع أجري من قبل الأهرام قبل انضمام الشاطر الي السباق المرشح السلفي نحو 22 في المئة من الاصوات. و حصل النموذج الإخواني الأكثر ليبرالية، عبد المنعم ابو الفتوح - الذي طرد من الحركة عندما اعلن عن نيته للترشح للرئاسة بنسبة حوالي 8٪، في حين الاسلامي الآخر المعتدل، محمد سليم العوا نال حوالي 4٪. و كان المرشح الرئيسي في هذا الاستطلاع، مع 33٪، العلماني، وزير الخارجية الرئيس السابق مبارك عمرو موسى (الذي لا يزال يتمتع بشعبية لإرثه من تحديه العلني لسلوك اسرائيل والولاياتالمتحدة في الشرق الأوسط، وأحيانا الانزعاج من رئيسه ). الأكثر أهمية، برغم ذلك، هو حقيقة أن الاستطلاع أظهر أيضا أن 58٪ من الناخبين يفضلون مرشح الاسلاميين: إذا كان المجال بدون الشاطر سيذهب الى جولة الاعادة، كما توضح الأرقام , فإن السلفيين ستكون في أول المنطلقين. وهذه نتيجة غير مستساغة لجماعة الإخوان المسلمين لأنه سيكون الى واشنطن و المجلس العسكري. وكانت جماعة الاخوان وعدت سابقا بالبقاء بعيدا عن السباق الرئاسي من أجل طمأنة لاعبين آخرين على الساحة السياسية في مرحلة ما بعد الرئيس مبارك أنها لن تسعى لترجمة شعبيتها إلى احتكار السلطة. لكن قادتها - ربما اغلبهم - يعتقدون بأن القرار كان وصفة لانتزاع الهزيمة من فكي الانتصار في سباق جماعة الإخوان المسلمين السياسي الرئيسي، وهي ليست مع العلمانيين أو السلفيين، ولكن مع المجلس الاعلي للقوات المسلحة الذي سعى للحفاظ على تفوقه السياسي في نظام ما بعد مبارك. واعتبر كثيرون في مصر قرار جماعة الإخوان المسلمين رد فعل مذعور بسبب مخاوف من أن الجنرالات قد تستخدم الانتخابات باعتبارها فرصة لوضع واحد على أقوى منافسيها بعد – انتشار الشائعات في الآونة الأخيرة في القاهرة حول احتمال وجود عمر سليمان في انتخابات الرئاسة ، رئيس الاستخبارات السابق لمبارك. و بدلا من ذلك، يمكن أن يضع المجلس ثقلها العسكري الذي لا يستهان به وراء مرشح وطني أكثر شعبية مثل موسى.