إعلان حمدين صباحي، مؤسس التيار الشعبي، ترشحه للانتخابات الرئاسية 2014، كانت بمثابة القشة التى قسمت ظهر البعير، حيث دفع ذلك الأمر إلى تقسيم كلًا من القوى السياسية والثورية وحملة تمرد وبعض الأحزاب والشخصيات العامة إلى فريقين وإعلان ممول حملته فى الانتخابات الرئاسية 2012 تأييده لمنافسه المشير عبد الفتاح السيسي، ورغم الاعتراضات على ترشحه، إلا أن هناك معارضين له يرون أن بخوضه سباق الرئاسة يدعم العملية الديمقراطية وإيجاد التنافس الحر. إنقسمت القوى السياسية والثورية بعد أن توحدوا عقب ثورة تعديل المسار 30 يونيو، حول ترشحه للانتخابات واسم الحملة التي اختارها صباحي "مرشح الثورة"، والتي قد اختلف عليها القوى الثورية ومنها "6 إبريل، وحزب المساواة والتنمية، وائتلاف ثوار مصر" بسبب مواقفه الأخيرة وشعورهم بأنه يتعالى عليهم ويتجاهلهم، مرورًا بقيادات تمرد، التي نالت جزء من تلك الانقسامات، حتى وصل بهم الأمر إلى تقسيمهم لفريقين الأول يدعم ترشح المشير عبدالفتاح السيسى والآخر يدعم حمدين صباحي.
وتعدى الأمر إلى إعلان 50 قيادة بحركة تمرد، على رأسهم المتحدث الإعلامى باسم الحركة حسن شاهين والأمين العام للحركة محمد عبد العزيز، دعمهم لصباحى فى الانتخابات القادمة، مع استمرارهم فى الحركة، إلا أن المكتب المركزي للحركة قرر تجميد عضويتهم، ولم تتوقف حركة الانقسامات إلى ذلك فقط بل وصل إلى منسقى الحملة بالمحافظات وعلى رأسهم عبد العزيز الفضالي، منسق حملة تمرد بمركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية، والذي حلّ حملة تمرد بالمركز رسميًا، وأعلن انفصالها عن المكتب السياسي لحملة دعم المشير السيسى رئيسًا للجمهورية، وترك الحرية لجميع أعضاء حملة ميت غمر في اختيار من يمثلهم بالانتخابات الرئاسية.
ولم يسلم التيار الشعبي، والذى أسسه صباحي، من تلك الانقسامات، فقد شهد التيار بالدقهلية، حالة من الانقسام بين ترشح صباحي والسيسي، بعدما أعلن عدد من أعضاء التيار بقرية سلامون القماش التابعة لمركز المنصورة وقرية بهوت التابعة لمركز نبرو هو مركز بلقاس وشربين وعدد من أعضاء التيار بقرى السنبلاوين عن تأييدهم للمشير عبد الفتاح السيسي ورفض ترشيح حمدين صباحي.
بينما تناثرت آثار تلك الانقسامات إلى تيار الطرق الصوفية، والذي يضم حوالي 5 ملايين مواطن، فهو يمثل التيار الأكبر في شريحة القوى السياسية، ففي الوقت الذي أعلنت فيه القوى الصوفية دعمها للمشير السيسي، أعلن قطاع الشباب تأييده لصباحي رغم إعلان محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفي، خلال بيان رسمي عن تأييد ودعم السيسي وزير الدفاع حال ترشحه في الانتخابات الرئاسية المقبلة، تقديرًا لدوره عندما انحاز لمصر وأنقذها في ثورة 30 يونيو، من كارثة محققة.
انقسام بين التيار الشعبي بسبب ترشحه للرئاسة ومن جهته، قال المخرج خالد يوسف، عضو مجلس أمناء التيار الشعبي، وممول حملة صباحي في الانتخابات الرئاسية 2012، في تصريحات صحفية، إن المجلس هو المسؤول عن ترشح حمدين صباحي للرئاسة من عدمه، لافتًا إلى أن هناك اتجاه داخل التيار أحدهما مدعم ترشح حمدين والآخر ضد ترشح صباحي للرئاسة، مؤكدًا أن تلك الخطوة تشق الصف الثوري، ومشددًا على أن التيار الشعبي لم يحسم قراره لدعم حمدين وأن هناك أصواتًا كثيرة داخل التيارتعارض ترشحه.
وأوضح نجيب جبرائيل، رئيس الاتحاد المصري لحقوق الإنسان، أنه لن يتأثر أقباط مصر بترشح أي من الشخصيات التي تسعى للحصول على كرسي الرئاسة؛ معللًا ذلك بأن هناك دستور يحكمنا ولا يملك أحد أن ينزع حق المواطنة عن أى شخص سواءًا أكان مسلمًا أو مسيحيًا.
وأضاف جبرائيل، ل"الفجر"، أن ترشح صباحى شأنه شأن أي مرشح آخر، مؤكدًا أن الشعب سيقول كلمته بمن يتمتع بشعبية كبيرة.
أبو حامد: أتوقع ظهور مرشحين اكثر شعبية من "صباحي" وتوقع محمد أبو حامد، النائب البرلماني السابق، ظهور مرشحين للانتخابات الرئاسية لديهم شعبية أكثر من صباحي تجعل المنافسة تشتعل، لافتًا إلى أن أي مواطن ينطبق عليه الشروط القانونية والدستورية له مطلق الحرية فى الترشح، مطالبًا مرشحي الرئاسة بالتخلي عن المراهقة السياسية والتجارة بالشعارات.
وانتقد أبو حامد، حمدين صباحي، قائلا ل"الفجر", "يمارس المراهقة السياسية, ويظن أنه يمثل الثورة والشباب والخبرة التي تؤهله لرئاسة مصر، وهناك العديد من الشباب والتيارات السياسية لا يعبر عنها صباحي"، موضحًا أن صباحي بالنسبة له مجرد "ظاهرة إعلامية".
وأكد أبو حامد، أن ترشح صباحي مجرد "مناورة سياسية" على أمل أن يحصل على منصب أو مكسب سياسي ولكنه يعلم جيدًا أن فرصته بالفوز تكاد تكون منعدمة, قائلا: "أعتقد أنه سوف ينسحب من الانتخابات الرئاسية قبل موعد غلق باب الترشح".
جمال زهران: "صباحي" يمتلك رصيد لدى الشعب يجعله قادر على المنافسة وأشار الدكتور جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية وعضو التيار الشعبي، إلى أنه من حق صباحي الترشح للانتخابات الرئاسية، قائلا: "أنا من الناس اللي شجعوه للترشح للانتخابات الرئاسية، رغم أن موقفي من دعمه مختلف، ولكن صباحي يمتلك رصيد لدى الشعب يجعله قادر على المنافسة".
وأكد زهران، ل"الفجر"، أن ما يميز صباحي رصيده الشعبي، الذي يقترب من ال5 مليون صوت، مشيرًا إلى أنه رصيد كافي يمكن الاعتماد عليه لخوض الانتخابات الرئاسية، بغض النظر عما حدث فى الانتخابات السابقة وعدم وصول صباحي لجولة الإعادة فى انتخابات 2012، واستنكر زهران مغازلة صباحي للإخوان المسلمين، معتبرًا أن ذلك معاداة للشعب المصري.
القوى الصوفية: "صباحي" خارج حسابتنا.. ولن ندعمه في الرئاسة وقال الشيخ علاء أبو العزايم، شيخ الطريقة العزمية المنتمي للطرق الصوفية، إنه إذا ترشح السيسي، على صباحي أن يبتعد عن المشهد تمامًا، موجهًا رسالته لصباحي، بالقول: "أنصحك بعدم الترشح لأنك لن تفوز في الانتخابات".
وأكد أبو العزائم، ل"الفجر"، أنه لا يجوز مقارنة صباحي بجمال عبد الناصر، مؤكدًا أن عبد الناصر كان عملاقًا وشخصية تاريخية.