أكدت دراسة أميركية حديثة إمكانية رصد حجم تفشي إدمان المخدرات أو إنتشار فيروس نقص المناعة البشرية "HIV" في مكان ما عبر متابعة المشاركات التي يتم نشرها على الشبكات الإجتماعية، خاصة شبكة "تويتر".
وقام فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا باستخدام "تويتر"، كمثال على وسائل الإعلام الإجتماعي التي ينشر بها مشاركات تعبر عن واقع المستخدمين، لرسم خرائط بمناطق يتوقع إصابتها بالأمراض الناتجة عن الإتصال الجنسي إضافة إلى المناطق التي يكثر فيها الإدمان بالمخدرات.
وجمع الباحثون أكثر من 550 مليون تغريدة في الفترة ما بين أيار كانون الأول 2012، وقاموا بتطوير خوارزمية لإيجاد الكلمات والعبارات التي تدل على إمكانية تعاطي مستخدمها للمخدرات أو قيامه بسلوكيات جنسية قد تنطوي على مخاطر. وتتبعت الخوارزمية كلمات مثل "جنس" و"تعاطي" و"مخدرات"، إضافة إلى مصطلحات تستخدم أيضاً للدلالة على تعاطي المخدرات أو القيام بسلوكيات جنسية خاطئة.
وقارن الفريق البحثي الخريطة التي قاموا برسمها لمناطق أميركية استنتجوا انتشار فيروس نقص المناعة البشرية أو انتشار تعاطي المخدرات بها، عقب تحليل التغريدات، بخريطة تم إنشاؤها من بيانات واقعية، ووجد تطابق كبير بين الخريطتين.
وأكد الباحثون في الدراسة، التي تم الكشف عنها مؤخراً، عبر دورية "journal Preventive Medicine" العلمية، أن "البيانات الكبيرة التي يتم تداولها عبر وسائل الإعلام الإجتماعي لا تستخدم فقط في رصد المخاطر عن بعد، ولكن يمكن استخدامها على نحو واسع في التنبؤ بتلك المخاطر".
وأضاف الباحثون أن "باستخدام الخوارزميات المناسبة ومراقبة التغريدات والمشاركات على الشبكات الإجتماعية يمكن رسم خرائط بالأماكن التي قد تتعرض لمعدل كبير من الإصابة بالأمراض المرتبطة بالسلوكيات الجنسية الخاطئة أو بالأكن التي قد تنتشر المخدرات بين سكانها".
يذكر أن دراسة سابقة كانت قد أكدت إمكانية استخدام "تويتر" لإنشاء خدمة للكشف المبكر عن إنتشار العدوى الفيروسية وأمراض مثل الإنفلونزا، ولرسم خرائط بتلك المناطق المصابة عبر تتبع تغريدات مستخدمي الشبكة الإجتماعية.