ثمانية مجامع فرعية أجتمعت بشكل سرى للأتفاق على تفاصيل المشروع والسنودس يفصل فى القرار شهر أبريل المقبل حالة من الجدل أخترقت جدار الصمت داخل الكنيسة عقب أعلان سنودس النيل الأنجيلى عن البت فى مقترح رسامة المرأة (قسيسة) بشكل رسمى شهر أبريل المقبل بناء على قرار مجمع القاهرة (أحد أكبر المجامع) مؤخرا بأحقية المرأة فى تولى رتب الكهنوت مثلها مثل الرجل ..حيث نظمت المجامع الأنجيلية الثمانية فى مصر سلسلة أجتماعات لها طابع السرية للأتفاق حول تفاصيل المشروع وأبعادة وردود الأفعال عليه.. الأمر الذى يعد بمثابة تحطيما للتابوهات و القيود التى حرمت المرأة طيلة السنوات الماضية من تولى المناصب القيادية بالكنيسة بالرغم من عدم وجود نصوص صريحة تمنع ذلك .
ومن جانبه أوضح القس صفوت البياضى(رئيس الطائفة الأنجيلية) فى تصريحاته(للفجر) أن الفكرة مطروحة منذ عدة سنوات وتم تأجيل مناقشتها نظرا للظروف السياسية المتقلبة والكتاب المقدس لا يحرم رسامة المرأة فى رتب الكهنوت لأن الله ساوى بينها وبين الرجل فى العقيدة المسيحية والعذراء مريم والعديد من القديسات كانوا سيدات عفيفات .
وقد أعطى الدستور الجديد الحق للمرأة فى تولى المناصب العليا مثل القاضية والوزيرة وهناك داعيات أسلاميات يقومون بأدوارهن على أكمل وجه فى تعليم أصول الدين .
وأكمل..أن الكنائس فى الخارج سمحت للنساء بتولى مناصب قيادية مثل قسيسة وأسقف عام ففى اندونيسيا تلتزم الكنيسة برسامة مرأة واحدة بين كل رجلين كما سبقتنا الولاياتالمتحدةالأمريكية فى تعيين قسيسات منذ أكثر من 20 سنة وبالفعل أثبتن تميزهن بشكل صريح .
وحول أسباب طرح الموضوع للمناقشة على مائدة السنودس أكد البياضى أن نسبة السيدات المصليات فى الكنيسة تتخطى ال50 % أى تتجاوز عدد الرجال المواظبين على الحضور وهو ما يدفعنا لتعيين قسيسات وخادمات يستطيعون التعامل مع المصليات وأرشادهن روحيا وأجتماعيا بصورة أفضل الى جانب وجود عجز فى نسبة الرجال المناسبين لتولى المنصب فى بعض المناطق فيكون البديل الأمثل هو اللجوء للمرأة للقيام بهذا الدور.
وأكد البياضى أن البابا الراحل شنودة الثالث سبق ورسم سبعة شماسات(خادمات مكرسات) من كبار السن وعندما سألة عن السبب داعبة قائلا(أخترتهم كبار فى السن عشان محدش يعلق عليهم).
وأضاف أنه تعرض لحملة أنتقادات واسعة من التيارات الأصولية التابعة لبعض الطوائف الأخرى لكن الكنيسة الأنجيلية لن تتراجع عن ما تؤمن به طالما تناقش القرارات بشكل ديمقراطى بالتوافق بين أعضاء السنودس والشعب ولذلك فلن يتم رسامة قسيسة الا بعد موافقة مجلس أدارة الكنيسة التابعة لها خاصة فى بعض المناطق التى تسود فيها الأعراف القبلية بالصعيد ..كما سبق وخاضت الطائفة معركة سنة 91 لرسامة المرأة فى منصب (شيخة) أو معلمة ولاقى الأقتراح رفضا كبيرا مما دفع البياضى لتهديد المعارضين بتحريض كل السيدات على مقاطعة القداسات وعدم الذهاب للكنيسة فى أطار النضال اللاعنفى وهو ما جعلهم يضطرون للموافقة ويعلنون تأييد القرار.
وفى سياق متصل قال القس رضا ثابت (رئيس السنودس الأسبق بالكنيسة الأنجيلية) أن مجامع الكنيسة الفرعية أجتمعت مؤخرا عدة مرات بشكل غير رسمى لمناقشة الفكرة من أساسها وذلك بعد أصدار مجمع القاهرة(أحد أكبر المجامع فى مصر) قرارا بأحقية المرأة فى تولى رتب الكهنوت ولكن سيجتمع السنودس العام بشكل رسمى فى شهر ابريل للبت فى القرار والموافقة عليه أو رفضه تكون بناء على أغلبية الأصوات (1+50) من أجمالى أعضاء المجلس.
وعن شروط ترشيح المرأة لمنصب(قسيسة) أوضح ثابت أن الأمر يكون بالأنتخاب المباشر بواسطة مجالس أدارات الكنائس ويجب أجتيازها الدراسة فى كلية اللاهوت و أن يكون لها نشاط أجتماعى ومشهود لها بالتقوى والصلاح والا يزيد عمرها عن 45 سنة لافتا الى أن الكنيسة الأنجيلية معروفة بدورها الرائد فى الفكر التنويرى لذلك تريد أن تضرب مثلا يحتذى به فى تقدير المرأة أمام المجتمع .
فى حين اشار القس رفعت فكرى ( رئيس مجمع الأعلام والنشر بالسنودس) الى أن القضية فى الأساس ترتبط بعادات وتقاليد نعمل على تغييرها وفقا لروح ثورة 30 يونيو التى منحتنا الحرية ومن هنا أتجهنا لتطبيق هذه المفاهيم السامية داخل كنيستنا حتى نمحى أى معالم للتمييز المجتمعى الذى لازال يمارس ضد المرأة والمرتبط بثقافة ذكورية نعمل على تغييرها .
وعن مجالات عملها..أكد أن الأمر يمكن أن يقتصر على تعيين (القسيسات ) فى وظائف بعيدة عن الكنيسة مثل التدريس فى كليات اللاهوت و خدمة المستشفيات التابعة للطائفة و المشورة الأسرية حتى يعتاد عليها الشعب .
كما تقدمت سيدة واحدة تدعى أن أميل بأوراق ترشحها لهذا المنصب الى أدارة الطائفة بينما لم يتم الأعلان عن مرشحات أخريات قبل صدور القرار المباشر من مجمع السنودس العام.