الحرية هى أحدى أهم الأعمدة التى تقوم عليها دولة المواطنة الحقيقية، و لابديل لها تحت أى مسمى فى دولة المواطنة، و الأغلبية من الشعب المصرى يعتبر أن الحرية ما هى إلا مجرد كلمة بلا معنى، شكل بلا لون فى مجتمع تتفشى فيه الأمية و الجهل الفكرى بنسبة كبيرة، و يندر فيه حرية المراة، و يتغلغل فيه المرض من كل صوب و حد، و يتخرج من جامعاته و مدارسه أنصاف المتعلمين، وفى النهايه يحكمه مجموعة من الطغاة الجبابرة لا يؤمنون بتلك القيمة و يعملون بشتى الطرق على إيهام الشعوب بإن الحرية لشعب غير ناضج تعنى الفوضى، و ربما وصفوها البعض منهم بانها رجس من عمل الشيطان،أعوذ بالله و من هذا المنطلق فكل مبادرة تسعى إلى الحرية يكون مصيرها قبور النسيان بسبب سطوة الحكام وانصارهم و كل صوت يتجرأ على ان ينادى بها يكون مصيره قطع اللسان، أو تغيب العقل فيصبح صوت الحرية نشاذاً، فى دولة أصوات النشاذ و المداهنين و الخاضعين. ومن ثم نرى أن القائمين على حماية حريات الأنسان هم أول من ينتهكون الدستور و القانون الذى تنادى مواده بحرية الأنسان، و القائمين على حماية النظام هم أول من يعملون على فساد النظام العام لصالحهم، و أول من يعملون على تفكيك كيان الدولة، و أول من ينتهكون حرمات و حريات الأخرين. و على الرغم من أن المواثيق الدولية و الاقليمية لحقوق الانسان تؤكد على أن "الناس يولدون أحراراَ، متساوين فى الحقوق و الكرامة، و العقل و الضمير و أن يتعاملوا مع بعضهم البعض بأخوة و تعاون" إلا أننا نجد تلك القيم النبيلة للحريات و حقوق الإنسان ما هى إلا شعارات تذكر فقط أمام وسائل الإعلام و المؤتمرات و الندوات، بينما لا تجد لها تطبيقاً و أقعياً فى مصر، ومن ثم أصبحت دولتنا هى دولة العبيد لا دولة المواطنة، و يرجع ذلك لإن الحرية غائبة، وإن غابت شمس الحرية عن الشعب ، فا علم يامصرى أنك تعيش فى سجن كبير، سجانيه يحملون فى يدهم اليمنى كرباج و فى اليسرى رغيف الخبز. ويطرح ذلك سؤال هام فى دولة المواطنة، هل أنا مواطن مصرى حر؟ و إذا كانت إجابتك بنعم، فمعنى ذلك انك مواطن تشعر بكرامتك فى بلدك ، و بوجودك كإنسان، و انك تأمن على نفسك و مالك و عرضك من غير قبض عشوائى أو أعتداء عليك، أو إمتهان لمشاعرك إلا فى حدود القانون، سؤال للمواطن المصرى: هل الدولة المصرية تحترم القانون؟ و إذا كنت حقاً مواطن مصرى حر فهذا يعنى أنك مواطن تتمتع بحرية الفكر و الرأى و إعتناق الأراء دون تدخل من أى بشر، وسائل الأعلام متاحة و هى منابرك لتعبر عما تشاء فى دولة المواطنة، سؤال هل الدولة المصرية تحترم حرية الفكر و الرأى؟. و أذا كنت مواطن مصرى حر، فانت لديك حرية التملك فى أى بقعة فى وطنك و العمل و التنقل. و السؤال هل الدولة المصرية تمنحك حرية التملك و العمل و إقامة المشروعات؟ فى النهاية إذا كانت إجابتك بنعم على كل ما سبق فانت فى دولة المواطنة المصرية، و إذا كانت إجابتك بلا، فا علم أنك فى دولة العبيد! فهل أنت عبد أم مواطن مصرى حر؟