- ألو .. لو سمحت الحقونا في شباب فوق الجبل هيموتوا من العاصفة الثلجية ومش عارفين ينزلوا .. - أكيد يا أفندم .. احنا معاك لخدمة السياحة .. الطيارة هتخرج حالا .. هما من بلدان ايه ؟ - هما مصريين ولاد بلدنا .. بسرعة بقا هيموتوا .. - ممممم .. آسف يا أفندم .. الطيارة بتحتاج تصريح .. والتصريح بياخد 10 أيام .. احنا اسفين . - ابوس ايدك هيموتوا .. أخويا معاهم .. طب هندفعلك اللي انت عايزو بس الحقوهم . - طيب هنطلع اتنين بدو يدوروا عليهم ويحاولوا يساعدوهم .. مفيش في ايدنا الا كده دلوقتي .. لازم القيادة تبعتلنا .. احنا معندناش أوامر.. اللي مات مات . - تييييت .. تييييييييت .. تيييت .. تم إغلاق السكة .
وأنت تقرأ في هذه اللحظة .. تخيل أن ابنك أو أخوك أو أختك هي المفقودة فوق الجبل في الجليد وتنتفض وروحها تهتز بداخلها وتقول :"الحقوني .. هموت" .. وتبكي وهي تشاهد أصدقائها بجانبها وأرواحهم تخرج منهم واحدا تلو الأخرى .
وانظر بعينيك إلى المشهد الآخر لمبارك وهو يأتي مستلقيا على ظهره في سرير على طائرة قوات مسلحة فخمة وهو متهم بقتل أخوتنا..
ويخرج "المواطنون الشرفاء" ليرددوا ما حفظوه في القنوات :"هما ايه اللي وداهم" .. "شباب وبنات سوا اكيد كانوا بيعملوا اجة غلط" .. "اوعى تشتم جيش البلد" .."الطيارة معرفتش تدخل" .. "ايه سفرهم في السقعة" .
لن أقول غير جملة واحدة .. "حسبنا الله ونعم الوكيل" ..
وتبقى جملة المشير السيسي هي الجملة الواضحة في هذا المشهد "انتوا مش عارفين انكم نور عنينا والا ايه؟!"