تنظم "ناشونال جيوغرافيك" معرضا في واشنطن يستذكر اشهر حادث غرق في العالم ويلقي الضوء على مهمات الاستكشاف التي قادها روبرت بالارد والمخرج الكندي جيمس كامرون بحثا عن حطام سفينة "تايتانيك" في اعماق المحيط. هيكل سفينة تايتانيك لا يزال صلبا بعد مئة عام على الكارثة وهو يرقد على عمق حوالى اربعة الاف متر في مياه تنتشر فيها باقات الورد... وعبوات الجعة. في المعرض وهو بعنوان "تايتانيك: مئة عام من الشغف" نموذج مصغر انجز علميا لمقدم السفينة. ويلقي المعرض الضوء على كيفية انشطار السفنية التي كانت تعتبر الاكبر في تلك الفترة الى قسمين في المحيط المجلد ويحاول ان يفهم كيف ان كارثة الغرق هذه لا تزال تستحوذ على الاذهان. وقد غرقت سفينة "تايتانيك" خلال رحلتها الاولى بين ساوثمبتون (انكلترا) ونيويورك بعدما اصطدمت ليل 14-15 نيسان/ابريل 1912 بجبل جليد وغرقت قبالة كندا. وقضى في الكارثة اكثر من 1500 شخص من اصل 2200 راكب. ويقول جايمي شريف رئيس تحرير مجلة "ناشونال جيوغرافيك" التي تعنى بالطبيعة والعلوم "يقولون ان السفينة تصدأ وانه لن يكون لها وجود في غضون 20 الى 30 سنة. لكن الخبراء الذين تحدثت اليهم يؤكدون ان الامر لن يحدث بهذه السرعة. انها عملية تحتاج الى وقت". حطام السفينة المنشطر الى قسمين تفصل بينهما مسافة 600 متر يرقد على عمق 3780 مترا تحت مياه المحيط الاطلسي. ويؤكد جيمس ديلغادو مدير التراث البحري في الوكالة الفدرالية الاميركية للمحيطات والاجواء (نوا) ان "الهيكل صلب جدا. وفي الداخل لا يزال ثمة خشب واقمشة صامدة". وقد تمكن ديلغادو من الاقتراب من تايتانيك على متن الغواصة الروسية "مير" خلال مهمة في آب/اغسطس 2010. لكن نفايات السفن التي تجوب المياه المجاورة، تنتشر في هذه المنطقة. ويقول ديلغادو "انها عبوات جعة واكواب بلاستيكية.. هذا النوع من الامور. لقد عثرنا حتى على قارورة لمسحوق لغسل الثياب في مكان غرق السفينة وهذه النفايات ستبقى هنا لفترة طويلة جدا". والرحلات البحرية المنظمة (45 الف يورو للشخص) تركت ايضا اثارا سلبية اذ ان الزوار ارادوا ان يتركوا اثرا لمرورهم على ما يقول شريف. ويؤكد باسف "كل الذين يغوصون (بغواصة) يتركون ازهارا بلاستيكية ولوحات تذكارية.. اي شيء. ان المكان اشبه بموقع شهد حادث سير على الطرقات السريعة. انه موقع اثري لم يعد محفوظا". الغواصات تترك ايضا في القاع بعض الاثقال على ما يقول ديلغادو الذي يسعى الى انشاء تجمع للمحافظة على مكان غرق السفينة في المياه الاقليمية لتحويله الى نصب بحري. وهذه السنة طلبت المنظمة البحرية الدولية من السفن التي تجوب هذه المياه العزوف عن رمي نفاياتها في مساحة قطرها 35 كيلومترا مربعا فوق الحطام. ويقول روبرت بالارد في فيلم وثائقي تبثه محطة "ناشونال جيوغرافيك" التلفزيونية اعتبارا من التاسع من نيسان/ابريل ان "تايتانيك في خطر". ومن بين المناسبات الكثيرة التي تقام في ذكرى غرق السفينة، مزاد علني في نيويورك في 11 نيسان/ابريل يشمل 5500 قطعة عثر عليها في الحطام تراوح بين جزء من هيكل السفنية وزنه 17 طنا الى مكبر للصوت.