هل قناة الجزيرة إعارة علمية قطرية، لجلب الصحفيين والإعلامين من كل حدب وصوب لممارسة المهنة بحرفية أصولها ومبادئها، وإيمانا منها بميثاق الشرف الصحفي؟ أم أنها تمارس الدعارة الإعلامية بعيدا عن أى إعارة علمية في منارة من المفترض أن تكون ثقافية؟ والإجابة أنها بالفعل تمارس الدعارة الإعلامية، فتجعل من الجزيرة وقطر شريكتان في سفك الدماء المصرية والعربية، لتضرب رقما قياسيا في التحول من قناة إعلامية، إلى عاهرة إعلامية، تتداول الأحداث بالأكاذيب والتلفيق، حتى صارت كمسيلمة الكذاب، تكذب فتصدق أكاذيبها، وتروج للجماعات المسلحة التي تعيث في الأرض فسادا، فصارت تروج لإجرامهم تحت مسميات عدة (كالمجاهدين(, وتلجأ هذه العميلة لمفردات اللغة لكي تبعد المشاهد العربي عن حقيقة ما يحدث في العديد من الدول العربية. إلى متى ستظل الجزيرة في عهرها الدعائي ودعارتها الإعلامية؟ وإلى متى والى أى حد تواصل العميلة التلاعب بعقل المشاهد العربي، والتستر على المرتزقة المتعطشين للدماء، وسفك دماء الرضع والنساء والشيوخ والشباب؟. فعندما تعلن الجزيرة خبر حرق وتخريب أثناء وقوعه تعرف ماهية هذه القناة! وعندما تقوم بتضخيم أعداد المتظاهرين من مئات الى عشرات الآلاف تعرف خيانة هذه القناة! وعندما تقوم الجزيرة بالإتصال هاتفيا بشاهد عيان، وهو في الحقيقة ( شاهد ما شفش حاجة )، وتعلمه وتخبره بما يجب أن يقول قبل الهواء ويفتضح أمره وأمرها، فتعرف كم هي قناة مأجورة وتسير الخيانة في عروقها! ولماذا لا تسلط الضوء على القاعدة الأمريكية التي لا تبعد عن مبنى القناة إلا أمتارا عدة؟ فهناك الكثير من الحقائق التي لا يعلمها أحد، فقطر أول من باع الغاز لإسرائيل بكميات أكبر مما تبيع مصر، وبسعر أقل من السعر المصري؟ لماذا إذن يزداد الحديث مع القاصي والداني عن تصدير الغاز المصري لإسرائيل متجاهلين أو متناسين تصدير قطر للغاز الى صديقتها إسرائيل بإمتيازات ليس لها مثيل؟ هل غريب على قطر أن تتخابر وتمتلك وتمول قناة مثل الجزيرة؟ ليس عليها بغريب، وقد أعلنت قطر عام 2001 قبول طلاب إسرائيليين لدراسة الطب في جامعة كورنيل بقطر، فضلا عن أن وضاح خنفر مدير قناة الجزيرة وقتها سافر الى تل أبيب، وقام بالإعتذار رسميا لإسرائل على تغطية الجزيرة للأحداث الفلسطينية بعد أن أغلقت إسرائيل مكاتبها، ومنعوا مراسليها، وسحبوا تراخيصهم. والأدلة كثيرة على شرح وتوضيح مدى قوة العلاقة بين قطر وشقيقتها إسرائيل، وأيضا من هذه الأدلة، أنه في 2001 زار وزير الخارجية القطري إسرائيل في زيارة سرية، إلتقى فيها رئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون، بصحبة وزير الخارجية شمعون بيريز، مع العلم أن وزير الخارجية القطري كان بصحبته في هذه الزيارة السرية، نجليه حيث بقيا في إسرائيل بعد إنتهاء والدهما من زيارته الخاصة والخفية، للقيام بجولة سياحية، حيث شوهدا في حيفا برفقة رجل أعمال عربي، وتحت حراسة مشددة. وهاهو هوجو شافيز رئيس فنزويلا أثناء الحرب على لبنان، قام بمهاجمة إسرائيل ومهاجمة وزير عربي كان مقيما في شقة يمتلكها في إسرائيل، في مصيف نهاريا، وهو يقضي أجازته في دولته الصديقة، وهو حمد بن جبر بن جاسم آل ثاني، وزير خارجية قطر. دويلة صغيرة المساحة، وبها أكبر قاعدة عسكرية في العالم، مركز العمليات العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، وبها أكثر من 10 ألاف جندي وضابط من مشاة البحرية الأمريكية، وممر لإقلاع الطائرات الذي يبلغ طوله 15 ألف قدم، بالإضافة الى الملاجئ والحظائر الكائنة تحت الأرض، والتي تتسع ل 80 طائرة من طرازات مختلفة أهمها الشبح والفانتوم واف16، ومن هذه القاعدة ضربت العراق، حيث تطوعت قطر لضرب العراق من خلالها، فكان غزو العراق، بعد أن رفضت السعودية أن تنطلق الصورايخ من خلالها، ومن نفس القاعدة الأمريكيةالقطرية يخططون لضرب سوريا، (ياللخزي وياللعار). ومن هذه القاعدة سيخططون لضرب أى دولة عربية، وفي هذه القاعدة المشئومة أيضا نقل الرئيس الراحل صدام حسين من العراق الى قاعدة قطرالأمريكية للتحقيق معه، وهنالك سجن وأهين وتم إزلاله على أرض قطر، بعيداً عن ضغوط الشارع العراقي، وعندما سأل وزير الخارجية القطري عن ذلك، أجاب الأمريكان أن قاعدة قطر العسكرية هى أرض أمريكية بحتة. والعلاقات القطرية الإسرائيلية الأمريكية ليست دبلوماسية وسياسية وعسكرية فقط بل هى على المستوى الإقتصادي أيضا، فقامت إسرائيل الشقيقة لقطر بفتح المكتب التجاري الإسرائيلي ليكون صاحب أكبر علاقات تجارية وطيدة مع الكيان الصهيوني في أقل فترة ممكنة، وأيضا عندما سئل الصحفيون وزير الخارجية القطري عن هذا المكتب التجاري المشبوه، قال سعادته أن المكتب التجاري الإسرائيلي، يمارس أعماله بصورة طبيعية في الدوحة، وليس من مصلحة قطر أن تغلق هذا المكتب، مؤكدا أن قطر حليف مهم للولايات المتحدة الأميركية، وقال أن علاقات قطر مع إسرائيل لمصلحة الوطن العربي، وصرح هذا الوزير القطري إلى أهمية وجود علاقة قوية بين العرب وإسرائيل، مشيرا أن وجود دولة إسرائيل في المنطقة يعني إستقرار المنطقة! والدليل على ذلك الإستقرار من وجهة نظر قطرية، وهي أن قطر الدولة الوحيدة التي بمقدورها أن ترسل مساعداتها لغزة عن طريق (مطار بن جوريون) الإسرائيلي، جدير بالذكر أن هذه المساعدات تصل الى غزة فقط عن طريق معبر رفح البري، أو ميناء غزة البحري، جيث يقومون بتسليمها الى الصليب الأحمر، ولكن الآن وعن طريق هذا المطار المذكور، تقوم قطر بتسليمها عبر والى إسرائيل مباشرة! فكل من سبق ذكره من أمراء ووزراء قطريين، ووزراء ومسئولين إسرائيليين، والإعلاميين والقائمين على قناة الجزيرة المشئومة، هؤلاء القوم (لهم قلوب لا يفقهون بها ولهم أعين لا يبصرون بها، ولهم آذان لا يسمعون بها أولئك كالأنعام بل هم أضل، أولئك هم الغافلون) (فقد كذبوا بالحق لما جائهم) فلم ينزجروا عن الكذب بقوله سبحانه في القرآن الحكيم: (فنجعل لعنة الله على الكاذبين - فسوف يأتيهم أنباء ما كانوا به يستهزؤن). أسأل الله أن يهدي منهم من ينهض فيوقضهم من غفلتهم، ويردهم عن غيهم وضلالتهم، ويخرجهم من هذا الخزي والعار الذي لحقهم، فأدخلهم في زمرة المنافقين الذين هم في أسفل درك من النار، ويلحقهم بركب الشخصيات الفاجرة، لأن هناك حقيقة مريرة لا بد من الإعتراف بها، وهى أن هناك أناسا لا يتقون الله في دينهم ودنياهم، وفي وطنهم ووطنيتهم، وفي رؤيتهم وأمتهم، وفي خلقهم وسلوكهم، هؤلاء هم الإعلاميون والصحفيون والقائمون على قناة الجزيرة، وخصوصا مديرهم، والقائمون على دويلة قطر، وخصوصا أميرهم، هؤلاء الشخصيات الداكنة، أطلقوا غيوما داكنة، في الإشاعات، والتكهنات، والفرقعات، والظنون، والجنون، والسجون، والتلفيق، والتلزيق، والتفتيت، والتشتيت، فكانت العلة الدفينة في منهج الجزيرة العميلة، هو تمزيق الشمل، بدلا من لم الشمل، وملأ الرؤوس بطائفة مشوهة من التصورات الباطلة، والتخيلات الزائفة، مثل تخيلات وأوهام عودة الرئيس مرسي المعزول، وملأ النفوس تبعا لذلك بطائفة أخرى من المشاعر المنحرفة، والتصرفات المنجرفة، وجماهير الشعوب (للأسف الشديد) ضحايا لتكاذب وأكاذيب ضالة مضللة لا أساس ولا وجود لها.