شهدت محافظة دمياط عرساً ديمقراطياً، زفت فيه موافقتها على الدستور بثوبها الناصع البياض، وسط أصوات الأغانى الوطنية، وزغاريد ورقص النساء، ولعب الأطفال بالأعلام، إلى صناديق الإستفتاء . وبدأت المحافظة العاملة الكادحة فرحتها منذ الساعات الأولى من صباح أمس الأول "الثلاثاء" من أمام مقار الإستفتاء، وإنتفض الشعب الدمياطى عن بكرة أبيه للخروج للجان بجميع أنحاء المحافظة، وعددها و 534 لجنة فرعية .
وقد إستقبلت لجان الإستفتاء بمحافظة دمياط 414.772 ناخب من أصل 889.232 ناخب مقيدين بكشوف الإنتخاب بالمحافظة، لإجراء الإستفتاء على الدستور المصرى، حيث تضم المحافظة 236 مركزاً إنتخابياً و 255 مقراً و 534 لجنة فرعية .
ومع مرور الدقائق الأولى فى بدء عملية الإستفتاء بمحافظة دمياط، خرج أعضاء منتمون للجماعة المحظورة "الإرهابية" من قرية الخياطة، بمدينة عزبة البرج، والتى تعتبر من أقوى معاقل الإخوان المسلمون بمحافظة دمياط وعددهم حوالى مائتان، فى مسيرة حاشدة جابت أنحاء القرية ، رددوا هتافات مناهضة للدستور المصرى الجديد، ودعوا الجميع لمقاطعة الإستفتاء على الدستور ، فتصدى لهم أهالى القرية، ولاحقوهم حتى لاذوا بالفرار، وتم إحباط محاولتهم فى عرقلة سير عملية الإستفتاء على الدستور بسلام ، وما هى إلا دقائق حتى قامت الشرطة بإلقاء القبض على أربعة منهم، بأسلحة نارية وذخيرة .
وقد ضعف خوف أبناء المحافظة الماكثين فى منازلهم، حينما أطلت عليهم الطائرات المروحية الحربية من شرفات السماء تطمئنهم وتبعث فى نفوسهم الأمل، وتخبرهم أن القادم أفضل .
وخرج الجميع مصطحبين أبنائهم وفتياتهم وأطفالهم إلى مقار لجان الإستفتاء لمشاهدة عرس الديمقراطية والرقص على أنغام موسيقاها الساحرة .
وحينما أشارت عقارب الساعة إلى ظهر اليوم الأول من أيام الإستفتاء على الدستور المصر، حل اللواء أركان حرب أحمد وصفى قائد الجيش الثانى الميدانى ضيفاً كريماً على محافظة دمياط، لمتابعة سير عملية الإستفتاء على الدستور بالمحافظة، وتفقد اللجان .
شرفت المحافظة بزيارته، وتزاحم أبنائها أمام مدرسة الثانوية العسكرية لرؤيته، ودخل وسط تصفيق حاد من الشعب يعانق الموسيقى العسكرية، وجلس شامخاً فرحاً بأشباله ودورهم فى تأمين المحافظة، حامداً لربه على نسبة الحضور التى رآها أمام اللجان خلال جولته .
وإكتملت فرحة الدمايطة بحضور الأستاذ الدكتور أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر إلى مسقط رأسه، لإجراء الإستفتاء على الدستور المصرى، والذى جاء للقاء وصفى بعد زيارته لكنائس المحافظة، وتهنئة أقباطها بالعام الجديد .
وعقب إنتهاء الزيارة التى رافق وصفى خلالها اللواء أركان حرب محمد عبد اللطيف منصور محافظ دمياط، واللواء أبو بكر الحديدى مدير أمن دمياط، قام كل منهما بجولة فى لجان المدينة للإطمئنان على سير عملية الإستفتاء بسلام .
ورغم روعة التجربة الديمقراطية، حاول البعض عرقلة سير العملية بنجاح وإفساد فرحة الشعب بعرس الدستور ، فتم إستبعاد أحمد يوسف محمد قاضى لجنة 37، و 38سلطان بدوى الإبتدائية بالزرقا، بسبب توجيهاته للناخبين داخل اللجنة بالإستفتاء على الدستور ب"لا" ، كما تم إستبعاد قاضى لجنة مدرسة الحورانى بمدينة فارسكور لرغبته فى عدم تشغيل أغانى وطنية بجوار اللجنة، وتعنته مع المواطنين .
كما تم إلقاء القبض على خمسة من عناصر الإخوان بمدينة السرو منهم سيدة وتواترت الأنباء عن ضبط أسلحة فى جوالات كانت مخبأة فى بيت أحد أقارب المذيع محمد جمال بقناة 25 يناير .
وحتى تتم الفرحة كان لابد من خروج كبار السن للمشاركة فيما لم يفعلوه فى شبابهم، وقد جاء بعضهم بصحبة أبنائهم، فيما جاء البعض بمفرده، وساعدهم رجال الشرطة والقوات المسلحة على الوصول إلى اللجان، وصعود وهبوط درجات السلم فى كل مدرسة من المدارس المخصصة للإستفتاء على الدستور ، فيما شهدت مدرسة دمياط الثانوية العسكرية دخول رجل كفيف بصحبة نجلة للإستفتاء على الدستور .
وشهدت محافظة دمياط حالة من التشديدات الأمنية، بدأت قبل بداية عملية الإستفتاء على الدستور، وإنتهت بإنتهائه، حيث تم إغلاق كافة الشوارع والميادين التى يقع بها لجان الإستفتاء .
كما تم منع تواجد أى سيارات أو وسائل نقل ومواصلات بمحيط اللجان، أو أمامها، وإنتشرت قوات الشرطة والقوات المسلحة بمحيط جميع اللجان لتأمينها . وجابت سيارات الحماية المدنية جميع أنحاء محافظة دمياط، للتأكد من عدم وجود أى متفجرات بأنحاء المحافظة .
وشهد ميدان البوسته بالمحافظة حالة إستنفار أمنى، حيث تواجدت سيارة إسعاف، وسيارة مطافئ وتشكيل أمن مركزى ، كما شهد محيط مديرية أمن دمياط حالة تأمينات قصوى، خشية وقوع أى أعمال عنف أو شغب .
وجابت سيارات القوات المسلحة ميدان سرور، ومنطقة عمر أفندى، وكذلك قوات حماية المواطنين منطقة كورنيش النيل من أمام المحافظة وحتى مديرية أمن دمياط، ولليوم الثانى على التوالى حلقت الطائرات الحربية فى سماء دمياط، لبعث الطمأنينة فى نفوس المواطنين، وحثهم على المشاركة فى الإستفتاء على الدستور بأمان .
وإستمر إقبال الناخبين على لجان الإستفتاء حتى إنتهاء الموعد المحدد له أمس الأربعاء، بكثافة شديدة .
وقام محافظ دمياط بالإدلاء بصوته فى لجنة الوافدين، وكذلك اللواء إبراهيم القطان رئيس الوحدة المحلية لمركز ومدينة دمياط، صباح اليوم الثانى للإستفتاء .
وإستقبلت المحافظة اللواء سيد غالي مسئول منطقة التجنيد بالمنصور نيابة عن الفريق أول عبد الفتاح السيسى وزير الدفاع، عصر أمس الأربعاء .
وكان فى إستقباله العميد أركان حرب صلاح الدين سرايا قائد الفرقة 18 المسئول عن تأمين محافظة دمياط، حيث قام بتفقد غرفة العمليات التابعة للجيش الثاني الميداني المكلف بتأمين الإستفتاء على الدستور بدمياط، واللجان الإنتخابية للإطمئنان على سير عملية الاستفتاء .
ومع قرب نهاية اليوم الثانى شهدت منطقة شطا بمحافظة دمياط، حالة من التأمين القصوى، بمحيط مجمع محاكم دمياط، الذى ستم من خلاله إعلان النتيجة العامة للإستفتاء على الدستور بمحافظة دمياط .
حيث تم وضع الحواجز الحديدية على الطريق العام، وخلف المحكمة، والشوارع الجانبية المؤدية إلى مجمع المحاكم، وإنتشرت قوات التأمين التابعة للقوات المسلحة والشرطة .
وعلى الجانب الآخر المقابل لمجمع المحاكم، قام أهالى شطا بإقامة سرادق كبير، ووضعوا عليه الزينة والأنوار وأعلام مصر، ولافتة كبيرة مكتوب عليهم "نعم لدستور مصر"، وكذلك فرقة موسيقية تأهباً للإحتفال بعد إعلان النتيجة النهائية .
وتوجت فرحة الدمايطة بإعلان نتيجة الإستفتاء التى توجت المحافظة على عرش المحافظات الأخرى كأعلى نسبة فى الإستفتاء، بنسبة 98.41% لصالح الدستور . حيث جاءت الأرقام كالتالى ... الحضور 414.772 ، والأصوات الصحيحة 411.233 ، والأصوات الباطلة 4.592، وعدد من قالوا "نعم" 404.687، وعدد من قالوا "لا" 6.546، ونسبة الحضور 46.17%، ونسبة "نعم" 98.41% .