نقابة المهندسين تحتفى بانتخاب النبراوى رئيسًا لاتحاد المهندسين العرب    ارتفاع سعر الريال السعودي في ختام تعاملات اليوم 28 ديسمبر 2025    تونس تعلن رفضها اعتراف إسرائيل بإقليم أرض الصومال    قوات الاحتلال الإسرائيلي تقتحم قرية عابود شمال غرب رام الله بالضفة الغربية    توتنهام يستعيد الانتصارات بفوز صعب على كريستال بالاس    عقب انتهاء الفرز.. إصابة مستشارة وموظفة في حادث مروري بقنا    القضاء الإداري يُلغي قرار نقيب الموسيقيين بمنع هيفاء وهبي من الغناء    مدير مكتبة الإسكندرية يوزع جوائز المبدعين الشباب 2025    رئيس وزراء الصومال يشكر مصر ويحذر من مخاطر التحركات الإسرائيلية فى القرن الأفريقى    حكومة بريطانيا في خطر بسبب علاء عبد الفتاح.. أحمد موسى يكشف مفاجأة(فيديو)    التشكيل الرسمى لقمة كوت ديفوار ضد الكاميرون فى بطولة كأس أمم أفريقيا    المستشار إسماعيل زناتي: الدور الأمني والتنظيمي ضَمن للمواطنين الاقتراع بشفافية    أشرف الدوكار: نقابة النقل البري تتحول إلى نموذج خدمي واستثماري متكامل    بوليسيتش يرد على أنباء ارتباطه ب سيدني سويني    تفاصيل وفاة مُسن بتوقف عضلة القلب بعد تعرضه لهجوم كلاب ضالة بأحد شوارع بورسعيد    عبقرية مصر الرياضية بأفكار الوزير الاحترافية    القضاء الإداري يسقِط قرار منع هيفاء وهبي من الغناء في مصر    عاجل- رئيس الوزراء يستقبل المدير العام للمركز الأفريقي لمكافحة الأمراض ويؤكد دعم مصر لاستضافة الآلية الأفريقية للشراء الموحد    الأزهر للفتوي: ادعاء معرفة الغيب والتنبؤ بالمستقبل ممارسات تخالف صحيح الدين    إيمان عبد العزيز تنتهي من تسجيل أغنية "إبليس" وتستعد لتصويرها في تركيا    سكرتير مساعد الدقهلية يتفقد المركز التكنولوجي بمدينة دكرنس    تراجع أسواق الخليج وسط تداولات محدودة في موسم العطلات    أمم أفريقيا 2025| منتخب موزمبيق يهزم الجابون بثلاثية    نائب محافظ الجيزة يتفقد عددا من المشروعات الخدمية بمركز منشأة القناطر    ترامب يعلن توقف القتال الدائر بين تايلاند وكمبوديا مؤقتا: واشنطن أصبحت الأمم المتحدة الحقيقية    هذا هو سبب وفاة مطرب المهرجانات دق دق صاحب أغنية إخواتي    «مراكز الموت» في المريوطية.. هروب جماعي يفضح مصحات الإدمان المشبوهة    جامعة بنها تراجع منظومة الجودة والسلامة والصحة المهنية لضمان بيئة عمل آمنة    نجاح أول عملية قلب مفتوح بمستشفى طنطا العام في الغربية    سقوط عنصرين جنائيين لغسل 100 مليون جنيه من تجارة المخدرات    محافظ الجيزة يشارك في الاجتماع الشهري لمجلس جامعة القاهرة    «اليوم السابع» نصيب الأسد.. تغطية خاصة لاحتفالية جوائز الصحافة المصرية 2025    وزير الإسكان: مخطط شامل لتطوير وسط القاهرة والمنطقة المحيطة بالأهرامات    نقابة المهندسين تحتفي بالمهندس طارق النبراوي وسط نخبة من الشخصيات العامة    محمود عاشور حكمًا لل "VAR" بمواجهة مالي وجزر القمر في كأس الأمم الأفريقية    "القاهرة الإخبارية": خلافات عميقة تسبق زيلينسكي إلى واشنطن    إسكان الشيوخ توجه اتهامات للوزارة بشأن ملف التصالح في مخالفات البناء    هيئة سلامة الغذاء: 6425 رسالة غذائية مصدرة خلال الأسبوع الماضي    قضية تهز الرأي العام في أمريكا.. أسرة مراهق تتهم الذكاء الاصطناعي بالتورط في وفاته    رسالة من اللواء عادل عزب مسئول ملف الإخوان الأسبق في الأمن الوطني ل عبد الرحيم علي    وزارة الداخلية تضبط 4 أشخاص جمعوا بطاقات الناخبين    " نحنُ بالانتظار " ..قصيدة لأميرة الشعر العربى أ.د.أحلام الحسن    من مخزن المصادرات إلى قفص الاتهام.. المؤبد لعامل جمارك بقليوب    صاحب الفضيلة الشيخ / سعد الفقي يكتب عن : شخصية العام!    قيادات الأزهر يتفقدون انطلاق اختبارات المرحلة الثالثة والأخيرة للابتعاث العام 2026م    لتخفيف التشنج والإجهاد اليومي، وصفات طبيعية لعلاج آلام الرقبة والكتفين    أبرز مخرجات الابتكار والتطبيقات التكنولوجية خلال عام 2025    أزمة السويحلي الليبي تتصاعد.. ثنائي منتخب مصر للطائرة يلجأ للاتحاد الدولي    دار الإفتاء توضح حكم إخراج الزكاة في صورة بطاطين    بدون حبوب| أطعمة طبيعية تمد جسمك بالمغنيسيوم يوميا    كييف تعلن إسقاط 30 طائرة مسيرة روسية خلال الليل    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم فى سوهاج    هيئة الرعاية الصحية تستعرض إنجازات التأمين الصحي الشامل بمحافظات إقليم القناة    لافروف: روسيا تعارض استقلال تايوان بأي شكل من الأشكال    الناخبون يتوافدون للتصويت بجولة الإعادة في 19 دائرة ب7 محافظات    الزمالك يخشى مفاجآت كأس مصر في اختبار أمام بلدية المحلة    واتكينز بعدما سجل ثنائية في تشيلسي: لم ألعب بأفضل شكل    بعد قضاء مدة العقوبة.. إخلاء سبيل حمو بيكا من قسم شرطة قصر النيل    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



هشام البسطويسي : مصر الثورة لن تقبل املاءات ولا شروط من أى دولة مهما كانت
نشر في الفجر يوم 06 - 11 - 2011


حوار : جمال جمال الدين
المستشار هشام محمد عثمان البسطويسي هو أحد القضاه المصريين ونائب رئيس محكمة النقض ، حاصل على ليسانس الحقوق في 1976 من جامعة القاهرة .
لمع إسمه من خلال إنضمامه لتيار الإستقلال في القضاء والتي خاض فيها مع زملائه من القضاة الإصلاحيين معارك عديدة ضد النظام السابق وانتهت بتوجيه اللوم للبسطويسي فيما عرف بإسم "أزمة القضاة " في مصر عامي 2005 و 2006 علي خلفية اعتراضه على التزوير الذي حدث في بعض الدوائر الانتخابات البرلمانية لعام 2005 .
كان ينادي بإستقلال السلطة القضائية وعدم تدخل وزير العدل والسلطة التنفيذية في شئون القضاة.
والبسطويسي عمل ثلاثون عاما ً في القضاء لم توجه له فيها أي إنذار أو لفت نظر، ومشهود له بالكفاءة والانضباط في العمل وعرف بإنحيازه الدائم لكلمة الحق.
إستخدم النظام السابق أسلوب الترغيب والترهيب لإثنائه عن مبادئه وقيمه , ومارس معه أساليب ضغط عديدة مثل محاولة اختطافه و إجبار وزير العدل الأسبق المستشار محمود أبو الليل على توقيع قرار إحالة البسطويسي ومكي للمحكمة التأديبية في 2006 وقد اعترف أبو الليل في حوار صحفي له بأنه أجبر على ذلك بعد أن تلقى اتصالاًً هاتفيا ًمن زكريا عزمي قائلا ً" الرئيس يخبرك بضرورة إحالتهما للتأديب ودي تعليمات ولازم تتنفذ "، وأكد الوزير أن لحظة توقيعه على قرار إحالة البسطويسى للتأديب يعتبر كان من أسوأ لحظات حياتة وأن البسطويسي لم يفعل إلا الصواب.
والبسطويسي هو أحد المرشحين لمنصب الرئاسة ، وشارك البسطويسي في ثورة الخامس والعشرون من يناير وأعلن عن دعمه الكامل للثوار منذ اللحظة الأولى .
وفى حوارنا مع المستشار هشام نحاول القاء الضوء على بعض ٍ من جوانب شخصيتة وأبرز ملامح برنامجة الانتخابي ، خاصة ً في ظل حمى التنافس على منصب الرئاسة فى مصر فقد بلغ عدد المرشحين لهذا المنصب أكثر من 30 مرشح.


- هل شعرت يوما ً بالظلم من ممارسات النظام السابق ضدك خاصة ً بعد عملية فضح تزوير الإنتخابات عام 2005 وإحالتك إلى المحكمة التأديبية بأمر من الرئيس المخلوع حسني مبارك ومستشارة زكريا عزمي ؟
لا مجال الآن للحديث فى الماضي فقد طويت هذه الصفحة وأنا مؤمن تماما ً بأن الثورة المصرية قد أخذت لي حقي وإقتصت ممن ظلمني وأنا راض ٍ تماما ً بهذا الحق وأتطلع دائما ً للعمل على إستكمال مكتسبات الثورة وذلك يتحقق بإستكمال الأهداف التي من أجلها إنتفض الشعب المصرى.
- مصر بعد الثورة تتطلع لمستقبل أفضل وتتأمل أن يكون بها نظام مصري ديمقراطي حر ومنتخب من الشعب ، وقد صرحت مسبقا ً فى أحد البرامج ، أن برنامجك الانتخابي سيضعه الشعب بكل فئاته وهذه أول مرة نسمع فيها عن مرشح يترك للشعب وضع البرنامج الذى يختارة .. فهل يعنى ذلك أنه ليس لديك أفكار واضحة أو خطة إستراتيجية مستقبلية واضحة المعالم تطرحها على الشعب وعلى أساسها يتم الإختيار ؟
لم أقل أن الشعب هو من سيضع البرنامج ، وإنما قلت أني سأستمع إلى مشاكل الشعب وتطلعاتهم وسأضع ذلك بعين الإعتبار فى كتابة البرنامج حتى يكون البرنامج نابع من الشعب ويجد فيه كل فئات المجتمع حلولا ً لمشاكلهم وخططا ً لتحقيق تطلعاتهم ، وجولاتى فى الأقاليم والصعيد هى للإستماع للناس ..وبعد ذلك سيتم عرض محصلة الجولات بالإضافة إلى العديد من المحاور والخطط على مجموعة من الخبراء ليتم إدراجها فى الهيكل النهائى للبرنامج ، وأريد ان أصحح مفهوم الرئيس لدى الجميع ، دور الرئيس هو وضع الاستراتيجيات والرؤى العامة ، ولكن البرنامج التفصيلي هو مسئولية الحكومة لأن دورها تنفيذى وعليها تقديم برنامج عملها للبرلمان لكى يقره النواب المنتخبون من الشعب ، وأؤكد ثانية ً أنه إنتهى العصر الذى يفهم فيه الرئيس فى كل المجالات .
هشام البسطويسي : قضية التعليم والبحث العلمي على رأس أولوياتى لمصر
- فى حال فوزك بالانتخابات وأصبحت رئيسا ًلمصر .. ما هي نقطة الإنطلاق التى ستبدأ بها لتحقيق آمال وطموحات من إنتخبوك ؟ هل ستبدأ مثلا بتنمية "الزراعة أوالصناعة أو القضاء" ، رتب لي أولوياتك حسب ما تراه الأهم فالمهم .
الأولوية دائما ً ستكون للإنسان المصري وهناك العديد من الأمور يجب أن يتم الإهتمام بها جنبا ً إلى جنب ، فلا خلاف على أهمية إستعادة كرامة المصري فى الداخل والخارج ، والعمل سريعا ً على توفير الأمن والصحة وضروريات الحياة الكريمة ، ولكن تبقى دائما ً قضية التعليم والبحث العلمي على رأس اولوياتى لمصر.



هشام البسطويسي : يجب العمل على تقليل الإنفاق العام على الكثير من البنود التى كانت تستنزف ميزانية الدولة
- من سيفوز بالرئاسة فى مصر من المؤكد أنه سيحمل إرثا ثقيلا ً من ديون داخلية وخارجية واقتصاد شبه منهار ونسبة فقر تخطت ال40% ومؤسسات شبه منهارة ، فكيف سيتم معالجة كل هذه المشاكل فى ضوء ما نسمعه سواء على المستوى الداخلي أو الخارجي من أن مصر باتت على وشك الإفلاس ؟
لا شك أن الوضع الاقتصادى حرج ، ولكن لا ننسى أيضا ً أن مصر دولة غنية ولديها مقومات النجاح الاقتصادى وهو ما سيشجع القوى الصديقة على الإستثمار فى مصر وهو أحد السبل التى ستعجل بعبور المرحلة الحرجة وأعتقد تماما ً أنه يجب تشجيع الإستثمار والقطاع الخاص مع وجود دور رقابى للدولة ، وكلما عاد الأمن سريعا ً فإن ذلك سيشجع على عودة السياحة وهى مصدر استراتيجى للدخل القومى ، كما يجب العمل على تقليل الإنفاق العام على الكثير من البنود التى كانت تستنزف ميزانية الدولة مثل نفقات مؤسسة الرئاسة وتشريفات الوزراء وإعلانات الصحف وصيانة مكاتب كبار المسئولين والسيارات الفارهة ، وأيضا ً يجب وضع حد أقصى للأجور وكذلك أيضا ًحد أدنى وأعتقد أنه بتكاتف المصريين ودفعهم لعجلة الإنتاج وإقبالهم على العمل ستعبر مصر هذه الأزمة بإذن الله.
- تعانى مصر بعد الثورة من إنفلات أمنى أثر على حجم الإستثمارات بالداخل ..وبات هاجس الأمن يؤرق كل مصرى فى الوقت الذى عجزت فيه وزارة الداخلية عن علاج تلك المشكلة بقدر ما كان يعانى المصريون من بطش جهاز أمن الدولة والشرطة ، برأيك كيف نعالج تلك المشكلة ؟ وهل تؤمن بضرورة وضع الجهاز بكل مؤسساته تحت امرة الرئيس أم تؤمن بإستقلالية أجهزة الأمن ( خاصة ً الشرطة ) ؟
أرفض تماما ً أن يتبع جهاز الشرطة لرئيس الدولة.. فجهاز الشرطة هو هيئة مدنية منوط بها الحفاظ على أمن المواطنين وحماية ممتلكاتهم وأرواحهم ويجب أن يبتعد جهاز الشرطة عن تأمين نظام الحكم كما كان سابقا ً ، وهذا في مصلحة الشرطة قبل مصلحة المواطنين وأعتقد أن الأمن سيعود قريبا ً والسبيل الوحيد لإعادة الأمن للشارع المصرى هو البدء بمحاكمة من ارتكبوا جرائم جنائية فى حق المواطنين وفقا للقانون ، والعمل على إعلاء سلطة القانون وسيادته.. ولا أعتقد أن جهاز الشرطة سيعمل بالطريقة التى كان يتعامل بها سابقا ً مع المواطنين ، ويجب أن يكون الناس أكثر حرصا ً في حياتهم اليومية وألا يخضعوا للمجرمين والبلطجية ،ويجب على المواطنين سرعة الإبلاغ عن الخارجين على القانون ومساعدة السلطات المختصة فى القضاء على الإنفلات الأمني .





- هل تجد أى فروق فى حالة الإعلام بعد الثورة عما قبلها ؟ أم أن هناك فوضى إعلامية انتشرت عبر الفضائيات والمواقع الالكترونية أدت الى إنتشار البلبة والشائعات مما أثر على المزاج العام للشارع المصرى وأهواءه ؟ وماهى رؤيتك لمستقبل الإعلام فى مصر ؟
قطعا ً هناك فرق كبير، يكفى أننى دخلت التلفزيون المصري لأول مرة فى حياتي بعد الثورة ، وعاد لشاشة التلفزيون العديد من رموز مصر مثل الدكتور زويل والأستاذ هيكل والعديد من الرجال الشرفاء الذين لم تكن تذكر أسمائهم أصلا ً فى الإعلام الرسمي ، والموضوع يحتاج إلى بعض التنظيم من القائمين على الإعلام أنفسهم فالإعلام يجب أن يكون مستقلا ً وحرا ً بما يتماشى مع قيم وعادات المجتمع المصري وأرفض أى رقابة أو تدخل من الدولة كما كان يحدث فى العهد السابق وأنصح الإعلاميين دائما ً بالتأكد من الأخبار التى قد تثير البلبلة بين الناس وأن يكون ضميرهم الوطني هو الرقيب عليهم ، وفى النهاية ستبقى المتابعة والتفاعل المعيار الحقيقى لنجاح الإعلام فى أداء رسالتة وفقا ً للقواعد المهنية.
- حدثنى عن مستقبل القضاء فى مصر .. وهل صحيح ما صرح به المستشار محمود الخضيرى من أن القضاء حاليا ً به رموز فساد يتلقون رشاوى ، وعلى أثر تلك التصريحات نفى وزير العدل كل ما قاله الخضيرى وأكد على نزاهة القضاء المصري ؟
هناك بالفعل مشروع لإصلاح السلطة القضائية ، و القضاء المصرى يجب أن يستعيد دوره واستقلاليته التامة ، ولا ننكر أنه يوجد قلة من القضاة كانوا على صلة وثيقة بالنظام الفاسد وهم معرفون للجميع وهذا انعكاس للنظام المخلوع الذى سعى كثيرا ً للحد من استقلال القضاء وحارب القضاة الشرفاء وحاول كثيرا ً إضعافهم بالترغيب مرة وبالترهيب مرارا ً , ولكن يبقى قضاء وقضاة مصر هما الحصن الحقيقى لحماية الدستور والقانون .

هشام البسطويسي : لا بأس من إعادة العلاقات مع ايران ، لكن يجب أن تفهم إيران جيدا ً أن مصر تقدم دائما ً المصلحة العربية
- هل تؤيد إعادة العلاقات المصرية مع إيران ؟ وفى حال تأييدك كيف ستتعامل مع دول الخليج الرافضة لإعادة تلك العلاقات بالرغم من أن تلك الدول تقيم علاقات دبلوماسية معها ولكنها لا ترحب بعلاقات مصر مع إيران ؟
الأصل أن يكون لمصر علاقات طيبة مع كل الدول ، ولا بأس من إعادة العلاقات مع ايران ، لكن يجب أن تفهم إيران جيدا ً أن مصر تقدم دائما ً المصلحة العربية ، ويجب على ايران مراجعة مواقفها من دول الخليج ومن المحيط العربى ككل ، وأعتقد أن وجود علاقات بين مصر وإيران يقوى من الموقف الخليجى لأن الرسائل حينها ستكون مباشرة ، ويجب أن يعلم الجميع أن الدور المصري اختلف كثيرا بعد الثورة



- المستشار هشام البسطويسى القاضى .. من خلال جولاتك فى المحافظات .. مالذى استشعرته داخل نفوس الناس تجاهك ؟ وماهى أحلامهم البسيطة التى عبروا لك عنها ؟
بصراحة كنت أقابل دائما الترحاب والحفاوة... وأدهشنى إقبال الناس على الندوات واللقاءات وأعتقد أن الوعي العام لدى البسطاء تطور كثيرا ً وسيتطور أكثر خلال الفترة القادمة ، أما عن أحلام الناس البسيطة فتتمثل فى رغبتهم الحقيقية فى استعادة كرامة المواطن وتوفير الخدمات الضرورية لجميع المصريين ، وكنت أسعد كثيرا لأن الجميع كان يتحدث عن المصلحة العامة ونادرا ً ما كنت اقابل من يتحدث بشكل شخصي أو باهتمامات شخصية.
- هل غيرت لقاءاتك بالجماهير وجها ً لوجه من بنود برنامجك الانتخابى أو ثمة تعديل طرأ نتيجة مواقف معينة دفعتك لتبديل الأولويات فى البرنامج ؟
الهدف من الجولات أصلا ً هو الاستماع للناس وبالتأكيد طرأ بعض التغيير والزيادة على البرنامج نتيجة لذلك ، وبدأنا نفكر فى جدوى بعض الحلول التى اقترحها الناس لمشاكلهم مثل مشكلة البناء على الأراضى الزراعية مثلا ، فقد اقترح بعض الفلاحين فكرة أن يتم تقنين وتنظيم البناء طبقا ً لاحتياجات كل حالة إذا لم يتوفر أي بديل لذلك , وأن يتم دفع رسوم لاستصلاح أرض صحراوية تعادل ضعفي أو عدة أضعاف الأرض التى سيبنى عليها ، وبهذا نكون قد حللنا مشكلة الفلاح وحافظنا على زيادة مساحة الرقعة الزراعية ووفرنا فرصة عمل فى الاستصلاح..وطبعا ً الموضوع يحتاج لرأى ودراسة المتخصصين ولكن هذا مثال عملى للنقاشات التى استفدناها من الجولات.
- البسطاء يميلون دائما لمن يشعر بهم وبمعاناتهم ويتفاعل مع مشكلاتهم بشكل ايجابى ، وربما تجدهم لا يفهمون لغة الساسة البالغة التعقيد والتى تتحدث عن الديمقراطية والليبرالية والاقتصاد الحر .. فبأى لغة تحدثت مع هؤلاء أم اقتصرت لقاءاتك على الشباب والنخب الواعية المثقفة ؟
كنت حريصا على أن أبدأ جولاتى فى الريف المصرى وأن ألتقى بكل فئات الشعب وبدأت بزيارة قرية العمار بالقليوبية.. وخلال زيارتى لأسيوط زرت مركزين خارج مدينة أسيوط وإلتقيت مع الناس واستمعت منهم كثيرا ، وزرت مركز بلقاس وقرية شلشلمون ومدينة منيا القمح وغيرها ، وفى كل مرة كنت وما زلت أحرص على الاستماع من الناس مباشرة ً ، وهذا هو الهدف الأساسى من جولاتى هو الاستماع الى مشاكل الناس وتطلعاتهم ، وكثيرا ً ما كانوا يطرحون بعض الحلول للمشاكل التى تواجههم وهى حلول عملية وفعالة لأنهم الأكثر معرفة بأحوالهم ، وأحرص كثيرا ً على الإلتقاء بالشباب والاستماع لهم ، وأرى فيهم مستقبل مصر فلولا شباب مصر ما تفجرت ثورة العزة والكرامة ثورة 25 يناير.





هشام البسطويسي : مصر تنحاز كليا ً إلى الحق الفلسطينى وتدعم الفلسطينيين فى حقهم فى إقامة دولتهم الموحدة.
- نأتى للسياسة الخارجية .. حدد لنا ملامح السياسة الخارجية لمصر من خلال رؤية المستشار هشام البسطويسى وموقفك من القضية الفلسطينية وعلاقة مصر بالكيان الصهيونى ومفهومك للأمن القومي المصري ؟
مصر دولة كبيرة وقوية وصاحبة تاريخ وحضارة ، وسياسة مصر يجب أن تقوم على هذا الأساس ، المصلحة المشتركة والند بالند.. ومصر الثورة لن تقبل املاءات ولا شروط من أى دولة مهما كانت.. ومصر دولة محورية فى محيطها العربي والافريقى و سنحرص كل الحرص على تقوية علاقتنا بكل الدول واضعين فى الإعتبار الإحترام المتبادل ومصلحة مصر وأمنها القومي الذى هو الأساس لعلاقاتها الدولية..مع الوضع فى الاعتبار أهمية وأولوية توحيد مفهوم الأمن القومي العربي وتحديد المخاطر التي تواجه المنطقة العربية وأهمية تقوية العلاقات العربية الأفريقية بنفس القدر الذى نهتم فيه بالعلاقات العربية الدولية ، أما بالنسبة للقضية الفلسطينية فبالتأكيد أن مصر تنحاز كليا ً إلى الحق الفلسطينى وتدعم الفلسطينيين فى حقهم فى إقامة دولتهم الموحدة ، ويجب أن يكون لمصر دور بارز فى المرحلة القادمة لحشد الدعم الدولي لتأييد إعلان الدولة الفلسطينية ، وبالنسبة لعلاقة مصر بإسرائيل .. فبيننا اتفاقية سلام يجب إحترامها لأن هذا نابع من احترام مصر لمكانتها الدولية ولكن القوانين الدولية تسمح لنا بإعادة التفاوض حول بعض نقاط الإتفاقية وأهمها استعادة السيادة الكاملة على سيناء.

هشام البسطويسي : من خلال رحلتى لأوغندا واثيوبيا لمست بصدق مكانة مصر لديهم و تأكد لي تماما ً أن دول المنبع لا يمكن أبدا ً أن تضر مصر أو تهدد أمنها المائى.
- هل وجدت فى رحلتك لأثيوبيا وأوغندة أي نتائج مثمرة تبشر بحل مشكلة المياه العالقة بين مصر ودول المنبع ؟
كان رأيى دائما ً أن مشكلة مياه النيل هى من أسهل المشاكل التى تواجه مصر .. بل ربما لم تكن هناك مشكلة حقيقية على الإطلاق ، وإنما اختلقت لأسباب عديدة منها أن يتم تصويرها على أنها تشكل التهديد الأكبر لمصر ، ثم بعد نجاح عملية التوريث يأتى جمال مبارك ويحل المشكلة – الغير موجودة أصلا ً– ويظهر بصورة البطل الذى أنقذ مصر من العطش و من خلال رحلتى لأوغندا واثيوبيا لمست بصدق مكانة مصر لديهم والتى تمثلت فى حفاوة الإستقبال والنقاشات التى دارت مع أعلى مستوى من مسئوليهم و تأكد لي تماما ً أن دول المنبع لا يمكن ابدا أن تضر مصر أو تهدد أمنها المائى ، ولكن النظام السابق كان يتعامل مع هذه الدول بتعالي وتكبر ، وهذه هي المشكلة الحقيقية أن مصر لم تكن تستمع لهم أو تعمل على تلبية طلباتهم البسيطة ومساعدتهم بالخبراء وببعض مشاريع الطاقة ، وأعتقد أن مصر الثورة بحكومتها الواعية ورؤيتها وتقديرها للأمور قادرة على استعادة دورها الحقيقى ليس مع دول حوض النيل فقط وإنما مع كل دول القارة الأفريقية.


هشام البسطويسي : يجب أن نفهم جميعا ً أن تنمية سيناء هى مسألة أمن قومى فى المقام الأول
- فشل نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك ووزير الداخليه الأسبق العادلى فى التعامل مع أهالي سيناء الذين تعرضوا للتهميش والمعاملة الأمنيه السيئة التى لم تتماشى مع عاداتهم وتقاليدهم ، والقصور الحاد فى خطط التنمية خلال الثلاثين عاما ً الماضيه .. فهل يمكن أن تصف لنا كيف سيتعامل المستشار هشام السطويسي مع أهالي سيناء وبدو سيناء في حل فوزه بالانتخابات ؟
يجب أن نفهم جميعا ً أن تنمية سيناء هى مسألة أمن قومى فى المقام الأول .. والنظام السابق كان يعمل لمصلحة اسرائيل عموما ً ، وفى سيناء بالتحديد ، ولذلك كان همه كله توفير الأمن للسياح الاسرائيلين وفتح لهم أجمل الأماكن في مصر وعمل على تأمينهم وتجاهل تماماً تنمية وسط وشمال سيناء ، وقد كررت كثيرا ً أن تنمية سيناء هى من أهم أولوياتى بجانب الصعيد والنوبة وقبائل أولاد علي فى الصحراء الغربية ، ولو عدنا لسيناء فلا تنمية فى سيناء بدون الإرتقاء بمستوى معيشة البدو وتوفير كافة الخدمات لهم خصوصا ً فى ظل الظلم الرهيب الذى تعرضوا له والذى لم يتمثل فقط فى تجاهلهم فى الخدمات وإنما امتد إلى التعامل الأمنى الغبى والغير مدرك لطبيعة البدو وعاداتهم وتقاليدهم ... وخطط التنمية التى ستوضع لسيناء يجب أن تسير بالتوازى بين تنمية الإنسان وتنمية المكان ، وستكون الأولوية فى الوظائف والفرص لأهل سيناء وسنشجع الاستثمارات التى تقوم على الصناعة والزراعة والمشاريع السكنية وتوفر أكبر عدد ممكن من فرص العمل لأهل كل منطقة تقام فيها المشاريع ، ومن الممكن أن تقدم حوافز وتسهيلات للمستثمرين فى الأماكن والقطاعات التى نرى أنها ستعود بالفائدة على أهل سيناء.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.