اغلقت تركيا الاثنين سفارتها في دمشق بسبب تدهور الوضع الامني في سوريا، حسبما اعلن مصدر دبلوماسي تركي. واوضح المصدر الذي رفض الكشف عن هويته انه "تم تعليق نشاطات السفارة التركية اعتبارا من هذا الصباح (الاثنين)"، مضيفا ان مجمل الطاقم الدبلوماسي التركي قد غادر العاصمة السورية. وتابع المصدر نفسه ان القنصلية التركية العامة في حلب كبرى المدن في شمال سوريا والقريبة من الحدود التركية لا تزال مفتوحة. واشار مصدر قريب من الحكومة التركية الى ان "اغلاق سفارتها سيوجه بالتاكيد رسالة سياسية قوية" الى النظام السوري. وحذت تركيا بذلك حذو العديد من دول الاتحاد الاوروبي مثل ايطاليا واسبانيا وفرنسا وبريطانيا وهولندا بالاضافة الى الولاياتالمتحدة وست دول خليجية. وتشهد سوريا منذ اكثر من عام احتجاجات شعبية لا سابق لها ضد نظام بشار الاسد الذي يلجا الى قمع عنيف. وبحسب المرصد السوري لحقوق الانسان فقد قتل اكثر من تسعة الاف شخص في اعمال العنف التي ينسبها النظام الى مجموعات "ارهابية" تسعى الى زعزعة الامن في البلاد. وادارت تركيا التي كانت حليفة لدمشق لزمن طويل، ظهرها لدمشق وطالبت الرئيس بشار الاسد بالتنحي عن الحكم. ومن المقرر ان تستضيف تركيا الاحد الاجتماع الثاني ل"اصدقاء سوريا" من اجل التباحث في سبل مساعدة المعارضة السورية ووضع حد للقمع الذي يمارسه النظام. وضم المؤتمر الاول في اواخر شباط/فبراير في تونس ممثلين عن ستين دولة عربية وغربية. الرئيس الاميركي باراك اوباما (يمين) في حديث مع رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في سيول في 25 اذار/مارس 2012 وياتي اغلاق السفارة التركية في سوريا بعد ساعات فقط على لقاء بين الرئيس الاميركي باراك اوباما ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان في سيول حيث اتفقا على تقديم مساعدة "غير عسكرية" الى المعارضة السورية من بينها معدات اتصالات بحسب مسؤول اميركي. وتعرض حي الخالدية في مدينة حمص في وسط سوريا صباح الاثنين لقصف بقذائف الهاون، بعد ليل شهد تظاهرات عدة تطالب باسقاط النظام في دمشق وادلب وحماه وحلب، بحسب ناشطين. وذكرت لجان التنسيق المحلية في رسالة الكترونية ان قذائف هاون سقطت على حي الخالدية الذي يتعرض لقصف متواصل منذ حوالى اسبوع مما تسبب باحتراق احد المنازل. وكانت قوات النظام واصلت عملياتها العسكرية الاحد في مناطق عدة، لا سيما في ادلب وحماه. وافاد المكتب الاعلامي لمجلس قيادة الثورة في ادلب ان قوات النظام واصلت اطلاق النار والمداهمات والاعتقالات في مدينة سراقب التي دخلتها قبل ثلاثة ايام. كما وزع المكتب اشرطة فيديو لآثار قصف طال مدينة اريحا في ادلب، حيث ظهرت الفجوات الواسعة في المباني وآثار الرصاص الفارغ في المنازل وحطام الحجارة والزجاج في الشوارع. كما تعرضت بلدة الجانودية في جسر الشغور في ادلب كذلك للقصف والاقتحام من قوات النظام. وفي بلدة معرة مصرين التي دخلتها قوات النظام قبل ايام ثم خرجت منها، سارت تظاهرة مسائية تحت عنوان "معرة مصرين لن تركع الا لله". وبدا احدهم في شريط فيديو وهو ينشد اغنية من كلماتها "ابدا والله لن نركع... يا بشار الا فلتسمع... يا جيش الحر سلام من شعب قرر ان يرفع علم الوطن بكل شموخ". وتتعالى الهتافات في كل مرة عند ذكر الجيش السوري الحر المؤلف من مجموعات منشقة من الجيش ومؤيدين. كما سارت تظاهرة ليلا في بلدة حاس في ادلب. الرئيس الاميركي باراك اوبما (يسار) في حديث مع نظيره الروسي ديمتري مدفيديف في لقاء على هامش قمة سيول في 26 اذار/مارس 2012 والتقى الرئيس الاميركي باراك اوباما نظيره الروسي ديميتري مدفيديف الاثنين في سيول واتفقا على دعم خطة مبعوث الاممالمتحدة والجامعة العربية الى سوريا كوفي انان وانبثاق حكومة "مشروعة" في البلاد. واستغرق اللقاء بين الرئيسين 90 دقيقة على هامش قمة حول الامن النووي في العاصمة الكورية الجنوبية. وهذا اللقاء شكل الاتصال الاخير المباشر بين اوباما ومدفيديف قبل عودة فلاديمير بوتين الى الكرملين. وفي ختام اللقاء الثنائي تطرق اوباما بشكل مقتضب امام الصحافيين الى الخلافات المستمرة بين البلدين حول سوريا، حليفة موسكو منذ الحقبة السوفياتية. لكن البلدين اصبحا متفقين على "دعم جهود كوفي انان بهدف وقف حمام الدم في سوريا" كما قال اوباما موضحا ان الهدف النهائي هو قيام سلطة "مشروعة" في دمشق. ويزور انان روسيا كموفد للامم المتحدة والجامعة العربية الى سوريا لمعرفة مدى استعداد روسيا للضغط على دمشق لوقف اعمال العنف. والتقى في هذا الاطار الرئيس الروسي ووزير الخارجية سيرغي لافروف. وقال مدفيديف لانان خلال لقائهما في مطار فنوكوفو-2 بموسكو قبل مغادرته للمشاركة في قمة تعقد في سيول، كما نقلت عنه وكالات الانباء الروسية "قد تكون هذه الفرصة الاخيرة لسوريا لتجنب حرب اهلية دامية وطويلة الامد. نأمل بشدة بان يتوج عملكم بنتيجة ايجابية". واضاف "سنقدم لكم دعمنا الكامل على اي مستوى". من جهته، قال انان انه بحاجة لدعم قوي من روسيا للنجاح في مهمته من اجل وقف العنف في سوريا. ونقلت وكالات الانباء الروسية عن انان قوله انه يتوقع ان تلعب روسيا "دورا ناشطا" في التاكد من ان الطرفين يلتزمان بنقاط خطة السلام التي نالت دعما من مجلس الامن الدولي. ولم يشر انان ولا مدفيديف الى الرئيس السوري بشار الاسد او مطالب المعارضة باطاحته. وتبدأ في اسطنبول مساء اليوم فعاليات مؤتمر المعارضة السورية الذي يهدف الى "توحيد رؤى المعارضين"، بحسب المنظمين، على ان تعقد اجتماعات العمل الثلاثاء. وقال عضو المكتب الاعلامي في المجلس الوطني السوري محمد السرميني في اتصال مع وكالة فرانس برس ان "فعاليات المؤتمر تبدأ بحفل استقبال مساء الاثنين، على ان تعقد الاجتماعات يوم غد من العاشرة صباحا وحتى السابعة مساء وتختتم بمؤتمر صحافي". واضاف "الهدف من هذا المؤتمر هو توحيد رؤى المعارضة، ووضع الخطوط العريضة للعهد الوطني الذي يتكلم عن دولة مدنية يتساوى فيها المواطنون بغض النظر عن انتمائهم الديني والعرقي". واوضح السرميني ان "الدعوة وجهت الى كل اطياف المعارضة، واعتذر عن الحضور هيئة التنسيق (الوطنية لقوى التغيير الديموقراطي) والمنبر الديموقراطي". صورة ماخوذة عن يوتيوب تظهر القصف على الخالدية في حمص وقتل 30 شخصا بينهم ثمانية منشقين واربعة عناصر من القوات النظامية السورية في اعمال عنف واشتباكات في مناطق مختلفة من سوريا الاحد، بحسب ما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وقال المرصد ان خمسة اشخاص قتلوا "في محافظة حمص (وسط)، بينهم طفل في اطلاق رصاص في احياء البياضة والخالدية والقصور في مدينة حمص، وطفلة استشهدت اثر اطلاق نار من رشاشات ثقيلة في مدينة الرستن". في ريف دمشق، قتل شاب في مدينة دوما في اطلاق نار من قوات سورية. في محافظة حماة (وسط)، قتل خمسة مواطنين في اطلاق نار من قوات نظامية في بلدتي مورك واللطامنة، بحسب المرصد. وفي محافظة ادلب "استشهد سبعة مواطنين بينهم ثلاثة اطفال وسيدتان في بلدة سراقب وقرية كفرعميم المجاورة لها والتي نزح اليها اهال من مدينة سراقب خوفا من العمليات العسكرية فلاحقتهم القذائف الى كفرعميم مما ادى الى استشهاد ثلاثة اطفال"، حسب المرصد. وقال المرصد في بيان ان قوات النظام التي اقتحمت السبت سراقب "احرقت منازل عشرات النشطاء المتوارين عن الانظار في المدينة". واشار الى "اشتباكات بين مجموعة مسلحة منشقة وقوات نظامية حاولت اقتحام مدينة اريحا في ادلب". وافاد المرصد وناشطون الاحد عن حملات دهم واعتقال في مناطق مختلفة وعن اشتباكات عنيفة بين الجيش النظامي ومجموعات منشقة سقط فيها عدد من القتلى. واعلن المرصد في هذا الاطار مقتل ثمانية عناصر من المجموعات المسلحة المنشقة بينهم ستة في مدينة نوى ومنطقة اللجاة بمحافظة درعا، واثنين في مدينة اعزاز بمحافظة حلب. كما اوضح ان اربعة عناصر من القوات النظامية السورية قتلوا، ثلاثة في مدينة نوى بمحافظة درعا وجندي في مدينة حمص. من جانب اخر، اكد مصدر امني اردني الاحد اعتقال عشرة سوريين الاسبوع الماضي، ادعوا انهم عسكريون منشقون عن النظام على اثر هروبهم من المكان المخصص لاقامتهم في مدينة المفرق شمالي المملكة.