أدانت المنظمة المصرية لحقوق الإنسان واقعة قتل سائق المنصورة محمد جمال الدين بدير عثمان على أيدي متظاهرين من مؤيدي جماعة الأخوان المسلمين في انتهاك صارخ للحق في الحياة والحرية والأمان الشخصي وتطالب الدولة بتحمل مسئولياتها وكفالة أمن المواطنين تجاه تلك الممارسات الإجرامية. وتعود الواقعة إلى خروج مجموعة من أعضاء جماعة الإخوان بمسيرة من مسجد الشناوي بعد صلاة المغرب مباشرة الأحد الموافق 17/12/2013 في شارع الجيش، وقاموا بغلق الشارع، وسط ترديد هتافات معادية للقوات المسلحة والشرطة، وحاملين شعارات “رابعة”.
وتصادف سير السائق خلف المسيرة، فقام بإطلاق آلة التنبيه أكثر من مرة في محاولة لعبور الزحام من أجل تكملة السير، ولكن أعضاء جماعة الإخوان رفضوا فتح الطريق, وبدأ عدد من الشباب في المسيرة بالاعتداء على السيارة، وبعد خروجه انهالوا عليه بالطعنات بأسلحة بيضاء، حتى سقط على الأرض، غارقا في دمائه، وسط المسيرة، وقام أحد المتظاهرين بإشعال النار في السيارة.
وصدر تقرير الطبيب الشرعي ليؤكد أن القتيل أصيب بجرح قطعي شبة ذبحي غائر من بداية الذقن وحتى العنق، بجانب جرح طعني بالصدر تسبب في تمزق بالرئة والقلب، وجرحين قطعيين بالظهر، و3 طعنات غير نافذة أيضا بالظهر، كما أشار التقرير إلى أنه توفى نتيجة إصابة طعنية بالصدر تسببت في تمزق بالرئة والقلب وأكد التقرير بأن الطعنات استخدم فيها أكثر من نوع من الأسلحة البيضاء، وليس سلاحا واحداً
والمنظمة إذا تؤكد على دعمها الكامل للحق في التظاهر السلمي فإنها تستنكر في الوقت ذاته أي محاولات تخرج عن هذا الإطار وفقا لمعايير الحق في التظاهر السلمي ورفض اللجوء إلى العنف واستخدام السلاح أو المولوتوف أو الإضرار بالمرافق العامة للدولة أو التعدي على المواطنين أو قطع الطرق وإيقاف حركة المرور والمواصلات أمام المواطنين أو التعدي على قاطني تلك المناطق
وعليه تطالب المنظمة بالتحقيق الفوري والعاجل في واقعة مقتل سائق المنصورة وتقديم الجناة للمحاكمة وتوقيع العقاب عليهم ليكونوا رادعا لكل من تسول لهم أنفسهم بانتهاك حق الإنسان في الحياة أحد أسمي وأقدس الحقوق التي أقرتها المواثيق والاتفاقيات الدولية والتشريعات القانونية.
ومن جانبه أكد حافظ أبو سعده رئيس المنظمة أن الانسياق إلى العنف لا ينتج عنه سوي المزيد من الضحايا، فيجب نبذ العنف من الاتجاهات كافة والدعوة إلى الانخراط في أحضان الوطن مرة أخري لتحقيق الاستقرار والأمان ولدفع عجلة التنمية إلى الأمام
وأضاف أبو سعده أن ما حدث لسائق المنصورة هو عمل إجرامي، مطالبا بعدم التهاون مع هذه الجرائم التي تروع الآمنين، وتهدف إلى نشر الفوضى في كافة ربوع البلاد.