تلقى الزعيم ماو تسي تونغ، مؤسس الصين الشيوعية، هدية عيد ميلاد ما كان ليحلم بها قائد ثورة الكادحين الذي وصف الشعب الصيني بأنه كتلة من الفقراء والمعدمين. إذ قررت الحكومة الصينية أن تحيي ذكرى ميلاده على نحو يليق بأكثر الرأسمايين بذخًا، فصنعت له تمثالا مطليًا بالذهب ومرصعًا بالأحجار الكريمة، قالت صحيفة نيويورك تايمز انه كلف نحو 100 مليون رنمينبي أو 16.5 مليون دولار. مهيبة ومتقشفة؟ يصادف عيد ميلاد ماو ال 120 في 26 كانون الأول (ديسمبر)، واعلن الزعيم الصيني الحالي شي جنبنغ أن الاحتفالات بهذه المناسبة يجب أن تكون مهيبة ومتقشفة وعملية. وكان ماو نفسه أعلن في عبارته المشهورة أن الثورة ليست حفلة عشاء أو كتابة مقال أو رسم لوحة أو تطريز قماشة. كن يبدو أن أشهر ثوري في الصين يمكن أن يصبح مشهدًا للتبذير بلا حساب. إذ عُرض تمثال ماو جالسًا في مدينة شينجن التجارية جنوبي الصين، وهي مدينة معروفة بملاهيها ومراقصها الليلية، لا بروحها الثورية الزاهدة بمباهج الدنيا. الاهتمام بالقائد وأعلنت الاذاعة الصينية أن تمثال ماو، الذي يبدو فيه رشيقًا لم يدهم الترهل قوامه، مغطى بالذهب واليشم وغيره من الأحجار الكريمة الأخرى، وانه نتاج أكثر من 20 فنانًا عملوا عليه اشهر عديدة قبل انجازه. وبحسب الفنانين والصناع أنفسهم، بلغت تكلفة النصب، بما في ذلك التمثال البالغ وزنه 50 كيلوغرامًا، وقاعدته الرخامية، 16.5 مليون دولار. وقالت الاذاعة الصينية إن الذهب عندما يتألق يعكس اهتمام الجمهور الكبير بالقائد. وقُدم التمثال للجمهور في معرض للأعمال الفنية والمصنوعات الحرفية في مدينة شينجن، لكن مكانه الدائم سيكون مدينة شاوشان مسقط رأس ماو في إقليم يونان.