ترجمة منار طارق نشرت مجلة نيو ريبابليك حوارا مع حسين مرسي اورد فيه الكاتب انه يشبه شقيقه تماما ، وإن كان يصغره ب 15 عاما . لم يكن الكاتب أول من يخبره بذلك. بعد فترة وجيزة من الاطاحة بمحمد مرسي في 3 يوليو، تم إيقاف حسين عند نقطة تفتيش عسكرية بينما كان يقود سيارته من منزله في دلتا النيل إلى مظاهرة مناهضة للانقلاب في القاهرة . وقال حسين "اذا رأوا شخص [ يتوجه إلى مظاهرة ] ، يحتجزونه". لكن خمن جندي الخدمة على الفور أنه علي صلة بالرئيس المخلوع و سمح له بالمرور دون أن يمسه سوء .
إلى حد ما، تجسد تجربة عائلة مرسي على مدى السنوات الثلاث الماضية صعود الإخوان السريع و السقوط الملحمي . شهدت عائلة مرسي انتقال شقيقهم الأكبر من كونه زعيم الإخوان، لأول رئيس مدني لمصر ، وأخيرا ، اشهر سجين في مصر . لا يزال أشقاء مرسى يمتلكون بعض الأفدنة التى ورثوها عن والدهم، التى حصل عليها من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر في الخمسينيات.
في الواقع ، لم يعد صعود محمد مرسي للرئاسة بأي فوائد على شقيقه، الذي واصل عمله في تدريس الرياضيات بالمدرسة الثانوية . خلال السنة التي قضاها مرسي في منصبه ، لم يدخل حسين أبدا حتى القصر الرئاسي ، على الرغم من أنه زار شقيقه عدة مرات في منزله في التجمع الخامس و تحدث معه بانتظام عبر الهاتف.
و حتى مع تراجع شعبية الرئيس مرسي بسرعة و انتشار الحركة الجماهيرية " تمرد " لم يشعر حسين باي أثر : " العدوة" هي معقل الإخوان ، لذلك لم يواجه حسين سوى عدد قليل من النقاد لأداء أخيه و لم يشهد الاحتجاجات المناهضة له. (و بسؤاله عما إذا كانت حركة " تمرد " لها وجود ملحوظ في منطقة العدوة ، قال "انهم لا يجرؤون ! " )
وعلى نفس المنوال ، لم يكن لحملة القمع التي تشنها الحكومة الحالية على جماعة الإخوان تأثير كبير على أنشطتها داخل آلعدوة . في القاهرة . على سبيل المثال ، علقت جماعة الإخوان الاجتماعات العادية لأعضاء خمسة إلى ثمانية خلايا معروفة باسم الاسر، وحثت كوادرها للعمل بالنيابة عن المنظمة بشكل فردي، من خلال محاولة تحسين سمعة الإخوان في المحادثات مع الجيران. قال لي احد الزعماء بمنطقة الجيزة ، أن الاتصالات الهاتفية لم تعد آمنة بالنسبة للمسؤولين من الإخوان الذين لم يتم القبض ، لذلك يرسلون رسائل إلى بعضهم البعض عبر بناتهم .
ولكن وفقا لحسين مرسي ، لا تزال سلسلة قيادة الإخوان في مدينة العدوة و المناطق الريفية المحيطة بها سليمة . و تستمر الاسرة التي يراسها في الاجتماع أسبوعيا، و لا تزل تجمع المستحقات الشهرية لأعضائها ، التي تبلغ سبعة إلى عشرة في المئة من راتب كل عضو . كما لا تزال قيادة الشعبة المحلية التي تدير أعمال ستة الى اثني عشر اسرة، تعمل أيضا بشكل طبيعي، وتنظم المسيرات المحلية لتطالب بعودة مرسي إلى السلطة .
قال حسين مرسي عن رئاسة أخيه " أعتقد أنها كانت كارثة "، مضيفا أن الرئاسة " مسؤولية كبيرة " وان شقيقه " ارتكب بعض الاخطاء ". و بدلا عن تحسين موقفه في مدينة العدوة ، فرضت رئاسة أخيه عليه في بعض الأحيان قيود ضخمة. " لقد فقدنا الكثير من حقوقنا. على سبيل المثال ، عندما يتعارك شخص مع ابني اتشاجر معه بسبب هذا الموضوع. ولكن [ بعد أن أصبح محمد مرسي رئيس ] لم أستطع ، لأن الناس سيقولون اني أفعل ذلك لأن أخي هو الرئيس ".
لا يزال ، يعتزم حسين مواصلة القتال لإعادة أخيه ، وهو السبب الذي يوحد الإخوة المسلمين في الريف والحضر على حد سواء. و اضاف ان مرسي اخبره ان "كل شيء سيعود الى مكانه " ، مؤكدا ان السيسي سيحاكم في المحكمة. و تعهد حسين بمواصلة اتباع الأوامر التي يتلقاها من جماعة الإخوان المسلمين في السعي لتحقيق الأهداف السياسية للمنظمة.