على بعد 8 كم من مدينة الزقازيق عاصمة محافظة الشرقية تقع قرية العدوة والتى تتبع إداريا مركز ههيا نشأ الرئيس المعزول محمد مرسى مع أشقائه الذين لا يزالون يقيمون بها حتى الآن، حيث لم تمنعهم الأحداث الأخيرة من إزالة صورة مرسى الدعائية أو تشويهها كما حدث على طول الطريق المؤدى للقرية. القرية الصغيرة التى لا يوجد فيها مقر لوحدة محلية تملك عائلة مرسى فيها قطعة أرض ورثها الأبناء عن والدهم، فيما يقيم كل منهم فى منزل خاص به لا يبعد عن منزل الآخر سوى عشرات الأمتار. على مدخل قرية «العدوة» توجد بوابة بسيطة مصممة حديثا تحمل لافتة كبيرة عليها صورة شخص ملتح يدعى الشيخ ابراهيم عبدالنبى تحت عنوان شهيد الانقلاب على الشرعية، فيما تحمل البوابة على الجانب الآخر عبارة «ادخلوها بسلام آمنين» بينما تملأ شوارعها وحوائط منازلها دعايا انتخابية للرئيس المعزول والشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل. لا أحد فى القرية يجهل عناوين أشقاء الرئيس المعزول، فرغم تفرق منازلهم فى أكثر من مكان لكن ما يجمعهم فقط هو وجود رسمة تدل على ادائهم لفريضة الحج، فيما تخلو البيوت من أى مظاهر مميزة عن غيرها من المنازل المحيطة بها، بل ان منزل والده يعتبر الأقل من حيث المظهر الخارجى مقارنة بغيره من المنازل المحيطة به. فى شوارع القرية لا توجد صورة واحدة للفريق السيسى أو صورة تدعم حركة تمرد، بينما تجد عبارات إسلامية إسلامية واضحة بشكل لافت، بينما لا تشهد القرية أى تواجد أمنى أو عسكرى يذكر. يعيش الحاج سيد مرسى بالقرب من الأرض التى وروثوها عن والدهم، وهو الرجل الذى رفض الحديث معنا مؤكدا على أنه لا يتحدث لوسائل الإعلام، موقفه لم يختلف كثيرا عن موقفه شقيقه سعيد الذى أكد أنهم ملتزمون الصمت حتى يعود الرئيس المختطف مرة اخرى على حد وصفه. يتمتع اشقاء مرسى بسمعة طيبة داخل القرية، لا تجد من يوجه لهم السباب أو الشتائم، أو يسخر منهم، وبحسب لقاءات مع عشرات من جيرانهم كانت الإجابات متطابقة تقريبا «دول ناس فى حالهم ومش بيضايقوا حد ولا حد بيضايقهم، وناس بيعملوا الخير من زمان وربنا يصبرهم على اللى هما فيه». بالقرب من الأرض التى ورثها مرسى وأشقاؤه الخمسة جلس سعيد ابراهيم مع صديقه شعبان جمال فى محل تصوير لحفلات الزفاف، فرغم تعليق لافتة ممنوع الحديث فى السياسة داخل المحل إلا أن النتيجة المجاورة لها تحمل شعار جماعة الإخوان المسلمين «نحمل الخير لمصر». سعيد الذى يعمل مع شقيق مرسى الأكبر سيد فى مدرسة العدوة، قال إنه لم يشعر بتغير فى معاملة سيد لزملائه خلال فترة تولى شقيقه الرئاسة مشيرا إلى أنه كان يشاهده متوجها كل أسبوعين بالخضار والفاكهة والخبز للرئيس فى القاهرة حيث كان يحصل على الأطعمة من أشقائه. وأضاف أنه بالرغم من كثرة المترددين عليه وعلى اشقائه لتقديم طلبات للرئيس إلا أنهم لم يحصلوا على أى منها مطالبين أصحابها بالذهاب إلى صاحب الشأن مشيرا إلى أنه كان يشاهد بعض الفقراء الذين يأتون لهم من قرى مجاورة ويطلبون منهم أموالا للعودة لمنازلهم فكانوا يمنحونهم ما يطلبون. وأشار إلى أن القرية لم تستفد بأى ميزة من بقاء مرسى فى الرئاسة على مدى عام مشيرا إلى أن مدخل القرية الذى تم تصميمه خلال هذه الفترة مرصود له المبلغ المالى منذ عهد مبارك لكن لم يتم تنفيذه بسبب ثورة يناير وعندما نفذ جاء الإعلام ليصور أن مرسى يهتم بقريته ويميزها بينما الحقيقة عكس ذلك. وأوضح أن سيد شقيق مرسى كان يحرص على الذهاب مبكرا إلى المدرسة ويغادرها فى نهاية اليوم خلال الفترة التى تولى فيها شقيقه الرئاسة مؤكدا أنه لم يتحدث مع زملائه فى أى أمر متعلق بالسياسة مطلقا. وأكد شعبان جمال مسئول الاستوديو على حديثه لافتا إلى أنهم قدموا للرئيس مرسى طلبا من أجل هدم جميع دور الضيافة الموجودة بالقرية لتجهيز دارين فقط بشكل جيد بالإضافة إلى إنشاء وحدة محلية لكن الرئيس رفض التدخل حتى لا يتهم بأنه يجامل أهالى قريته. وأوضح أن أهالى القرية لا يخرجون إلا فى مسيرات مؤيدة للشرعية فقط من حين لآخر، مشيرا إلى أن أبناء القرية يحبون الرئيس مرسى ويعتبرونه مظلوما. على بعد عدة كيلومترات وتحديدا فى قرية الزرزمون تقع الوحدة المحلية التى يعمل بها سعيد مرسى الشقيق الأوسط للرئيس المعزول، ورغم عمله بها منذ أكثر من 20 عاما فإن رئيس الوحدة حامد حبيب زعم أنه حاصل على عقوبة من النيابة الإدارية تمنعه من العمل منذ 10 سنوات، ولا يوجد أى عمل مكلف به. حامد استنكر فى حديثه عدم خدمة سعيد لزملائه خلال فترة تولى شقيقه الرئاسة، قال إن الإخوان لا يهتمون إلا بخدمة أعضاء الجماعة فحسب. الوحدة التى غادرها غالبية الموظفين قبل صلاة الظهر، فشل رئيسها فى استخراج المستند الذى يثبت وجود عقوبة فعلية من النيابة الإدارية، فبعد اصطحابه لنا لمكتب شئون العاملين وجدنا الموظفين يتسامرون بلا عمل بعضهم يحضر الشاى والسكر والآخر يتحدث، فيما لم يعثروا على الورقة التى كان يجب أن تكون موجودة فى ملف الخدمة الخاصة به.