استمرت اشتباكات عنيفة بين القوات النظامية والجيش السوري الحر في ريف دمشق، طوال ليل الجمعة وحتى فجر السبت، حسبما أفاد ناشطون، في وقت تواصلت التظاهرات الليلية المناهضة للنظام في جمعة «يا دمشق قادمون»، خاصة في العاصمة وفي مدينة حلب. وذكر المتحدث باسم تنسيقيات دمشق وريفها محمد الشامي أن «مناطق الغوطة الشرقية شهدت مساء اشتباكات عنيفة جدا سمعت أصواتها في معظم أنحاء ريف دمشق، ووصلت الأصوات لبعض مناطق العاصمة». وأوضح أن الاشتباكات استمرت ليلا وتركزت في عربين ودوما. في الوقت نفسه، سارت تظاهرة مسائية في دوما اطلقت شعارات تطالب بإسقاط الرئيس بشار الأسد، وسار المتظاهرون على وقع التصفيق وقرع الطبل. كما شهدت «جديّدة عرطوز» في ريف دمشق تظاهرة حمل المشاركون فيها علما طويلا لسوريا بعد الاستقلال وقبل حوب البعث، وهتفوا «يا بشار ما رح نركع، جيب الدبابة والمدفع». فيما سارت تظاهرة في حي التضامن في دمشق «رغم التواجد الأمني الكثيف» بحسب الشامي. وتجمع حشد من الناس ليلا في جامع بلال الحبشي في حي كفرسوسة وأدوا قسما مع رفع الأيدي، بحسب ما أظهر شريط فيديو مدته حوالى اثني عشرة دقيقة بث على موقع «يوتيوب» الإكتروني، جاء فيه «نقسم بالله العظيم (...) لن نتخاذل بهذه الثورة حتى النصر أو الشهادة». وقال الشامي إن «عناصر من الأمن والشبيحة نفذوا ليلا حملة مداهمات واعتقالات في حي العسالي في دمشق تخللها ملاحقة ناشطين وإطلاق رصاص». كما شهدت مدينة حلب، العاصمة الصناعية لسوريا وثاني أكبر مدنها، تظاهرات مسائية وليلية في أحياء السكري والشعار والصاخور والأشرفية، بحسب اتحاد تنسيقيات حلب. وحمل المتظاهرون المشاعل، بحسب ما أظهرت أشرطة فيديو وزعها ناشطون. ومن هتافاتهم «حرية، حرية» و«الموت ولا المذلة» و«الجيش الحر للأبد، داعس (يدوس) على راس الأسد». كما حملوا لافتات كتب عليها «يا دمشق قادمون». وكان عشرات الآلاف تظاهروا الجمعة في عدد كبير من المناطق السورية لمناصرة العاصمة التي تشهد منذ أيام اشتباكات عنيفة لا سيما خلال الليل، وتصاعدا في حركة الاحتجاج.