أكد الكاتب الصحفي "صفوت عمران" أمين عام تكتل القوي الثورية الوطنية ان الاتجاه المصري شرقا نحو روسيا خطوة لابد ان تكون محسوبة تماما وتقوم علي الإحترام المتبادل والمصالح المشتركة وليس مجرد استبدال الراعي الأمريكي براعي روسي فمصر بعد ثورة يناير والموجة الثانية في 30 يونيو استطاعت ان تحصل علي استقلالها الوطني بعد سنوات طويلة من التبيعة لواشنطن وهو ما يحتاج الي علاقات متوازنه مع الجميع . وقال عمران ان زيارة الوفد الروسي وفي مقدمته وزيري الخارجية والدفاع يؤكد ان مصر دولة محورية في الشرق الاوسط لكن يجب ان علي مؤسسة الرئاسة ان تتحرك بوعي شديد حتي لا نقع تحت عجلت صراع موسكوواشنطن لكن التعاون خطوة مهمة لارسال رسالة لامريكا بان عصر التعبيه المطلق قد انتهي وان شعبنا يريد ان يتخذ خطواته بناء علي استقلال حقيقي لافتا الي ان تنويع مصادر السلاح المصري خطوة مهمة خاصة في مواجهة العدو الاسرائيلي وايضا العلاقات الاقتصادية القوية مع الجميع بداية لتعافي الاقتصاد الوطني بشرط استخدامه فيما يحقق هدفنا الاول وهو الاكتفاء الذاتي .
واوضح "عمران": أن الأنظمة في دول العالم الثالث ومنها مصر منذ الحرب العالمية الاولي لا تتمتع بالاستقلال الفعلي وتعتمد على استقلال وهمي وان كانت تقودها ادارات تبدو وطنية، فقادة هذه الدول وان شئت قل ديكتاتوريوها كانوا يسوقون كذبا انهم يملكون مفاتيح الاستقلال الوطني لكن الواقع يثبت عكس ذلك .
فالدول مثل فرق كرة القدم لها رعاة رسميون يمكن ان تغيرهم وفقا لمقتضيات اللعبة الدولية لكن غير مسموح لها ان تظل بلا راع والا تنهشها كلاب الامبريالية فقد حدث ذلك مع العراق عندما انهار الاتحاد السوفيتي في بداية تسعينات القرن الماضي فاصبح ظهر صدام مكشوفا لواشنطن التي تلاعبت به حتي تم ترتيب عاصفة الصحراء المزعومة لامتصاص بلاد الرافدين وتمزيقها اربأ اربا لصالح المشروع الصهيوامريكي في المنطقة، وهو نفسه من أنقذ رقبة نظام بشار الأسد في سوريا عندما رفضت روسيا التي استعادت عافيتها أي عدوان أمريكي محتمل علي دمشق، لكن بالطبع الرعاية لا تكون مجانا أو بلا ثمن فالمقابل يكون دائما كبير وكبير جدا، اما اذا حاولت دولة تغيير الراعي أو استبداله فهذا يحمل مجازفة كبيرة تحتاج ان يكون الراعي الجديد علي الأقل أكثر قوة او متساو مع الراعي القديم علي الاقل والا الخطر سيطالها بلا شك فعندما حاول شاه ايران رضا بهلوي ان يلعب خارج دوره المرسوم تخلت عنه واشنطن فتمت الاطاحة به وبملك أسرته عن طريق ثورة الخميني ولم يجد دولة تستقبله غير مصر لدوره المؤيد لحرب أكتوبر .
وأضاف "عمران": أنه في مصر بعد انتهاء الاحتلال البريطاني تقاربت مصر عبدالناصر بقوة مع الاتحاد السوفيتي أحد القطبين الكبيرين في ذلك الوقت في مواجهة رعاية امريكا للدولة الصهيونية الوليدة والخبيثة والشيطانية لكن بعد حرب أكتوبر واعتراف السادات بأن 99% من أوراق اللعبة في يد امريكا تحولت رعاية مصر الي واشنطن، وظل مبارك علي نفس النهج حتى لا يلقي مصير سابقه " السادات " الذي حاول وفقا لبعض التسريبات المخابرتيه الخروج من عباءة امريكا لكن اغلاقت واشنطن ملفه خلال زياراته لها في يونيو 1981 قبل اشهر قليلة من عملية اغتياله المثيرة للجدل حتى الان في اكتوبر من نفس العام، لكن جاءت ثورة يناير لتفاجئ الجميع وكالعادة تخلت امريكا عن رجالها عندما وجدت البديل في جماعة الاخوان المسلمين الذين منحوها في عام واحد أكثر مما تريد وقبلوا ان يكونوا جزءا من مشروع الشرق الأوسط الكبير الذي جندت له واشنطن الاف العملاء وانفقت علية مليارات الدولار .
وبينما تسير الأمور بشكل طبيعي جاءت ثورة 30 يونيو لتقلب "الطرابيزة" علي الجميع وتنحاز القوات المسلحة لارادة الشعب دون انتظار لقرار الراعي في استمرار اللاعب الاول من عدمه وتم عزل محمد مرسي وفقا للارادة الشعبية وهو سر الغضب الأمريكي ووصف ما حدث بأنه انقلابا عسكريا فالراعي شعر أنه مجرد "شرابة خرج" لا قيمة له وانه فقد رجلا لا يمكن تعويضه لانه كان رئيسا بدرجة عميل وفقا التهم الموجه له حتي الان خلال محاكمته، بل زاد الأمر تعقيدا عندما لوحت القاهرة بامكانية اللجوء الي راعي قديم "روسيا" حال استمرار عدم احترام ارادة المصريين وهو ما جعل الموقف الامريكي يتغير ولو جزئيا مع استمرار صراع الطرفين بين الاستقلال الوطني أو القبول مرة اخري بالرعاية أو التبعية .