ترجمة منار طارق نشرت صحيفة واشنطن بوست خبرا اوردت فيه ان لجنة صياغة الدستور المصري وقعت في الفخ وسط جدل محتدم حول أحكام من شأنها أن تمنح الجيش امتيازات خاصة ، بما في ذلك سلطة محاكمة المدنيين في محاكم عسكرية سرية وسط حملة واسعة النطاق على جماعة الإخوان المسلمين .
وقد عقد رئيس اللجنة من 50 عضوا ، وزير الخارجية السابق و الامين العام للجامعة العربية، عمرو موسى ، سلسلة من الاجتماعات المغلقة مع كبار المسؤولين العسكريين ، الذين يعملون لإقناع المندوبين ادراج مثل هذا البند . ويقول الجيش انه يحتاج القدرة على محاكمة المدنيين الذين يؤذون مصالحهم مع زيادة هجمات المتشددين . ومن المتوقع أن يتم الانتهاء من المسودة النهائية للدستور بحلول 3 ديسمبر.
لكن هذه الأحكام من شأنها أن تزيد من ترسيخ وتوسيع سلطة الجيش الكبيرة بالفعل . بانتشار قواتها في الشوارع، و وجود الحكومة التي عينها الجيش في السلطة – بعد عزل محمد مرسي ، المقرر محاكمته يوم الاثنين – يعد الجيش الحاكم السياسي المهيمن في البلاد .
و قالت هبة مرايف ، مدير هيومن رايتس ووتش بمصر ومقرها نيويورك "هذه ليست لحظة لأي احتمالية للحد من امتيازات الجيش " في الدستور . واضافت "انهم يرون نظام القضاء المدني باعتباره انتهاكا . واحدة من الامتيازات التي يتشبث بها الجيش باستمرار هي سلطة تقديرية واسعة لمعاقبة و محاولة الناس كما يشاؤون . أنهم يهتمون حقا بالحفاظ على ذلك ".
الآن ، يمكن للجيش اتهام أي شخص بأي جريمة ، وإرسال المتهمين إلى المحاكمات السرية التي تفتقر إلى المبادئ الأساسية للإجراءات القانونية الواجبة . غالبا ما يفرض القضاة العسكريين العقوبات القاسية التي لا يمكن الطعن بها و يحرم المعتقلين من الحصول على المشورة القانونية .
كما قدم الدستور لعام 2012 ، الذي تمت صياغته خلال حكم مرسي المدعوم من جماعة الإخوان ، الجيش صلاحيات واسعة لتوجيه الاتهام للمدنيين " بجرائم تضر القوات المسلحة . " في الفترة التي تلت انتفاضة 2011 ضد الرئيس السابق حسني مبارك - التي ظن العديد من المتظاهرين انها ستكون فاتحة لعهد جديد من الحكم الديمقراطي - قدم المجلس العسكري المؤقت للبلاد 12 الف من المدنيين للمحاكمة أمام محاكم خاصة من الجيش .
ولكن كان يأمل المدافعين عن الحقوق أنه يمكن استخدام الاطاحة بمرسي ، بمساعدة الاحتجاجات الشعبية الضخمة ، في قلب أو على الأقل تقييد القوة العسكرية للمحاكمة . وقالت منى سيف، المؤسس المشارك لجماعة لا للمحاكمات العسكرية ، التي أنشئت في 2011، "كنا نريد لجنة لدعم فرض حظر كامل على استخدام المحاكمات العسكرية للمدنيين ، حتى في الحالات التي يكون فيها أحد الطرفين هو ضابط عسكري "
ولكنها اضافت ان المناخ السياسي المؤيد للجيش، و احداث العنف الأخيرة - التي قتل فيها 1000 شخصا على الاقل ، وشن المسلحين هجمات بالقنابل العادية- خلقت تأييد واسع لطلبات الجيش للتدابير الأمنية القاسية. و قالت كلا من هبة مريف و مني سيف ان الجنرالات يصرون على صيغة مماثلة لدستور 2012، وهو ما من شأنه أن يعطي النطاق العسكري سلطة واسعة.