قد يختلف او يتفق الكثيرون حول البابا شنودة وحياته الحافلة المديدة، مسلمون ومسيحيون مسلمون ومسلمون، بل وحتى مسيحيون ومسيحيون، فالاكيد في نظر الكثير انه كان رجلا وطنيا بل وقوميا عربيا ايضا وله من المواقف على مدار حياته ما يثبت ذلك ، الشهير منها مواقفة المعلنة من دعاوى اقباط المهجر، وموقفه من السفر الى القدس ابان الانتفاضة الفلسطينية والحرب على غزة، غير انه ومن جهة اخرى وفي نظر الكثير من المسيحين قبل المسلمين يمثل تيارا دينيا يمينيا متشددا، حيث تسبب تشدد مواقفه الدينية في معاناه الكثير من الاسر المسيحية في قضايا الطلاق وتصاريح الزواج والاخوة الاقباط اعلم بهذا مني. اما الاكثر وضوحا على الساحة في الايام والشهور السابقة (بعد الثورة) فهو مواقفه المعلنة من التأييد المطلق لمبارك بل ولوريثه وما تلاه من موقفه ازاء الثورة والتصريح بحرمة المشاركة فيها للمسيحيين (حاله حال الكثير ايضا من مشايخ السلطان المسلمين)، ثم جاءت الضربة الموجعة الاخيرة للقوى الثورية باستقباله لاعضاء مجلس العسكر في قداس العيد ولم يكن دم ضحايا ماسبيرو قد جف بعد. كل تلك المواقف قد لا تتيح لأي شخص النظر الى شخصية وتصرفات البابا من زاوية واحده وتحتمل الخلاف والاتفاق، اما ان يطل علينا حامل لواء النضال الاول الدكتور علاء الاسواني بمقاله الاخير بعنوان "من يستقبل البابا شنودة" فهو عجب العجاب وازدواج الازدواج ونفاق النفاق، فقد يكون لك الحق يا سيد علاء في تصور عقدي يختلف معك فيه الكثيرون من المسيحين قبل المسلمين حول موصفات ومعتقد من يدخل الجنة ومن يدخل السعير اما ان تقرر انت من الاساس من هنا ومن هناك فأعتقد ان هذا شيء بيد الله وحده دون سواه واذا ما كان تصورك نوع من الاعتقاد لديك، وان كنت اراه مداهنة لا اكثر كما يوحي باقي المقال فاني اقولها لك صريحة ان البابا نفسه لم يكن ليداهن في دينه ومعتقده ليقول ان علاء الاسواني الان واقف على باب الجنة وفي استقباله القديسين والشهداء المسيحيين، غير ان كل هذا اولا واخيرا يمكن تمريره من باب حرية التعبير والمعتقد اما ما لا يمكن تمريره يا سيدي هو ان تضع نفسك متحدثا بلسان حال البابا نفسه ومدافعا عن مواقفة من الثورة ومن تالي الاحداث وخاصة احداث مسبيرو من خلال سيناريو هزلي وضعته بينه وبين شهيد الوطن مينا دانيال لتبرر للبابا مواقفه من الثورة، وتمنحه صك غفران ممهورا بدم مينا دانيال ذاته، مواقف البابا التي طالما تطاولت وتصايحت وهللت ضد مثلها مع خصومك من الاسلاميين، وحتى الفلول، وإلا لكان حريا بك ان تسوق نفس المبررات لمبارك لموقفه من الثورة، ثم لتسوق نفس التبريرات لوزير داخليته وحاشيته وكذلك المجلس العسكري وكل مواقفه التالية للثورة بذات المنطق بأنهم اناس مسؤلون وقراراتهم لا تخصهم لوحدهم مثلهم مثل البابا الذي دافعت عن مواقفه بذات الحجة، وإلا فما معنى ان تبرر للبابا مواقفه المؤيدة لمبارك ثم تنتقد مواقف مبارك ذاته، وتبارك تصرف البابا الحكيم مع العسكر ثم تهاجم وتتهم العسكر انفسهم ..اي ازدواجية تلك يا سيدي واي تبرير استطعت تقديمه لنفسك وانت تكتب هذا المقال قبل ان تقدمه لنا، عقيدتك وعقيده البابا امر شخصي بحت يقيمه الله عز وجل يوم الدينونة، اما مواقفك ومواقفه السياسية فهي ملك للشعب يقيمها كيف يشاء، ومن هذا المنطلق وحده ارى انك ربما اسقطت عنك سيدي اخر اوراق المصداقية، مصداقية من كان يكتب فتتحرك له مشاعر شباب الثورة وتنزل ملبية لميدان المواجهة لتلقى حدفها ثم تجد من كان يحثها على مواصلة النضال والفداء هو ذاته من يبرر لمواقف من وقفوا ضد هؤلاء من البداية بل ووضعوا ايديهم في اياد ملوثة بدماء هؤلاء الابرار.! عفوا سيدي فمن الان لن انتظر منك سوى مقلات مشابه لمراسم استقبال مبارك والعادلي والمشير ومشايخ السلطان على باب الجنة ولكن لا داعي لان ترهق شهداء الوطن الابرار في استقبالهم ولتكتفي باستقبال رسمي ونشيد وطني ومارشات عسكرية