هل يتدخل الجيش المصرى فى غزة لإقتلاع جذور الإرهاب الذى إمتدت فروعه إلى داخل سيناء بصورة لم تحدث من قبل ؟تلك الفرضية طرحها أكثر من خبير إسرائيلى من ضمنهم البروفيسور إسحاق بن جادى المستشرق والخبير فى الشأن العربى ,الذى لم يستبعد إقدام الجيش على تلك الخطوة بعد أن تبدلت الامور بسرعة البرق بالنسبة لحركة حماس وحدوث تغيير حاد فى وضعها الحالى بعد إسقاط الرئيس السابق محمد مرسى ,ومنذ ذلك الحين تحاول الحركة وفقاً للخبير الإسرائيلى ,تحسين صورتها من خلال محاولة التقرب من السلطة المصرية الجديدة ,وإصدار الاوامر لشيوخ المساجد بوقف التحريض ضد الجيش المصرى خلال خطب الجمعة أو من خلال تنظيم تظاهرات تندد بالسيسى ,وتجلى ذلك فى وصف موسى أبو مرزوق القيادى بالحركة للتظاهرات المؤيدة لمرسى بالخطأ الجسيم وإمتداحه لموقف الجيش المصرى فى التعامل مع الإرهاب, ولكن بدون جدوى ,فصور الضحايا الأبرياء من المجندين المصريين ,قد عمقت من كراهية المصريين لحماس ولقطاع غزة بالكامل فالحركة أصبحت فى نظر المصريين عصابة تقوم بمحاربة الجيش المصرى وتدعم التنظيمات الإرهابية داخل سيناء لقتل المجندين المصريين . وأوضح الخبير الإسرائيلى أن المهمة قد باتت سهلة بالنسبة للجيش المصرى عن الفترة السابقة ,حيث ضعفت الحركة بشكل واضح بعد توقف الدعم الإيرانى ,وبعد غلق معبر رفح المتنفس الوحيد للغزاويين إقتصادياً ,والنقص الحاد الذى طرأ فى مخزون الوقود ,كل ذلك جعل سكان غزة يدركون أن سلطة حماس لم تجلب لهم إلا الخراب . وفى المقابل أكد الخبير الإسرائيلى أنه كلما زادت مقاومة العناصر الإرهابية التى تخرج من غزة لقتال الجيش المصرى ,وكلما ذادت الخسائر ,تتزايد فرص تدخل الجيش المصرى فى غزة من أجل السيطرة على البؤر الإرهابية. وأوضح الخبير الإسرائيلى أن المخابرات المصرية حصلت من إسرائيل على تفويض بالمسئولية الامنية لقطاع غزة ,وهو ما أكده سماح إسرائيل لمصر بإدخال طائرات ودبابات إضافية إلى سيناء خلافاً لإتفاقية السلام الموقعة بين البلدين ,مضيفاً أن تدخل مصر عسكرياً فى غزة والقضاء على سلطة حماس سيصب فى مصلحة كلاً من مصر وإسرائيل والسلطة الفلسطينية . و تحدث الخبير الإستراتيجى يوسى ميلمان عن تلك النقطة خلال تحليله الذى نشرته صحيفة هاآريتس العبرية الذى ذكر أن الواقع الجديد الذى يتبلور حالياً على الحدود الإسرائيلية المشتركة مع سيناءوغزة بإمكانه تكوين سيناريو تدخل الجيش المصرى عسكرياً فى قطاع غزة من أجل إسقاط سلطة حماس داخل القطاع . وأوضح يوسى ميلمان أن نتائج العملية العسكرية التى قامت بها القوات المصرية فى سيناء قد أفرزت عن وجود علاقة بين التنظيمات الجهادية التى تعمل فى سيناء وبين حركة حماس ,فى الوقت الذى يقوم فيه سلاح الهندسة المصرى بتدمير أنفاق التهريب فى رفح المصرية والممتدة على طول ممر صلاح الدين التى يتم من خلالها تهريب السلاح من غزة إلى سيناء ,وأوضح أن سلاح الهندسة المصرى يستخدم معدات متطورة ويستعين بخبرات سلاح الهندسة الأمريكى . وتابع الخبير الإسرائيلى قائلاً "أن كل هذا يتم بموافقة إسرائيل,وهناك بعض المصادر الإستخباراتية الأجنبية تؤكد قيام تل أبيب بتقديم المساعدات المخابراتية لمصر حول العلاقة بين حماس والتنظيمات الجهادية التى تعمل داخل سيناء "وأضاف "أن وكالة الانباء التركية سبق وأن أكدت ,أن مصر تخطط للتدخل عسكرياً فى غزة . وأكد الخبير الإسرائيلى أنه لا يمكن إستبعاد حدوث سيناريو تعاون أمنى مصرى أمريكى إسرائيلى مشترك قد يتطور إلى إتفاق مشترك بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية ,لإسقاط سلطة حماس داخل قطاع غزة .