يريد الاتحاد الأوروبي تشديد القيود على السيجارة الالكترونية، لأن الأدلة تقول إنها بنفس ضررالسجائر التقليدية، وإن انتشارها يكرس سلوك المدخنين. بيروت: يناقش البرلمان الأوروبي مشروع قانون لتجنيب لاعتبار السيجارة الالكترونية عقارًا طبيًا، للحد من استخدامها، حضًا على الامتناع النهائي عن التدخين، خصوصًا أن بيع السجائر الالكترونية الخالية من التبغ ازدهر في العالم، منذ منع التدخين في الأماكن العامة.
إلا أن انتشار هذه السيجارة يثير مخاوف كثيرة، إذ يقول خبراء أوروبيون إن السيجارة الالكترونية تبدد جهود أعوام من حملات منع التدخين من خلال تكريس سلوك المدخنين دون استخدام للتبغ، وقد تكون مضرة للأطفال ولغير المدخنين، لأنها تحول النيكوتين والمواد الكيميائية الأخرى إلى بخار. غير أن صانعي السجائر الالكترونية يؤكدون قدرتها على حماية ملايين الأرواح، ويرون أن منعها خطأ فادح لأنها تقلل من الأمراض المتعلقة بالتدخين.
تغري الشباب
يأتي مقترح منع السيجارة الالكترونية ضمن جملة من الإجراءات ينظر فيها الاتحاد الأوروبي خلال فحص مشروع قانون عن التبغ قد يسري العمل به في العام 2014. ويقول المدافعون عن إجراءات المنع إن السيجارة الالكترونية تغري الشباب، وتجعلهم يقبلون على التدخين.
وتفرض القوانين الحالية على صانعي السجائر وضع تحذير على العلبة، يغطي 30 بالمئة من أحد وجهيها، و40 بالمئة من الوجه الثاني. وتقول المفوضية إن على العلب أن تكون كبيرة بما فيه الكفاية ليبرز عليها التحذير الصحي، وتشير إلى أن 700 ألف أوروبي يموتون بأمراض متعلقة بالتدخين سنويا، وهو عدد سكان مدينة مثل فرانفورت أو باليرمو.
وتقدر تكاليف الرعاية الصحية في الاتحاد الأوروربي بحوالي 25 مليار يورو سنويًا. وتفيد أرقام حكومية بأن بريطانيا حصلت رسومًا بقيمة 9 مليارات دولار من بيع السجائر في العامين 2009 و2010، وهو يمثل 2 بالمئة من إيراداتها الضريبية.
ليست آمنة
من ناحية أخرى، حذر أطباء إسبان من أن السيجارة الإلكترونية ليست أكثر أمانًا من السجائر العادية، كما يعتقد البعض. وذكوا أن مستخدمى السيجارة الإلكترونية يعانون أيضًا من نفس المتاعب الصحية قصيرة المدى فى الرئة، تمامًا مثل مدخنى السجائر العادية.
ودعا هؤلاء الأطباء مستخدمى السيجارة الإلكترونية إلى مراجعة تفكيرهم جيدا فى اعتقادهم بأن السيجارة الإلكترونية عطية من الله للسماح لهم بتخفيف التوتر، من دون أن يتسبب ذلك فى إلحاق الضرر بالرئة. وحذرت رابطة أطباء جراحات الرئة والصدر الأسبانية من أن بعض المواد المستخدمة فى بخار السجائر الإلكترونية تسبب الضرر للرئة، كما تفعل السجائر العادية.
إلا أن هذا لم يتأكد بعد، وما زال مادة سجالية لأن خبراء الصحة فى العالم ما زالوا غير متأكدين من الآثار طويلة المدى التي تتركها السجائر الإلكترونية على صحة المدخنين، ولذا لا ينصحون باستخدامها بديلًا عن السجائر العادية أو كوسيلة للإقلاع عن التدخين.
لم تخضع للفحوص
يذكر أن السيجارة الإلكترونية جهاز إلكتروني يعمل بالبطارية، ويوفر جرعات مستنشقة من النيكوتين بتوصيل بخار سائل النيكوتين، لكن بدون العناصر الكيميائية الموجودة فى السجائر العادية من التبغ والقطران وأول أكسيد الكربون.
وتتولى منظمة الرقابة على الأطعمة والأدوية الأميركية (أف دي آي) مسؤولية تنظيم كل مشتقات التبغ، لكنها لم تصدر حتى الآن رأيها في السجائر الإلكترونية، وترى من الضروري دراسة كل من المنافع الصحية المحتملة للسجائر الإلكترونية بنفس طريقة دراسة أضرارها.
ويقول الطبيب توماس جلين، في منتدى الجمعية الأميركية لمكافحة السرطان: "مستخدمو السجائر الإلكترونية ليسوا على ثقة من طبيعة الشيء الذي يقومون باستنشاقه، فهذه السجائر لم تخضع لفحوص وتحليلات شاملة مستقلة".
وكانت (أف دي آي) اكتشفت مواد مسرطنة في 50 بالمئة من 18 عينة من السجائر الإلكترونية، فضلًا عن تناقضات وتنوع في مستويات النيكوتين التي تستنشق مع كل نفس، رغم أن البيانات الملحقة بالسجائر تحدثت عن نسبة ثابتة وموحدة. كما عثر في إحدى العلب على بقايا مادة دي إيثيلين جليكول، وهو سائل سام يستخدم مضادًا للتجمد.